شهد المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية، أكبر وأعرق تجمع لقادة البنوك والتمويل الإسلامي في العالم، في دورته السادسة والعشرين مشاركة ما يربو عن 1,000 من قادة القطاع من مختلف أسواق منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا وأوروبا وأمريكا، والذي أُنعقد منذ الثاني وحتى الرابع من ديسمبر في البحرين التي استضافت المؤتمر على مدى العقدين الماضيين، مما ساهم في تعزيز مكانتها الرائدة في مجال التمويل الإسلامي على الصعيد الدولي.

ونظم المؤتمر - الذي أقامته شركة الشرق الأوسط للاستشارات العالمية وبشراكة استراتيجية مع مصرف البحرين المركزي - سلسلة من المناقشات المتوافقة مع شعار المؤتمر، "الاتجاهات الكبرى في القطاعات المصرفية والتمويل"، والتي تناولت العديد من الموضوعات من بينها بناء رؤية متميزة تسلط الضوء على مقترح القيمة العالمية للتمويل الإسلامي، وبناء رؤية من شأنها أن تساهم في تفادي التعقيدات المصاحبة للنظام المالي العالمي.

وعلى مدى 3 أيام، شهد المؤتمر حضور أكثر من 1,200 مشارك من قادة القطاع العالميين وصنّاع السياسات والمبتكرين، بالاضافة إلى ما يزيد عن 50 دولة وأكثر من 98 شريك و 60 متحدثًا بارزًا، والذين قدموا رؤى ثاقبة من شأنها أن تساعد التمويل الإسلامي على تعزيز مكانته العالمية

وشهد اليوم الأول من المؤتمر اجتماع عدد من المتحدثين من أكبر البنوك المصرفية، وهم: ستيفانو بيرتاميني الرئيس التنفيذي لبنك الراجحي بالمملكة العربية السعودية، وعدنان شلوان الرئيس التنفيذي لمجموعة بنك دبي الإسلامي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ومازن الناهض الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت التمويل الكويتي بدولة الكويت، ومازن منّاع الرئيس التنفيذي لبنك أبوظبي الإسلامي بدولة الإمارات العربية المتحدة.

وقال مازن الناهض الرئيس التنفيذي لمجموعة بيت التمويل الكويتي: "تستمر البنوك بالاستثمار في تطوير تكنولوجيا خاصة بها، كما تسعى للتعاون مع شركات التكنولوجيا المالية، لتكتسب قدرات جديدة. وفي الوقت ذاته، لوحظ أن البنوك الرقمية قد بدأت في الظهور كمنافس مباشر للمؤسسات الكبيرة، مستفيدة من التكنولوجيا وتكاليف التشغيل المنخفضة، التي من الممكن أن تساهم في توفير منتجات أرخص من البنوك التقليدية، وذلك لتلبية طلبات المستهلكين المتنامية على الخدمات الرقمية. – ومن شأن المنافسة التي تشهدها البنوك مع الوافدين الجدد، أن تفسح المجال نحو التعاون بشكل مباشر عبر نظام التكونولوجيا المالية الإيكولوجي.

وأضاف "إن العديد من العوائق الرئيسية تحول دون حدوث التعاون المشترك ما بين البنوك وشركات التكنولوجيا المالية، حيث تدعي البنوك أن شركات التكنولوجيا المالية تحتاج إلى ضمان أمن تكنولوجيا المعلومات واليقين التنظيمي. بينما تعتقد شركات التكونولوجيا المالية أنه قد يصعب التعامل مع البنوك نظرًا للاختلافات الحادثة في الإدارة والثقافة، وفي العمليات التشغيلية. وعلى الرغم من المطالب التكنولوجية للعملاء الذين أصبحوا بدورهم أكثر ذكاءً من الناحية التقنية، علاوة على العامل الرئيسي الذي يجب معالجته وهو العلاقة الخاصة بين المؤسسة المصرفية والعميل المهتم بالخدمات المالية. إنها علاقة قوية ومعقدة للغاية، تتطلب تدخلات بشرية مستمرة لتلبية احتياجات العملاء على الدوام، وهو الجزء سيُحدد نجاحها أو فشلها."

وتضمن المؤتمر على صعيد ذي صلة، جدول أعمال المنظم الذي تم من خلاله التركيز على الأسواق الجديدة ومواءمة معايير التمويل الإسلامي العالمية مع أعضاء اللجنة وهم: السيد خالد حمد عبدالرحمن حمد ، المدير التنفيذي للرقابة المصرفية لدى مصرف البحرين المركزي بمملكة البحرين، السحيدي المدير التنفيذي لدائرة الاقتصاد والتمويل الإسلامي في بنك إندونيسيا بإندونيسيا، والسيدة فرح جعفر كروسبي، المدير التنفيذي لدى Labuan IBFC في ماليزيا، والدكتور قيس اليحيي، نائب الرئيس التنفيذي لدى البنك المركزي العماني في عمان، والسيدة تاليا مينولينا، رئيس المسؤول التنفيذي لدى وكالة تطوير تتارستان للاستثمار في جمهورية تتارستان.

وقام المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية السادس والعشرون، بتسليط الضوء على المتميزون في القطاع المالي والمصرفي الإسلامي، وذلك خلال حفل عشاء خاص بتاريخ 3 ديسمبر، حيث تم تقديم جوائز المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية للأداء من قبل السيد عدنان أحمد يوسف، رئيس مجلس إدارة جمعية مصارف البحرين، الرئيس والمدير التنفيذي لمجموعة البركة المصرفية في مملكة البحرين، إلى أفضل المؤسسات المالية الإسلامية أداءً، وذلك تبعا لجوائز المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية «ليدر بورد»، وهي أداة تقييم شاملة، تعمل بمثابة معيار مبتكر لمساعدة المؤسسات المالية الإسلامية على قياس وتقييم أدائها بالمقارنة مع منافسيها الرئيسيين.

وتضمنت قائمة الفائزين بجوائز المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية: أفضل البنوك أداءً - المشرق - البنك الإسلامي الأردني· أفضل مجموعة مصرفية إسلامية ذات مبادرات مستدامة - مجموعة البركة المصرفية· أفضل مجموعة خدمات مصرفية إسلامية للشركات - بنك أبوظبي الإسلامي· أفضل بنك إسلامي (الأداء المالي) - بنك دبي الإسلامي· أفضل بنك إسلامي (الاستقرار المالي) - بيت التمويل الكويتي. أفضل بنك إسلامي رقمي - بيت التمويل الكويتي· أسرع بنك إسلامي للتكنولوجيا المالية نموا - بنك الإثمار· أفضل بنك استثمار إسلامي - مجموعة جي إف أتش المالية· أفضل مكتب محاماة للاندماج والاستحواذ (للمؤسسات المالية الإسلامية) - Baker McKenzie. الشركة الاستشارية العليا للاندماج والاستحواذ (اللمؤسسات المالية الإسلامية) - J.P. Morgan· أفضل شركة استشارية للاندماج والاستحواذ (للمؤسسات المالية الإسلامية) - PwC

وتضمنت محاور الحديث لليوم الأخير من المؤتمر، التالي: عرض تقديمي حول التعاون والاتصال الاقتصاديين، وجلسة حوارية حول أهداف الشريعة والتمويل الإسلامي، والتمويل المستدام والمسؤولية الاجتماعية للشركات، والاقتصاد الإسلامي - الفرص ونماذج العمل، والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وتضمينها المالي، و سوق الصكوك، حيث قام خبراء الصناعة البارزين بتحليل التحديات التي يواجهونها، وأرتئوا التركيز على الخروج باقتراحات فعّالة تهدف إلى وضع خطة من شأنها أن تُساهم في تنمية وتطوير قطاع التمويل الإسلامي ككل.

وقدم نجيب حيدر - البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية (AIIB) عرضًا تقديميًا حصريًا ركز فيه على (التعاون والتواصل الاقتصادي) والذي ذكر فيه: "تم تأسيس البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية لجمع الدول معًا، بهدف معالجة الفجوة الهائلة في تمويل البنية التحتية بقارة آسيا، حيث تتمحور مهمتنا حول تحسين التنمية الاقتصادية والاجتماعية في آسيا وخارجها، من خلال التركيز على البنية التحتية المستدامة، والتواصل عبر الحدود، وتعبئة رأس المال الخاص. وقد جمع البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية، رأس مال من 100 عضو، بقيمة 100 مليار دولار أمريكي، منها 20 مليار دولار أمريكي تم دفعها. وقد تم منحنا تصنيف AAA / Aaa / AAA."

وفي جلسة حوارية تمحورت حول الشركات الصغيرة والمتوسطة والشمول المالي، قال نور عزمي مات سعيد الرئيس التنفيذي لشركة SME Corp Malaysia : "من أبرز العقبات التي تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة (الحصول على التمويل). وتبلغ نسبة الشركات الصغيرة والمتوسطة من المؤسسات التجارية في جميع الاقتصادات حوالي 95% . لذا، يتعين علينا أن نكون مبدعين في كيفية تقديم عروضنا، حيث تتباين مستويات هذه الشركات – التي تتراوح ما بين تلك متناهية الصغر، والصغيرة، والمتوسطة – في الاحتياجات والقدرة. ونشه الآن بزوغ نماذج اخرى منها: التهجين، وتمويل حشد الأسهم، تمويل الند للند، والتمويل الجماعي، والتمويل بجانب العرض وغيرها. وعلاوة على ما سبق أيضًا، (تمويل بلا حدود)، و(الاضطراب الجغرافي الاقتصادي) و (الصناعة 4.0). والسؤال هو: بالنظر إلى هذا السيناريو، هل يقدم نموذج الخدمات المصرفية الإسلامية الحالي استعدادًا للتنافس على الشركات الصغيرة والمتوسطة؟"

وتضم نسخة المؤتمر العالمي للمصارف الإسلامية هذا العام نخبة من الشركاء وهم: بيت التمويل الكويتي، بنك الإثمار، المصرف الخليجي التجاري، بنك ABC الإسلامي، بنك البحرين الإسلامي، مصرف الطاقة الأول، مجموعة البركة المصرفية، مجموعة جيه إف اتش المصرفية، مؤتمر أيوفي السنوي للهيئات الشرعية والمؤسسات المالية الاسلامية، شركة بيرث مينت، مؤسسة موديز لخدمات المستثمرين، بنك إسلام بروناي دار السلام (BIBD) ، شركة إيغر للتجارة، مجموعة DDCAP، كي بوينت، وكالة فيتش للتصنيف الائتماني، تجوري، إدارة البرامج الدولية،ANO ، IMTF و Mazars. والشركاء الداعمون: جمعية مصارف البحرين، رابطة المصرفيين العرب، الشريك الرسمي للعلاقات العامة شركة تراكس.