ألقت الباحثة في منتدى بلومبرج شيرا أوفييد، نظرة فاحصة على النفقات الرأسمالية لشركة التكنولوجيا الأمريكية خلال الـ3 سنوات الماضية وركزت في بحثها على شركة ألفابيت مالكة محرك البحث جوجل وشركة أبل وشركة أمازون وشركة مايكروسوفت وشركة فيسبوك.
وتشير البيانات بحسب وكالة بلومبرج إلى أنها أنفقت جميعاً مبلغ 40 مليار دولار على أصول مادية باهظة الثمن كبيرة في العام الماضي لتصل قيمة استثماراتها 80 مليار دولار لتقف في مصاف شركات صناعة السيارات، وشركات البترول والغاز، والاتصالات من حيث النفقات الرأسمالية، وكيف يتم قيادة النفقات الرأسمالية للتكنولوجيا في القطاعات الأخرى.
ونقلت الوكالة عن وحدة الأبحاث وتتبع البيانات، أن شركات القطاع الخاص والحكومة الأمريكية وقعوا مع شركات توليد الطاقة المتجددة لتلبية الطلب على الكهرباء عقوداً هائلة.
ووصلت الاتفاقات منذ عام 2010 إلى شراء ما يقرب من 18 ألف ميجاوات من شركات إنتاج الطاقة النظيفة، وتعتبر شركات التكنولوجيا من أكبر المشترين، بالإضافة إلى الولايات والجامعات التي جاءت في المرتبة الثانية.
وتوقع الشركات على اتفاقيات الشراء لعدة أسباب منها أهداف توفير الطاقة المستدامة بجانب الحصول على تغطية إعلامية إيجابية، لكن يبقى السبب الرئيسي هو أن العقود طويلة الأجل مع شركات توليد الطاقة النظيفة التي ليس لها تكاليف متغيرة حسب حركة السوق مثل البترول والغاز مفيدة للأعمال التجارية من الناحية الاقتصادية.
وتعطي الشركات رؤيتها لأسعار الطاقة لديها لعدة عقود وعلى الأقل تاريخياً ثبت أنها قدمت أسعاراً أرخص، بالمقارنة بشبكة الكهرباء التقليدية، إذ يجب الأخذ في الاعتبار أن مشترى الطاقة على المدى الطويل يترقبون للسعر، مما لفت نظر شركات التكنولوجيا التي تسعى لتوفير احتياجاتها من الطاقة بطريقة مستقرة.
ومنذ عام 2010، كانت طاقة الرياح في الغالب هي المسيطرة على التعاقدات، لكن يمكن أن يلاحظ المراقبون تصاعد أهمية الطاقة الشمسية في العام الماضي حيث تفوقت عليها.
ويحتاج بناء جيل جديد كامل من الطاقة يلبي احتياجات شركات التكنولوجيا إلى تمويل بمليارات الدولارات من الاستثمارات، ومنذ عام 2010، تسبب طلب شركات التكنولوجيا في ضخ مزيد من الاستثمار بأكثر من 15 مليار دولار في طاقة الرياح والطاقة الشمسية فقط في الولايات المتحدة.
ولا يمكن اعتبار أن استثمار 15 مليار دولار نفقات رأسمالية في الطاقة إنفاقاً على التكنولوجيا، لكن ذلك لم يكن سيحدث من دون نمو طلب شركات التكنولوجيا وفي الوقت نفسه، فإن كل مشروع من مشروعات الطاقة الشمسية أو طاقة الرياح التي صممت لتلبية احتياجات شركة التكنولوجيا يساعد على خفض تكاليف إنتاج هاتين الطاقتين من خلال زيادة انتشارها وهي بالفعل نفقات كبيرة من الناحية النقدية وتؤثر على نظام الطاقة بأكمله أيضاً.
وينافس شركات التكنولوجيا قطاع النقل حيث تجرى الاختبارات للمركبات ذاتية القيادة فإذا تحولت إلى المرحلة التجارية مع انتشارها في الأسواق فإنها كسيارات تعمل بالكهرباء تحتاج إلى إنفاق ملايين أو مليارات أخرى على صناعة السيارات النظيفة وشبكات الشحن وتحتاج إلى الانخراط في بعض النفقات الرأسمالية غير المباشرة مثل العقارات المخصصة لإيواء أسطولها ومراكز الخدمة للحفاظ على السيارات.
ويمكن اعتبار، أن التكنولوجيا هي المنفق الرئيسي على الأصول طويلة الأجل بطبيعتها لأنها تخلق إنفاقاً كبيراً على الأصول طويلة الأجل التي لا تملكها بنفسها وقد يكون هناك المزيد في الطريق.