أطلقت مجموعة البنك الأهلي المتحد مسيرة الاستراتيجية للتحول الرقمي، ليكون البنك الرقمي الرائد على مستوى المنطقة. وتتصدر التكنولوجيا المالية والمصرفية (الفنتك) واجهة القطاع المصرفي حول العالم.
ولم يدخر البنك الأهلي المتحد جهداً للبدء في تنفيذ استراتيجيته الطموحة في التحول الرقمي معتبراً أن الموارد البشرية والطاقات الوطنية تشكل وقود هذا التحول، إذ بدأ البنك خطة لرفد كوادره بتدريب وتوظيف عشرات الموظفين من البحرينين وغيرهم في الدول التي يعمل فيها ليشكلوا نواة هذا التحول ضمن ثلاث مسارات تضم رفع تأهيل موظفي البنك الحاليين وتدعيمها بطاقات شبابية جديدة إلى جانب الاستعانة بشركات الخبرة الخارجية المرموقة.
وشهد يوم الخميس الماضي تخريج الدفعة الأولى من برنامج التدريب والتوظيف، الذي أطلقه البنك على مدى الشهور الماضية ضمن خطة لرفد أعماله والسوق المحلية بالطاقات الشبابية في مجال تكنولوجيا الخدمات المالية (الفنتك).
وشارك في البرنامج متدربون وموظفون من حديثي التخرج، اختارهم البنك ليشكلوا فريق التحول الرقمي في مختلف أقسامه.
وحمل هؤلاء الشباب ومن بينهم بحرينيون أفكاراً ومشروعات عملوا عليها خلال الشهور الأربعة الماضية ضمن فرق عمل مشتركة بين البحرين والكويت، إذ تضمنت هذه المشروعات أفكاراً لمنتجات وخدمات مصرفية ومالية تحاكي تطلعات البنك المستقبلية.
وعرضت فرق من المتدربين مشاريع مبتكرة لخدمات مصرفية عصرية، في ختام البرنامج التدريبي عبر مسابقة "هاكاثون".
وكان من المشروعات المشاركة التي لقيت استحسان لجنة التحكيم مشروع مبتكر قدمه شباب بحرينيون حديثو التخرج قائم على استخدام "الخدمات المصرفية المفتوحة" و"خدمات الاستشارة المالية الرقمية" وهما قطاعان أتاحهما مصرف البحرين المركزي مؤخراً من خلال التشريعات الجديدة، إذ تقوم الفكرة على استخدام الذكاء الاصطناعي وجمع البيانات من مختلف حسابات الزبائن، ليقوم النظام بتحليل دخل الفرد وبالتالي تقديم مخلص حول حجم التوفير والنصائح لتوفير المال والاستثمار بطريقة آلية ومبتكرة.
وشاركت الفرق الأخرى بعدد من المشروعات المالية القائمة على توفير حلول مصرفية تحاكي رغبات العملاء.
"الوطن" قابلت رئيس التحول الرقمي للمجموعة في البنك الأهلي المتحد سميح أبو طالب للحديث عن هذه الاستراتيجية.
وفي ما يلي نص المقابلة:
- أطلقت مجموعة البنك الأهلي خلال هذا العام استراتيجية التحول الرقمي، والخطوات متسارعة لتحقيق هذا الانتقال، ما خطتكم على صعيد تأهيل الموارد البشرية؟
يرتكز العمل حالياً على ثلاث مسارات رئيسة لتهيئة الكوادر البشرية للتحول الرقمي، إذ سيكون هناك اعتماد بشكل كبير على الطاقات الحالية في البنك وزيادة كفاءتهم من خلال البرامج التدريبية، إلى جانب ضخ دماء شابة في عمليات البنك في مختلف الأقسام ضمن فريق التحول الرقمي، ليحملوا أفكاراً جديدة مبتكرة، وأخيراً التعاقد مع بيوت الخبرة وشركات الاستشارات الخارجية. ونعمل على دمج هذه العناصر الثلاثة ضمن الكفاءات البشرية، من أجل تطبيق التحول الرقمي.
فكرة برنامج التدريب
- حدثنا عن البرنامج التدريبي المبتكر الذي أطلقه البنك الأهلي المتحد لدعم التحول الرقمي؟
شرعنا بتوظيف وتدريب شباب من البحرين، جمعيهم من حديثي التخرج، إذ تم تدريبيهم لمدة أربعة شهور، كما انضم كذلك شباب من الكويت.
فكرة البرنامج تتضمن خطة التحول الرقمي في البنك الأهلي المتحد، وعلى أكثر من بعد واتجاه، حيث يلعب العنصر البشري دوراً مهماً في الخطة، ولذلك كانت المبادرة لرفد البنك بعناصر ودماء جديدة خصوصاً من الشباب، معظمهم من المواطنين، وعلى دراية واطلاع باحتياجات السوق والزبائن في بلدانهم من خدمات ومنتجات مصرفية.
ويساعد البرنامج التدريبي الذي أطلقه البنك على إزالة أكبر تحد في ما يتعلق بمواكبة متطلبات الأعمال، فاليوم هناك فجوة بين مخرجات التعليم ومتطلبات المؤسسات، ومن خلال هذه البرنامج عملنا على جسر الهوة من خلال تدريب المشاركين على رأس العمل إضافة إلى تقديم البنك الخبرات للمشاركين في مجال "الفنتك" وتصميم المنتجات والذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الجديدة وغيرها من الأمور التي تزيد الثقافة العامة في هذه الموضوعات وبالتالي المساهمة في تعزيز الوعي بهذا الجانب في السوق المالي بالبحرين.
- بعد نهاية البرنامج أين سيتم توجيه الموظفين الجدد، وهل سيتم تطبيق المشروعات والدراسات لتكون ضمن منتجات "الفنتك" التي سيقدمها البنك؟
هذا البرنامج بداية رحلة العمل الجدية داخل البنك، للموظفين سواء كانوا في البحرين أم الكويت، حيث سيتم توزيعهم على مشاريع لها علاقة بالتحول الرقمي، وهذه المشروعات ستكون جزءاً من استراتجية التحول الرقمي للمجموعة كاملة.
مثلاً، واحدة من الأفكار التي طرحها المتدربون موضوع يتعلق بخدمات التجزئة، إذ سيعمل هؤلاء الموظفون على نفس المشروع مع قسم التجزئة، كما أن هناك أفكاراً في الفروع الرقمية، وتحليل نظم المعلومات، إذ سيلتحق المتدربون بمختلف أقسام البنك لتطبيق هذه الأفكار وابتكار مشروعات جديدة. سيشكل هؤلاء النواة لبناء دائرة التحول الرقمي، والبنك يملك علاقات مع شركات عالمية إلى جانب الموظفين الحاليين للبنك، ويهمنا أن يكون هناك احتكاك مع العناصر المحلية الجديدة لتكتسب خبرة عالمية.
مشروعات مبتكرة
- متى ترى هذه المشروعات والدراسات التي قام بها المتدربون النور؟
نسعى إلى تحويل هذه الدراسات إلى تطبيقات، ربما تكون هناك بعض التعديلات لكي تتحول إلى منتج مصرفي يطرح في السوق، إذ إن طرح أي منتج يعرضه البنك ينبغي أن يحظى بموافقات الدوائر الداخلية للتأكد بأنها ستكون خدمة فعالة ومفيدة للزبائن إلى جانب توافر أعلى مستويات الأمان كما يجب أن تحظى بموافقة الجهات الرقابية ومصرف البحرين المركزي.
- هل سيوسع البنك التجربة، ويختار مجموعة جديدة من حديثي التخرج لتدريبهم وتعيينهم ضمن خطة التحول الرقمي؟
نعم، البنك بصدد اختيار مجموعة جديدة من حديثي التخرج سواء من البحرين أو الكويت أو مصر، من أجل تطوير العنصر البشري.
نتوقع أن يكون العدد في ازدياد، نأمل أن يتم تخريج العشرات من الشباب في هذا البرنامج، كما يهمنا نوعية المشاركين، إذ يتم إخضاعهم لاختبارات مختلفة للمهارات والقدرات من أجل اختيارهم، إذ نركز على اختيار الأفضل والأجدر، كما أن المتقدمين الذين لم يحالفهم الحظ سيتم حفظ بياناتهم في قسم الموارد البشرية من أجل الاستفادة منهم في شواغر بالبنك.
- لقد كنت ضمن فريق التحكيم الذي استعرض مشاريع المتدربين والموظفين الجدد في البنك ضمن الفريق الرقمي، ما الذي لفت انتباهك في المشاريع المعروضة؟
توجد 4 مشروعات مبتكرة عرضتها الفرق المشاركة في ختام البرنامج التدريبي، وما يثير الإعجاب في هؤلاء الشباب أنهم ركزوا جهودهم لتذليل الصعوبات وحل المشكلات وخلق التجربة المرضية لعملاء البنك. فالمشاركون بحثوا عن الحلول سواء بتعديل إجراءات البنك الداخلية أو تعديل السياسات أو عبر استخدام التكنولوجيا. كان هناك قدرة كبيرة على تحليل المشكلة والتأثير على العميل إيجابياً والحفاظ على ولائه من خلال منحه خدمة جيدة.
ووضع المشاركون أنفسهم مكان العميل، أي أن تصميم المنتج أو الخدمة راعى بشكل كبير احتياجات عملاء البنك، فمعرفة العميل أساس لمعرفة الخدمة المناسبة.
الدعم الرسمي
- كيف تقيم الدعم الرسمي لهذه البرامج التدريبية والتحول الرقمي في القطاع المصرفي؟
هناك دعم متواصل من مختلف الجهات الرسمية، إذ هناك تشريعات تصدرها الحكومة الرشيدة ومصرف البحرين المركزي، وتهدف إلى تحويل المملكة إلى اقتصاد خال من المعاملات النقدية التقليدية، من خلال الاعتماد على الحلول والتطبيقات المالية المبتكرة والرقمية، وهو ما يسهل المعاملات المصرفية في البحرين.
إن البنك الأهلي المتحد على إيمان تام بأهمية دعم جهود المصرف المركزي والحكومة، إذ يتسق هذا البرنامج التدريبي مع خطط البحرين بتطوير العنصر البشري، وجعل المملكة مركزاً لتقنية الخدمات المالية.
-هل هناك مشروعات جديدة في مجال الخدمات المالية؟
نسعى إلى طرح منتجات وخدمات جديدة مبتكرة، هدفنا هو الحفاظ على رضا عملائنا، ومجلس الإدارة والإدارة التنفيذية لا يتوانون عن تقديم كافة الخدمات بطريقة سلسة وآمنة وسهلة للعميل، وهناك تحسين مستمر للخدمات.