نظم صندوق الوقف جلسة الطاولة المستديرة الثانية عشرة حول موضوع "إنشاء معيار لمعدل الربح الإسلامي - لماذا وكيف"، لافتا إلى أنه "ينبغي على عالم التمويل الإسلامي أن يضع معيارًا خاصًا به لمعدل الربح والابتعاد عن استخدام معايير أسعار الفائدة التقليدية، وذلك على الرغم من التحديات في تصميم وتنفيذ ومراقبة المعيار الجديد".
وشارك 20 شخصًا في الجلسة العديد منهم من خارج البحرين. وقد كان البنك المركزي الماليزي وبنك السودان المركزي من بين الهيئات التنظيمية - إلى جانب مصرف البحرين المركزي - والذي حضر ممثلوه في هذا الحدث.
كما حضر الجلسة أيضًا ممارسون في قطاع الصناعة وأكاديميون وعلماء الشريعة، وتم تمثيل هيئات المعايير كهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية "AAOIFI" وهيئة السوق المالية الإسلامية الدولية “IIFM" كما شارك كبار مسؤولين من الأكاديمية الدولية لأبحاث الشريعة (ISRA)، والمعهد الإسلامي للبحث والتدريب (IRTI)، التابع للبنك الإسلامي للتنمية بالمملكة العربية السعودية.
وبدأت الجلسة بأربعة عروض من عمر مصطفى الأنصاري، الأمين العام لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية "AAOIFI"، ويحيى عبد الرحمن، مؤسس بنك لا ريبا، بالولايات المتحدة الأمريكية، ويونس صوالحي، أحد كبار الباحثين في الأكاديمية الدولية لأبحاث الشريعة (ISRA)، وسامي السويلم، الرئيس التنفيذي للمعهد الإسلامي للبحث والتدريب (IRTI).
وناقش المتحدثون الجوانب المختلفة للحاجة إلى إنشاء معيار جديد لمعدل الربح الإسلامي، والقضايا المتعلقة باستخدام الليبور، والتطورات المتعلقة باستبدال الليبور والقضايا العملية في تنفيذ معيار جديد.
وأثار المشاركون أسئلة مختلفة حول تصميم وتنفيذ المعيار الجديد، منبهين أنه على الرغم من أن العلماء سمحوا باستخدام معدل ربح تقليدي للتسعير، إلا أن ذلك لا يُعتبر وضعًا مثاليًا، متسائلين هل سيتم استخدام معيار جديد من قبل أبرز الجهات المعنية - العميل - إذا كان أعلى بكثير من معدل الربح التقليدي؟
ونبه المشاركون إلى أنه يُنظر بشكل عام إلى أن معظم العملاء لن ينظروا في الخيار الإسلامي بالمقارنة بالطريقة التقليدية إذا كان فرق السعر كبيرًا، إلا أننا يجب أن نضع في اعتبارنا أنه هناك شريحة كبيرة من العملاء المحتملين الذين لا يأتون للبنوك الإسلامية لأنها لا تلتزم بسعر الليبور المسموح به. ولذلك اعتبروا أنه يجب أن يتم وضع القيمة الزمنية للنقود وكذلك القيمة الزمنية للموارد الاقتصادية في الاعتبار عند تصميم معيار معدل الربح الإسلامي، وذلك باستخدام معدل العائد في القطاعات الاقتصادية الحقيقية، لافتين أنه لا يكون هناك معيار واحد لمعدل الربح الإسلامي ولكن قد يكون هناك العديد منها، اعتمادًا على الواقع الاقتصادي الأساسي للمعاملة، وأنه من المحتمل أن تكون هناك تحديات صعبة في التنفيذ بالنظر إلى أن سوق التمويل الإسلامي لا يزال صغيراً في معظم البلدان وليس في وضع يسمح له بالسيطرة على الأسواق المالية.
ورأى المشاركون أنه يمكن اعتبار استخدام سعر الصناديق الفيدرالية كمعيار، حيث أنه ليس سعر فائدة ولكنه يشمل توقعات النمو الاقتصادي وتوقعات التضخم.
وصرح الخبير الاقتصادي الشهير جون ماينارد كينيز بأن سعر الفائدة على النقود يختلف عن سعر الفائدة على سلعة ما، وبالتالي فإنه يمكن قبول أن لا يكون للاقتصاد سعر فائدة واحد / عائد واحد ولكن العديد منها، الحوكمة ليست هي الشيء الوحيد الخطأ في سعر الليبور، المسألة الأخرى هي أن سعر الليبور يمثل سعر سوق المال (أو تكلفة الفرصة البديلة للبنوك) والتي قد لا تكون مناسبة للاستخدام من قبل الجميع في الاقتصاد وفي جميع الحالات تعد موثوقية التاريخ مشكلة كبيرة في معظم أسواق التمويل الإسلامي، وتُعد الدراسات الاستقصائية للمستهلكين (التجزئة والشركات) طريقة ممتازة لقياس النمو الاقتصادي في المستقبل وتوقعات التضخم.
ولفت المشاركون إلى أنه لإنشاء معيار لمعدل الربح الإسلامي، يجب أن نتبع استراتيجية ذات ثلاثة جوانب، الأول صيغة المعيار – ويتم إعدادها من قبل الاقتصاديين، مع الأخذ برأي الممارسين بعين الاعتبار. والثاني الحوكمة (الخاصة بالآلية) - يتم تنفيذها من قبل هيئات البنية التحتية مثل هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية "AAOIFI" وهيئة السوق المالية الإسلامية الدولية “IIFM". والثالث آلية التنفيذ والرصد – والتي يتم تنفيذها من قبل المنظمين.
ويمكن اختبار معيار معدل الربح الإسلامي، بمجرد إنشائه، لبضع سنوات عن طريق المحاكاة لتحديد ما إذا كان أداءه أفضل أو أسوأ من معدلات سعر الليبور وما يماثلها.
وفي الختام شكر رئيس صندوق الوقف، خالد حمد مقدمي العروض ومشاركي جلسة الطاولة المستديرة، وخاصة أولئك الذين حضروا من خارج البحرين، ذاكرا أن صندوق الوقف سيجري المزيد من الدراسات التي ستتضمن مختلف ذوي الشأن من أجل التقدم إلى المستوى التالي. وعلى الرغم من تعقيد الموضوع، أصر على أنه يجب على قطاع التمويل الإسلامي بذل جهد أكثر لتطوير معياره الخاص.
.