مع استعداد الولايات المتحدة لتمرير قانون من شأنه أن يفرض قيودا على سياحة الولادة والتي تقدرها إحصاءات غير رسمية بنحو 30 ألف حالة ولادة سنويا، وفقا لما ذكرته صحيفة "فايننشال تايمز"، فإن هناك العديد من البلدان التي سبقت الولايات المتحدة نحو تغيير قوانينها للحد من هذه الظاهرة.
وينص الدستور الأميركي في مادته الرابعة عشر على منح الجنسية بصورة مباشرة لكل طفل يولد على أرضها، ما حدا بهذه الظاهرة بالانتشار في وقت تقول به الحكومة الأميركية إن تكلفة المولود الواحد عليها تصل إلى نحو 100 ألف دولار.
ويشير تقرير نشرته مجلة "ذا أتلنتيك" الأميركية إلي أن الولايات المتحدة ليست البلد الوحيد الذي يزدهر به سياحة الولادة، مع وجود نحو 30 دولة أخرى حول العالم تنتشر بها هذه الظاهرة.
ووفقا لما ذكره التقرير، فإن غالبية تلك الدول تقع في النصف الغربي من الكرة الأرضية وتختلف في نطاقها الجغرافي من الولايات المتحدة إلى كندا والبرازيل والأرجنتين وعدد قليل من الدول الإفريقية على غرار ليسوتو وباكستان في آسيا.
وتنمو سياحة الولادة بوتيرة مطردة منذ مطلع العقد الماضي، ففي كندا على سبيل المثال تشير بيانات حكومية لمقاطعة كيبك أن إجمالي حالات سياحة الولادة ارتفع من نحو 0.4% من إجمالي حالات الولادة بالمقاطعة في 2010 إلى نحو 1.5% بنهاية العام الماضي.
ولن تكون الولايات المتحدة الدولة الأولى التي تعمل على الحد من ظاهرة انتشار هذه الظاهرة، فقد عمدت الأرجنتين إلي إلغائها بالعام 1987 قبل أن تعاود السماح بها في العام 1983.
وفي أوروبا، ألغت فرنسا إعطاء الجنسية للمولدين على أرضها بالعام 1993 مع اشتراط منح الجنسية بأن يكون أحد الأبوين يحمل الجنسية الفرنسية أو مولود في البلاد.
إيرلندا كانت آخر بلدان الاتحاد الأوروبي في هذا السياق، إذ منعت إعطاء الجنسية للمواليد إلا لأب أو أم يحملان جنسيتها من خلال تعديل دستوري وافق فيه نحو 80% من المصوتين على الأمر.
ومؤخرا عمدت دول أخرى على محاربة الظاهر، إذ ألغت كل من أستراليا ونيوزلندا منح الجنسية لأبناء الأجانب غير المقيمين خلال السنوات الأخيرة.
ولا يتوقف ملف منح الجنسية إثارة عند هذا الحد، إذ أن الفاتيكان هي البلد الوحيد بالعالم التي لا تمنح الجنسية لمواليدها أو حتى المقيمين على أرضها إلا للقائمين على خدمة الكنيسة.
ويشير تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أن القارة الآسيوية تعتبر أكبر مُصدر لسياحة الولادة حول العالم، وعلى وجه التحديد الصين، إذ تستهدف الأسر الصينية الولايات المتحدة وكندا لهذا الأمر، كما تشكل روسيا أكبر مصدر لسياحة الولادة إلى أميركا بحسب التقرير.
وتصل تكلفة سياحة الولادة إلى نحو 150 ألف دولار للأثرياء مع وجود برامج أقل تكلفة، بحسب تقرير نشرته صحيفة "شيكاغو تريبين".