أكد نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك ABC ورئيس مجلس إدارة شركة الخدمات المالية العربية صائل الوعري، أمام مجموعة من مدراء البنوك والهيئات التنظيمية المالية ومندوبين عن المصارف بأن وتيرة التغيير في الخدمات المالية تشهد تزايدا متسارعا؛ داعيا إياهم للاستعداد للمستقبل.
وجاءت كلمة الوعري في إطار منتدى التقنية المالية الثالث "فينتيك" لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الذي أقيم في البحرين الخميس برعاية مصرف البحرين المركزي وحضره عدد من محافظي البنوك المركزية من عدد من الدول العربية.
وبدأ الوعري حديثه بالإشارة إلى قصة أول سفينة شحن في العالم، موضحا أنها تمثل استعارة مناسبة لبيان قدرة التقنية المالية على تغيير حياة الناس حول العالم.
وأشار إلى أن الشحن عن طريق الحاويات أربك وغير التجارة العالمية بشكل كامل حين ظهر لأول مرة، وأن التقنية المالية الحديثة قادرة على القيام بالأمر نفسه بالنسبة للخدمات المالية، ورأى في ذلك تغييرا إيجابيا إذا تحققت بعض الشروط.
ورأى الوعري أن التغيير الإيجابي ينطوي على تغيير عادات الناس للأفضل؛ بتغيير كيفية استخدام الناس للخدمات، وتمكين العملاء من التحكم في تجاربهم المصرفية، وخفض التكاليف عليهم، وتمكين شريحة أوسع من الناس من الوصول إلى تلك الخدمات. ومضى يقول إن التأثير المحتمل للتقنية المالية يمكن تلخيصه في أربعة مجالات رئيسية هي: الابتكار والتكامل والشمول والخيال.
وفي معرض حديثه عن "الخيال"، أشار الوعري إلى الأفكار المتعلقة "بالمدن الذكية" التي تستخدم التقنية لتحسين الحياة اليومية تكون خفية على الناس غالبا. ورأى أن الخدمات المصرفية في المستقبل يمكن أن تستند كذلك إلى تقنيات خفية؛ لتكون جزءا دائما وغير مرئي من حياة الناس.
أما بخصوص "الابتكار"، نوه الوعري إلى أهمية المناقشات الحالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتأثيره المستقبلي على أسواق العمل في الخدمات المالية.
وبالإشارة إلى الروبوت "صوفيا" التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي والتي شاركت في المنتدى، أكد الوعري أهمية تسخير قوة الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية.
وفي حديثه عن مفهوم "التكامل"، قال إن أنظمة الخدمات المصرفية المفتوحة قادرة على إحداث تغيير جذري في كيفية تعامل العملاء مع مواردهم المالية في المستقبل.
ودعا الوعري البنوك لفتح البنية التحتية البرمجية أمام الخدمات المصرفية المفتوحة، وأشاد بالهيئات التنظيمية التي وفرت الدعم للخدمات المصرفية المفتوحة.
وبخصوص "الشمول المالي"، سلط الضوء على التقدم الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة لإيصال فوائد الخدمات المالية الرسمية إلى ملايين الأشخاص حول العالم ممن لا يستطيعون حاليا الوصول إلى هذه الخدمات.
وبالعودة إلى عام 2018، أشار الوعري إلى أن العديد من هذه المجالات شهدت تطورات كبيرة. وقال إن الأنظمة الجديدة في أوروبا وأماكن أخرى حفزت نموا هائلا في عدد واجهات برمجة التطبيقات (APIs) الخاصة بالخدمات المصرفية المفتوحة. وبالاستشهاد بالبحوث، قال أن عدد واجهات برمجة التطبيقات قد تضاعف عشر مرات خلال الاثني عشر شهرا الأخيرة.
وكمثال على أفضل الممارسات، أشار الوعري إلى مصرف البحرين المركزي الذي أدخل تغييرات تنظيمية كبيرة في العام الماضي تلزم المؤسسات المصرفية في المملكة باعتماد الخدمات المصرفية المفتوحة.
وأضاف أن البنوك تقوم ببناء شراكات جديدة مع مطوري التقنية المالية، وهو ما يجعل التعامل بين العملاء والمؤسسات المالية أسرع وأكثر سلاسة.
وأشار إلى أن هذه التطورات ستكون لها أهمية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تحقق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم نسبة كبيرة من النمو ولكنها لا تتلقى في العادة خدمات كافية من البنوك.
وقال إن حجم الانفاق غير النقدي السنوي يشهد تزايدا كذلك، ومن المتوقع أن يرتفع من أكثر من 535 مليار دولار في عام 2017 إلى ما يزيد عن 5 تريليونات دولار بحلول عام 2025، مبيناً أن معظم تلك الزيادة يرجع إلى النمو الكبير في المحافظ الإلكترونية وغيرها من منتجات الدفع عن طريق الأجهزة المحمولة.
وأوضح أن إجمالي الاستثمارات في التفنية المالية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2018 بلغ أكثر من 57 مليار دولار حسب بعض الدراسات، ما جعل المبالغ الإجمالية في السنوات السابقة تبدو ضئيلة للغاية.
وبالنظر إلى عام 2019، قدم الوعري عددا من التنبؤات، فبالإشارة إلى أن جزءا كبيرا من الخطاب المتعلق بتأثير التقنية المالية كان منصبا على صيرفة التجزئة، تنبأ الوعري بحدوث نمو كبير في استخدامات التقنية المالية في مجال الخدمات المصرفية للشركات. وأشار إلى أن التكلفة المتزايدة للأنظمة القديمة والطلبات المتزايدة من العملاء من الشركات ستضمن على الأرجح أن تعطي البنوك أولوية أكبر للتطور التقني في المستقبل القريب.
وعرض فلسفة إدارة بنك ABC التي تعطي الأولوية للتحول الرقمي والبنية التحتية السحابية كوسيلة لتعزيز أعمال البنك المستقبلية وعلامته التجارية.
وقال إن وجود صور من الهوية الرقمية الآمنة؛ مثل القياسات الحيوية على الأجهزة المحمولة، يمكن أن يزيد بقدر كبير من إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية من خلال الحد من حاجة الناس إلى استخدام وثائق إثبات الهوية الحكومية أو غيرها من وثائق إثبات الهوية.
وبالإضافة إلى ذلك، تنبأ الوعري بأن البنوك التقليدية قد تواصل خسارة حصتها في السوق أمام البنوك الناشئة ومنتجات المحفظة المتنقلة، مشيرا إلى النهج الجديد الأكثر ابتكارا الذي تتبناه المؤسسات الجديدة في تجربة العملاء باعتباره العامل الرئيسي في ذلك.
كما تنبأ بأن يلعب الذكاء الصطناعي دورا أكبر في تحديد طريقة خدمة البنوك لعملائها وطريقة عملها داخليا مستشهدا بالبنوك التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة العقود، موفرة بذلك الآلاف من ساعات العمل. وأنهى الوعري حديثه بقوله أن "ابتكار اليوم سيصبح أمرا تقليدا قديما في الغد".
{{ article.visit_count }}
وجاءت كلمة الوعري في إطار منتدى التقنية المالية الثالث "فينتيك" لمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا الذي أقيم في البحرين الخميس برعاية مصرف البحرين المركزي وحضره عدد من محافظي البنوك المركزية من عدد من الدول العربية.
وبدأ الوعري حديثه بالإشارة إلى قصة أول سفينة شحن في العالم، موضحا أنها تمثل استعارة مناسبة لبيان قدرة التقنية المالية على تغيير حياة الناس حول العالم.
وأشار إلى أن الشحن عن طريق الحاويات أربك وغير التجارة العالمية بشكل كامل حين ظهر لأول مرة، وأن التقنية المالية الحديثة قادرة على القيام بالأمر نفسه بالنسبة للخدمات المالية، ورأى في ذلك تغييرا إيجابيا إذا تحققت بعض الشروط.
ورأى الوعري أن التغيير الإيجابي ينطوي على تغيير عادات الناس للأفضل؛ بتغيير كيفية استخدام الناس للخدمات، وتمكين العملاء من التحكم في تجاربهم المصرفية، وخفض التكاليف عليهم، وتمكين شريحة أوسع من الناس من الوصول إلى تلك الخدمات. ومضى يقول إن التأثير المحتمل للتقنية المالية يمكن تلخيصه في أربعة مجالات رئيسية هي: الابتكار والتكامل والشمول والخيال.
وفي معرض حديثه عن "الخيال"، أشار الوعري إلى الأفكار المتعلقة "بالمدن الذكية" التي تستخدم التقنية لتحسين الحياة اليومية تكون خفية على الناس غالبا. ورأى أن الخدمات المصرفية في المستقبل يمكن أن تستند كذلك إلى تقنيات خفية؛ لتكون جزءا دائما وغير مرئي من حياة الناس.
أما بخصوص "الابتكار"، نوه الوعري إلى أهمية المناقشات الحالية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي وتأثيره المستقبلي على أسواق العمل في الخدمات المالية.
وبالإشارة إلى الروبوت "صوفيا" التي تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي والتي شاركت في المنتدى، أكد الوعري أهمية تسخير قوة الذكاء الاصطناعي في الخدمات المصرفية.
وفي حديثه عن مفهوم "التكامل"، قال إن أنظمة الخدمات المصرفية المفتوحة قادرة على إحداث تغيير جذري في كيفية تعامل العملاء مع مواردهم المالية في المستقبل.
ودعا الوعري البنوك لفتح البنية التحتية البرمجية أمام الخدمات المصرفية المفتوحة، وأشاد بالهيئات التنظيمية التي وفرت الدعم للخدمات المصرفية المفتوحة.
وبخصوص "الشمول المالي"، سلط الضوء على التقدم الذي تم إحرازه في السنوات الأخيرة لإيصال فوائد الخدمات المالية الرسمية إلى ملايين الأشخاص حول العالم ممن لا يستطيعون حاليا الوصول إلى هذه الخدمات.
وبالعودة إلى عام 2018، أشار الوعري إلى أن العديد من هذه المجالات شهدت تطورات كبيرة. وقال إن الأنظمة الجديدة في أوروبا وأماكن أخرى حفزت نموا هائلا في عدد واجهات برمجة التطبيقات (APIs) الخاصة بالخدمات المصرفية المفتوحة. وبالاستشهاد بالبحوث، قال أن عدد واجهات برمجة التطبيقات قد تضاعف عشر مرات خلال الاثني عشر شهرا الأخيرة.
وكمثال على أفضل الممارسات، أشار الوعري إلى مصرف البحرين المركزي الذي أدخل تغييرات تنظيمية كبيرة في العام الماضي تلزم المؤسسات المصرفية في المملكة باعتماد الخدمات المصرفية المفتوحة.
وأضاف أن البنوك تقوم ببناء شراكات جديدة مع مطوري التقنية المالية، وهو ما يجعل التعامل بين العملاء والمؤسسات المالية أسرع وأكثر سلاسة.
وأشار إلى أن هذه التطورات ستكون لها أهمية خاصة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث تحقق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم نسبة كبيرة من النمو ولكنها لا تتلقى في العادة خدمات كافية من البنوك.
وقال إن حجم الانفاق غير النقدي السنوي يشهد تزايدا كذلك، ومن المتوقع أن يرتفع من أكثر من 535 مليار دولار في عام 2017 إلى ما يزيد عن 5 تريليونات دولار بحلول عام 2025، مبيناً أن معظم تلك الزيادة يرجع إلى النمو الكبير في المحافظ الإلكترونية وغيرها من منتجات الدفع عن طريق الأجهزة المحمولة.
وأوضح أن إجمالي الاستثمارات في التفنية المالية خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2018 بلغ أكثر من 57 مليار دولار حسب بعض الدراسات، ما جعل المبالغ الإجمالية في السنوات السابقة تبدو ضئيلة للغاية.
وبالنظر إلى عام 2019، قدم الوعري عددا من التنبؤات، فبالإشارة إلى أن جزءا كبيرا من الخطاب المتعلق بتأثير التقنية المالية كان منصبا على صيرفة التجزئة، تنبأ الوعري بحدوث نمو كبير في استخدامات التقنية المالية في مجال الخدمات المصرفية للشركات. وأشار إلى أن التكلفة المتزايدة للأنظمة القديمة والطلبات المتزايدة من العملاء من الشركات ستضمن على الأرجح أن تعطي البنوك أولوية أكبر للتطور التقني في المستقبل القريب.
وعرض فلسفة إدارة بنك ABC التي تعطي الأولوية للتحول الرقمي والبنية التحتية السحابية كوسيلة لتعزيز أعمال البنك المستقبلية وعلامته التجارية.
وقال إن وجود صور من الهوية الرقمية الآمنة؛ مثل القياسات الحيوية على الأجهزة المحمولة، يمكن أن يزيد بقدر كبير من إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية من خلال الحد من حاجة الناس إلى استخدام وثائق إثبات الهوية الحكومية أو غيرها من وثائق إثبات الهوية.
وبالإضافة إلى ذلك، تنبأ الوعري بأن البنوك التقليدية قد تواصل خسارة حصتها في السوق أمام البنوك الناشئة ومنتجات المحفظة المتنقلة، مشيرا إلى النهج الجديد الأكثر ابتكارا الذي تتبناه المؤسسات الجديدة في تجربة العملاء باعتباره العامل الرئيسي في ذلك.
كما تنبأ بأن يلعب الذكاء الصطناعي دورا أكبر في تحديد طريقة خدمة البنوك لعملائها وطريقة عملها داخليا مستشهدا بالبنوك التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لمراجعة العقود، موفرة بذلك الآلاف من ساعات العمل. وأنهى الوعري حديثه بقوله أن "ابتكار اليوم سيصبح أمرا تقليدا قديما في الغد".