تواصل وزارة شؤون الشباب والرياضة تحضيراتها الجادة لرفع المستوى الرياضي للمنتخب البحريني الوطني، حيث رأينا أول فوائد إعادة هيكلة مؤسسة الشباب
والرياضة إلى النسخة الوزارية بصيغتها الحالية، أنها ساهمت بشكل كبير في حصول المنتخب الوطني على كأس خليجي 24 تحت إشراف مباشر من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائد الحرس الملكي البحريني مستشار الأمن الوطني ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، الداعم الرئيس للحركة الشبابية البحرينية.
تاريخ الوزارة حديث العهد يرجع إلى عام 2015، حيث صدر عن حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى المرسوم رقم 27 لسنة 2015
بتعين وزير لشؤون الشباب والرياضة ويتولى الإشراف على المؤسسة العامة للشباب والرياضة، ثم صدر المرسوم بقانون رقم 35 لسنة 2015 بإلغاء المؤسسة العامة للشباب والرياضة على أن تباشر وزارة شؤون الشباب والرياضة أوالجهة المختصة التي يصدر بتسميتها مرسوم كافة الاختصاصات المناطة بالمؤسسة العامة للشباب والرياضة والمنصوص عليها في المرسوم بقانون رقم 5 لسنة 1983 بشأن
تعديل المرسوم الأميري رقم 2 لسنة 1975 بإنشاء مجلس أعلى للشباب والرياضة،
والقوانين واللوائح والقرارات والأنظمة العمول بها في المملكة، مع نقل جميع موظفي المؤسسة بذات حقوقهم ومزاياهم الوظيفية إلى الوزارة.
وتأتي الرعاية الرياضية بمبادرة من سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة لخلق جو إبداعي مثالي للتفاعل مع المسؤولين والمعنيين في القطاع الرياضي، وعرض أفضل الممارسات ومناقشة أهم الموضوعات ذات العلاقة بالقطاع
الرياضي في المملكة والتحديات التي تواجهها، وذلك بهدف الخروج بحلول عملية وأفكار مبتكرة.
إن الرعاية الرياضية في البحرين لم تنفصل يوماً عن السياسة الاقتصادية المقرونة بالاستثمار في الترفيه على شاكلة الاستثمار السياحي الداخلي إلى تفعيل السياسة التنافسية الرياضية بين أبناء مملكة البحرين بالإضافة إلى تطوير الآليات والإجراءات المتبعة في القطاع الرياضي وإشراك كافة الجهات في المملكة والإعلام الرياضي، حيث شهدنا
مردود هذا الاستثمار والوعي على الأجواء الحماسية ليلة الأثنين الماضي
حيث باتت جميع المقاهي ودور السينما بالإضافة إلى المجمعات ممتلئة تماماً مما يعزز حالة الصرف والاستهلاك المحلي في السياحة المحلية والترفية وبالتالي ينعكس إيجاباً على القطاع التجاري بعد حالة تشاؤم وسبات لفترة ليست بالسيطة.
إن دور التسويق في الأندية الرياضية، والإعلام الرياضي لايختلف عن الترويج
الاقتصادي لصورة المملكة خليجياً وعالمياً عن طريق المؤتمرات والمعارض العالمية، وليس ببعيد عن المردود الاقتصادي المباشر على شاكلة الاستثمارات في الأندية
عن طريق احتراف اللاعبين والأندية حين تلجأ إلى التعاقد مع اللاعب المحلي؛ فهي تدرك
أنه أفضل جدوى، ويمكنها أن تتعاقد معه لعدة مواسم؛ ثم تستثمره كمحترف في الخارج، ويمكن أن يدر عليها أموالاً طائلة، وهذا حدث غير مرة في مواسم سابقة، ولعل آخرها الموسم الفائت؛ حين احترف سيد ضياء سعيد وسيد مهدي باقر في النصر الكويتي.
استثمار الأموال محلياً وفي الألعاب البحرينية بالذات نظرة متقدمة لأنديتنا لأن ذلك يمثل استثماراً في الألعاب البحرينية، حيث تنامت في السنوات الماضية وبصورة سريعة فالعلاقة متبادلة بين الاقتصاد والرياضة.
فالاستثمار الرياضي شأنه شأن أي مجال وأي قطاع - إن لم يكن الأفضل - في مجال الاستثمارات والعقود في العالم، بحيث
ساهم الاستثمار في المؤسسات الرياضية بإحداث نقلة نوعية في المنشآت والألعاب وفي تبني المواهب الرياضية.
إن الأهمية الملحة والضرورية للاستثمار تجعلنا نهتم بشكل كبير بكافة القطاعات
والمجالات ولكننا في بعض الأحيان نغفل عن القطاع الرياضي الذي هو حجر الأساس في بناء الشباب وجيل من الرجال يمكن الاعتماد عليهم، لا سيما وأن من أهم أهداف التربية الرياضية والبدنية هي إعداد ذلك الجيل.
ولهذا يتوجب تكثيف الاستثمار الرياضي وبالتالي كسب استثمارات رياضية سواء في بناء المنشآت الرياضية أو إقامة المصانع الرياضية المتخصصة وغيرها من جانب آخر وهو ما شهدنا مثله على مستوى النجاح في الترفيه في مواسم الرياض عبر مؤسسة الترفيه السعوية تحت إشراف معالي المستشار تركي آل شيخ.
من جانب آخر، أصبحت الرياضة الآن مصدر دخل هائل في العالم كله وحتى تجارة كرة القدم حدث فيها تغيرات هائلة على مر الزمن، مما يؤكد أن الرياضة تحولت من هواية ومتعة إلى صناعة تعد من أنجح المجالات الاستثمارية، وعندما تستثمر
الرياضة بأسلوب صحيح فإنها تحقق أعلى مجالات الربح ليس فقط مادياً وإنما على مستوى الرياضيين أنفسهم.
إن أغلب الأندية العالمية ومنها الآسيوية والعربية وحتى الخليجية قامت بإعادة هيكلة وخصخصة أنديتها لتصبح شركات تدار بمجالس إدارات خليطة بين الرياضيين
ورجال الأعمال. وهذا ما شاهدناه من مبادرات كريمة من الشركات والبنوك المحلية والوطنية برعاية كريمة وحماسية لمشجعي المنتخب البحريني في نزاله المشوق مع فريق المنتخب السعودي والذي توج في نهاية هذا اللقاء بالفوز وبحمل اللقب الذهبي.
لختام فعاليات كأس الخليج 24 مع الشكر الجزيل للفتى الذهبي الأول والذي يعود له الإنجاز الرياضي البحريني بسبب رعايته الكريمة للاستثمار الرياضي وهو سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة قائد الحرس الملكي البحريني مستشار الأمن الوطني ورئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، دام سموه فخراً وركيزة للعنصر الشبابي الرياضي الناجح.