قال الخبير المالي والمحاسبي علي المرزوق إن تطبيق أساسيات الإدارة المالية المُحكَمة في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يجنبها خطر التعثر والإفلاس، مشددا على أهمية انتباه رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات لمسائل إعداد الميزانيات ومراقبة التدفقات النقدية وضبط تكاليف التشغيل وتعظيم العائد على تقديم الخدمات والمنتجات من أجل مواجهة ركود الأسواق حاليا وضمان الاستدامة .
وفي تصريح له بمناسبة تنظيم جمعية "ألواني البحرين" ورشة عمل بإدارته حول "الإدارة المالية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة" في 27 يناير الجاري، شدد المرزوق على أن التحديات المالية التي تواجهها المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين ناجمة عن عدم امتلاك القائمين عليها لدراية كاملة بشأن الاستفادة المثلى من الموارد المالية التي تنمي من خلالها العمل. وأضاف "أنه من خلال عملنا المباشر مع تلك المؤسسات نرى أنه ليس هناك نقصا في مصادر التمويل في البحرين، حيث هناك تمكين وبنك البحرين للتنمية وحاليا صندوق السيولة كما يتوفر الكثير من المستثمرين، لكن المشكلة تكمن في عدم وجود إدارة مالية محاسبية مناسبة وقادرة على تحليل البيانات المالية وإعداد الميزانية بطريقة صحيحة ".
ونبَّه إلى أهمية عدم اكتفاء المؤسسات البحرينية خاصة الناشئة والصغيرة بالحصول على تقرير مالي سنوي من شركات المحاسبة بهدف الإيفاء بمتطلبات وزارة التجارة والصناعة فقط، مؤكدا أهمية وجود نظام مالي محاسبي متقدم لدى تلك المؤسسات يعطي مؤشرات دقيقة وعلى مدار الساعة عن الوضع المالي للشركة ويساعد على اتخاذ القرارات الاستراتيجية الصائبة ذات الصلة بالتوسع في الأنشطة والمنتجات والخدمات والتوظيف وتطوير البنية التحتية للمؤسسة .
وأوضح المرزوق أن الإدارة المالية هي الإدارة المعنية بدراسة أفضل الطرق المؤدية للحصول على رأس المال اللازم وأفضل الطرق لاستخدام هذا التمويل من أجل الوصول إلى أهم هدف للمؤسسة وهو تعظيم القيمة السوقية للمؤسسة واستثمار رأس المال بكفاءة بشكلٍ يضمن تعظيم ثروة المساهمين ويحقق البقاء والنمو والاستمرار للمؤسسة، أي أنها فعلياً فن إدارة التمويل بكفاءة في الشركات والمؤسسات، لافتا إلى أن مفاتيح الإدارة المالية الناجحة تتضمن التخطيط المالي، والرقابة المالية، واتخاذ القرارات المالية، وارتباط ذلك بتوفير السيولة النقدية، وتحقيق الربحية .
وقال إن كل تلك المواضيع سيتم طرحها ومناقشتها خلال ورشة العمل التي تنظمها جمعية "ألواني البحرين" حول "الإدارة المالية بالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة" في 27 يناير الجاري في فندق سويس بل بالسيف، حيث وجهت الجمعية دعوة عامة ومفتوحة لجميع رواد الأعمال وأصحاب المؤسسات الناشئة والصغيرة والمتوسطة لحضور هذه الورشة والاستفادة من المعلومات القيمة والنقاشات المثمرة المرتقب أن تطرحها .