بدأت العديد من البنوك المركزية حول العالم، دراسة إمكانية إطلاق عملات رقمية في خطوة قد تمثل نقطة تحول في عالم المدفوعات الذي سيطرت عليه النقود لأكثر من ثلاثة آلاف عام.
وفي الآونة الأخيرة، أطلق المركزي الأوروبي عملية اختبار لإصدار "يورو رقمي" ستظهر نتائجها بحلول منتصف العام المقبل، فيما يواصل المركزي السويدي اختبار الكرونا الرقمية وسيتخذ قرارا بشأنها بحلول فبراير المقبل.
وقبل بضعة أيام، أصدرت مجموعة من سبعة بنوك مركزية بقيادة الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) إطارا عاما يوضح الخصائص التي يجب أن تمتاز بها العملات الرقمية.
أبعاد أخرى لليوان الرقمي
وكان المركزي الصيني سباقا في هذا المجال، إذ بدأ تجارب اليوان الرقمي في عدة مدن صينية، في وقت مبكر من هذا العام، وبدأ في الأيام الماضية إصدار 10 ملايين يوان رقمي بشكل عشوائي لاختبار نظام الدفع الرقمي باليوان، وبحسب بعض الخبراء فإن نجاح تجربة اليوان الرقمي قد تدعم جهود بكين الرامية إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأميركي.
دوافع التوجه للعملات الرقمية
توجه البنوك المركزية نحو العملات الرقمية يمكن تفسيره ضمن اتجاهين؛: الأول التماشي مع عصر التكنولوجيا وحاجة المستهلكين لنظام مدفوعات رقمي يندمج مع حياتهم الرقمية.
وبدأ هذا الأمر يظهر بشكل جلي في نمو المدفوعات الإلكترونية، ففي الصين على سبيل المثال يلجأ 81 في المئة من مستخدمي الهواتف الذكية إلى أنظمة المدفوعات عبر الهاتف.
وفي السويد؛ وهي الدولة الأقل استخداما للنقد (الكاش) في العالم لا يتجاوز حجم الكاش الواحد في المئة من الناتج المحلي، أما بريطانيا فقد تجاوز حجم المدفوعات عبر بطاقات الدفع استخدام النقود للمرة الأولى، خلال العام الماضي.
فيروس كورونا يسرع الخطوات
صحيح أن عملية رقمنة المدفوعات كانت في نمو متسارع، لكن ظهور فيروس كورونا سرع من هذه العملية، مع توجه الناس لتقليل استخدام النقود خوفا من التقاط الفيروس والنمو الكبير في حجم التجارة الإلكترونية التي قفزت في شهر أبريل فقط بأكثر من 209 في المئة.
وأضافت شركة المدفوعات "باي بال" أكثر من 7.4 مليون مستخدم خلال الشهر ذاته، وقام أكثر من 13 مليون شخص في أميركا اللاتينية خلال الربع الأول باستخدام بطاقاتهم الائتمانية للتسوق الإلكتروني للمرة الأولى.
بماذا تختلف العملات الرقمية عن المشفرة؟
السبب الآخر لتبني العملات الرقمية، هو أن البنوك المركزية قد تسعى من خلال هذه الخطوة إلى سحب البساط من تحت أقدام العملات المشفرة التي تختلف عن العملات الرقمية في كونها عملات غير مركزية تدعم التحويلات المجهولة دون الحاجة لوسيط أو بنك مركزي وهو أمر يلغي جزء كبيرا من دور البنوك المركزية والهيئات المالية.
كما أن خطة فيسبوك لإطلاق عملته المشفرة "ليبرا" حفزت البنوك المركزية على التفكير في العملات الرقمية، بعد أن كان ماحدث بمثابة رسالة لهم مفادها: إذا لم يفكروا بإنشاء عملة رقمية فإن جهة أخرى ستفعل ذلك. وبما أن عدد مستخدمي فيسبوك يتجاوز 2.7 مليار مستخدم، فقد كان الأمر يستحق التفكير.
العملة الرقمية... فوائد ومخاوف
وكأي اختراع تكنولوجي آخر توفر العملات الرقمية مجموعة من الفوائد للمستخدمين والجهات المسؤولة على حد سواء، فإلى جانب تسهيل عمليات الدفع تمكن هذه العملات الشركات الصغيرة من تعزيز أعمالها وانتشارها وتتيح للحكومات مراقبة عمليات الاحتيال والتهرب الضريبي. لكنها في الوقت نفسه تثير مجموعة من المخاوف أبرزها مخاطر القرصنة الإلكترونية وإمكانية استغلال بيانات الأشخاص.
هل تصبح النقود شيئا من الماضي؟
ويستبعد "دويتشه بنك" انتهاء عصر النقود بالكامل، لأن هذه العملات ستبقى وسيلة لحفظ القيمة في أوقات عدم اليقين خلال السنوات والعقود القادمة من وجهة نظر البنك، وفي استطلاع للرأي أجراه البنك في الاقتصادات المتقدمة، أجاب ثلث المشاركين بأنهم ما زالوا يرون في النقود الوسيلة المفضلة للاستخدام، فيما استبعد أكثر من النصف انتهاء النقود من الاستخدام بالكامل.
{{ article.visit_count }}
وفي الآونة الأخيرة، أطلق المركزي الأوروبي عملية اختبار لإصدار "يورو رقمي" ستظهر نتائجها بحلول منتصف العام المقبل، فيما يواصل المركزي السويدي اختبار الكرونا الرقمية وسيتخذ قرارا بشأنها بحلول فبراير المقبل.
وقبل بضعة أيام، أصدرت مجموعة من سبعة بنوك مركزية بقيادة الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) إطارا عاما يوضح الخصائص التي يجب أن تمتاز بها العملات الرقمية.
أبعاد أخرى لليوان الرقمي
وكان المركزي الصيني سباقا في هذا المجال، إذ بدأ تجارب اليوان الرقمي في عدة مدن صينية، في وقت مبكر من هذا العام، وبدأ في الأيام الماضية إصدار 10 ملايين يوان رقمي بشكل عشوائي لاختبار نظام الدفع الرقمي باليوان، وبحسب بعض الخبراء فإن نجاح تجربة اليوان الرقمي قد تدعم جهود بكين الرامية إلى تقليل اعتمادها على الدولار الأميركي.
دوافع التوجه للعملات الرقمية
توجه البنوك المركزية نحو العملات الرقمية يمكن تفسيره ضمن اتجاهين؛: الأول التماشي مع عصر التكنولوجيا وحاجة المستهلكين لنظام مدفوعات رقمي يندمج مع حياتهم الرقمية.
وبدأ هذا الأمر يظهر بشكل جلي في نمو المدفوعات الإلكترونية، ففي الصين على سبيل المثال يلجأ 81 في المئة من مستخدمي الهواتف الذكية إلى أنظمة المدفوعات عبر الهاتف.
وفي السويد؛ وهي الدولة الأقل استخداما للنقد (الكاش) في العالم لا يتجاوز حجم الكاش الواحد في المئة من الناتج المحلي، أما بريطانيا فقد تجاوز حجم المدفوعات عبر بطاقات الدفع استخدام النقود للمرة الأولى، خلال العام الماضي.
فيروس كورونا يسرع الخطوات
صحيح أن عملية رقمنة المدفوعات كانت في نمو متسارع، لكن ظهور فيروس كورونا سرع من هذه العملية، مع توجه الناس لتقليل استخدام النقود خوفا من التقاط الفيروس والنمو الكبير في حجم التجارة الإلكترونية التي قفزت في شهر أبريل فقط بأكثر من 209 في المئة.
وأضافت شركة المدفوعات "باي بال" أكثر من 7.4 مليون مستخدم خلال الشهر ذاته، وقام أكثر من 13 مليون شخص في أميركا اللاتينية خلال الربع الأول باستخدام بطاقاتهم الائتمانية للتسوق الإلكتروني للمرة الأولى.
بماذا تختلف العملات الرقمية عن المشفرة؟
السبب الآخر لتبني العملات الرقمية، هو أن البنوك المركزية قد تسعى من خلال هذه الخطوة إلى سحب البساط من تحت أقدام العملات المشفرة التي تختلف عن العملات الرقمية في كونها عملات غير مركزية تدعم التحويلات المجهولة دون الحاجة لوسيط أو بنك مركزي وهو أمر يلغي جزء كبيرا من دور البنوك المركزية والهيئات المالية.
كما أن خطة فيسبوك لإطلاق عملته المشفرة "ليبرا" حفزت البنوك المركزية على التفكير في العملات الرقمية، بعد أن كان ماحدث بمثابة رسالة لهم مفادها: إذا لم يفكروا بإنشاء عملة رقمية فإن جهة أخرى ستفعل ذلك. وبما أن عدد مستخدمي فيسبوك يتجاوز 2.7 مليار مستخدم، فقد كان الأمر يستحق التفكير.
العملة الرقمية... فوائد ومخاوف
وكأي اختراع تكنولوجي آخر توفر العملات الرقمية مجموعة من الفوائد للمستخدمين والجهات المسؤولة على حد سواء، فإلى جانب تسهيل عمليات الدفع تمكن هذه العملات الشركات الصغيرة من تعزيز أعمالها وانتشارها وتتيح للحكومات مراقبة عمليات الاحتيال والتهرب الضريبي. لكنها في الوقت نفسه تثير مجموعة من المخاوف أبرزها مخاطر القرصنة الإلكترونية وإمكانية استغلال بيانات الأشخاص.
هل تصبح النقود شيئا من الماضي؟
ويستبعد "دويتشه بنك" انتهاء عصر النقود بالكامل، لأن هذه العملات ستبقى وسيلة لحفظ القيمة في أوقات عدم اليقين خلال السنوات والعقود القادمة من وجهة نظر البنك، وفي استطلاع للرأي أجراه البنك في الاقتصادات المتقدمة، أجاب ثلث المشاركين بأنهم ما زالوا يرون في النقود الوسيلة المفضلة للاستخدام، فيما استبعد أكثر من النصف انتهاء النقود من الاستخدام بالكامل.