افتتح وزير النفط الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة ملتقى أنظمة الطاقة التنافسية يوم الثلاثاء 24 سبتمبر الماضي بفندق الدبلومات البحرين بمشاركة عدد من المسئولين والمهتمين والمهندسين والأكاديميين المحلية والإقليمية والعالمية، حيث سلط الملتقى المهم الضوء على عدة مواضيع تتعلق باستدامة الطاقة والمحافظة على القدرة التنافسية في ظل التغيرات السريعة العالمية في مجال الطاقة والطاقة المتجددة.واستضاف الملتقى كلا من نائب رئيس عمليات التكرير وتقطير الغاز المسال في شركة أرامكو السعودية سليمان البرقان، ورئيس البوليتكنيك مونتريال – كندا فيليب تنقاي، وأخصائي تكرير بشركة أرامكو أحمد خضير.ومن الواضح جدا أن لوزير النفط اجتهادات واضحة طويلة المدى بدءاً من استحداث خطة المحافظة على إحتياطي الأجيال مع بداية تسلمه حقيبة وزارة النفط خصوصا، أننا مازلنا نعتمد على النفط كمورد أساسي بالإضافة إلى التوجهات الجديدة للوزير والتي يستحق الشكر عليها، أهمها التوجه لتقنية "هورايزون" التي تدعم الصناعات القائمة بطرق غير متوقعة والتوجه لتطبيقات الفريدة للطاقة الشمسية التي شملت التمثيل الضوئي والاصطناعي والتطبيقات الحرارية للطاقة الشمسية في إنتاج المواد الكيميائية والوقود وتحلية المياه والذي نتمنى ترجمتها الفعلية قريبا للمساهمة -على أقل التقدير - في تخفيض تكاليف الإنتاج ليتبعه أرباح مضاعفة وإستدامة أكبر في خطوط الإنتاج.كما أن لوزير النفط، اجتهادات متتالية بدءاً من محاولات التنقيب ومن ثم الحدث الأكبر اكتشاف حقول جديدة لم ترى النور طيلة 30 سنة من قبل على عهد أسلافه السابقين الموقرين، حيث جاء الإعلان الرسمي العام الماضي لوزير النفط "أن كميات النفط والغاز المصاحب التي تم اكتشافها مؤخرا، قد يتجاوز 80 مليار برميل" مما يدفعنا إلى طرح تساؤلات أكبر بسبب نشاطه في هذا القطاع عن خططه المستقبلية بالنسبة لإستغلال النفط أفضل إستغلال .ولعل أفضل طرح موازٍ هو استحضار النموذج السعودي حالاً وذلك على الرغم من الفروقات الكبيرة، لكن الآمال في النظرة المستقبلية لوزير النفط أكبر بعد عدة خطط جرئية جدا إتسمت بالنظرة الرقمية الصحيحة رغم ردود فعل الشارع البحريني أنذاك.
وفي الوقت الذي نحاول التوسع في خطوط الإنتاج وجلب أفضل الشركات لتنقيب، تستعد "أرامكو" لخطة التحول نحو التربع على عرش البتروكيماويات في العالم في وصف لائق جدا كما وصفها المحللون وخبراء أسواق النفط "عملاق يستحوذ على عملاق"، بوصف صفقة شراء "أرامكو" السعودية (أكبر شركة منتجة للنفط في العالم) على 70% من الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، أكبر شركة بتروكيماويات في الشرق الأوسط والرابعة عالمياً وهو ما يعد الحدث التاريخي الأبرز في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بقيادة ولي عهده ونجله صاحب السمو الأمير محمد بن سلمان آل سعود حفظهما الله.وبحسب المحللين، فإن السعودية تسير نحو التربع على عرش إنتاج الكيماويات في العالم، كونها أكبر مصدر للنفط الخام، بحسب رؤيتها 2030، إلى أن تكون الأولى في إنتاج وتصدير البتروكيماويات في العالم، خلال السنوات الست المقبلة في الأقل. كما تسهم الصفقة في تعزيز الدور الرائد في الخارطة الاقتصادية في العالم لتصبح الأكثر تأثيراً.وترصد "إندبندنت عربية" نقاط القوة المالية والصناعية والفنية والتسويقية بين العملاقين والفوائد التي تعود عليهما من الاستحواذ، وكذا على الاقتصاد الوطني للسعودية، حيث يؤكد الخبراء في حديثهم أن الصفقة التي وصفت بأنها الأضخم في تاريخ سوق الأسهم السعودية والأكبر في منطقة الشرق الأوسط أيضاً، ستساعد على زيادة الحصة السعودية في سوق البتروكيماويات عالمياً، كما توحد الأهداف من أجل إنشاء شركة كبرى في قطاع الكيماويات لتحقق التكامل رأسياً في قطاعات أبرزها البتروكيماويات المتقدمة.في الوقت ذاته، يشير الخبراء إلى أن الاستحواذ خطوة مهمة جداً نحو جعل "أرامكو" شركة طاقة متكاملة دوليا، فيما تستفيد "سابك" من الإمكانيات اللوجستية لـ"أرامكو"، ما يجعلها أكبر شركة في العالم، ليس في مجال إنتاج الطاقة فحسب، وإنما في قطاع التكرير والمعالجة والتسويق والكيماويات.ناهيك عن الخطط التنموية غير المعلنة لصناع القرار في الرياض والمنطقة الصناعية السعودية حيث نتوقع في الأيام القادمة مفاجآت أكبر على صعيد التطوير الصناعي ولربما وصولا إلى تحديات جديدة مثل التصنيع الطاقي النووي بعيدا عن التسلح.بلا شك، إن الاستفادة من النفط وموارده في مجال التصنيع المحلي أفضل بكثير من بيع النفط الخام وتصديره بنظام البراميل وهو نأمل طرحه بقوة عند النظر لنوعية الشركات العالمية المؤمل إستقدامها للإستثمار في مجال حقول النفظ بوضع خطة متكاملة بدءا من التنقيب وانتهاء بالتكرير ومن ثم التصنيع البتروكيماوي وذلك لإستغلال كمية النفظ البحريني أفضل إستغلال.بتول العلوي شبر - سيدة أعمال[email protected]
{{ article.visit_count }}
