بادرت الهيئة الوطنية للنفط والغاز والشركات النفطية التابعة لها (شركة نفط البحرين "بابكو"، شركة غاز البحرين الوطنية "بناغاز"، شركة توسعة غاز البحرين الوطنية، شركة الخليج لصناعة البتروكيماويات "جيبك"، شركة تطوير للبترول، الشركة العربية لبناء وإصلاح السفن "أسري") منذ ظهور كوفيد 19 بوضع مجموعة من الخطط والاجراءات الاحترازية الشاملة المتطابقة مع أعلى معايير الصحة والسلامة العالمية لضمان حماية الموظفين في هذا القطاع الحيوي والمهم واستمرارية المشاريع النفطية الراهنة دون تعطيل بهدف تأمين توفير النفط والغاز لتلبية الاحتياجات الحالية والمستقبلية والمحافظة على الموارد الطبيعية المعززة للاقتصاد الوطني.
وقد أشاد معالي الشيخ محمد بن خليفة آل خليفة وزير النفط بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة الموقرة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله، في التصدي للجائحة من خلال مجموعة من التدابير والاجراءات الاحترازية والتي أسهمت في تقليل التداعيات على المواطنين.
كما ثمن معاليه عالياً الدور الحيوي والجهود الوطنية المخلصة لفريق البحرين بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله، وما اتخذه من إجراءات وقرارات تصب في مصلحة المواطنين والمقيمين في شتى المجالات الصحية والاجتماعية والاقتصادية مما كان له الأثر الواضح في نجاح تلك الجهود الوطنية للتصدي لهذه الجائحة وإشادة المجتمع الدولي والمنظمات المعنية بالخطوات التي قامت بها مملكة البحرين في هذا الشأن، منوها معاليه بالجهود المبذولة من الكوادر الطبية وما قدمته من عطاءات وتضحيات من أجل ضمان صحة وسلامة الجميع.
وأكد معالي الوزير على أن الهيئة الوطنية للنفط والغاز والشركات التابعة لها قد قامت منذ ظهور فيروس كورونا في شهر مارس الماضي وانتشاره في العالم، بعقد العديد من الاجتماعات من خلال لجنة الطوارئ للوقوف على المستجدات العالمية ومتابعة التقارير الصادرة عن الجهات الرسمية بشكل يومي وأخذ التدابير الوقائية اللازمة لمكافحة الفيروس وتقديم ما يمكن تقديمة من مواد ودعم لوجستي للحيلولة دون انتشاره في مرافق العمل، وهو ما أسهم في الحفاظ على سير العمليات بالشركات والانتاجية فيها دون أي تأخير لهذا القطاع الحيوي.
وأشار معالي وزير النفط إلى أن الاجراءات التي اتخذتها الهيئة والشركات التابعة لها اتسمت بالشمول والتنوع بما يتناسب مع الوضع الراهن والاشتراطات التي أقرها الفريق الوطني الطبي ، ومنها قياس درجة الحرارة لجميع الموظفين والزوار والزام الموظفين بارتداء كمامات الوجه ووضع ضوابط وقيود على الحركة بجميع المرافق، وتفعيل نظام العمل من المنزل وتخفيض عدد الموظفين بنسب معينة بما لا يؤثر على منظومة أداء العمل، و تشكيل مجموعات دعم لتكون بمثابة قوة احتياطية في حالة الطوارئ، إلى جانب القيام بشكل دوري بعمليات التعقيم الشاملة لكافة المنشآت، وإجراء فحص طبي للموظفين وتوفير مقرات للعزل والقيام بحملات توعوية للحد من انتشار الفيروس وغيرها من الإجراءات الوقائية.
ونوه معاليه إلى أن القطاع النفطي يشهد اهتماما كبيراً من القيادة الحكيمة أثمرت عن تحقيق نهضة ملحوظة في هذا القطاع الداعم الرئيسي في الاقتصاد الوطني، لافتا إلى أنه يجري حاليا تنفيذ العديد من المشاريع النفطية الكبيرة بالتعاون مع كبريات الشركات النفطية العالمية، بالإضافة إلى عمليات الاستكشاف والتحديث المستمر لمصفاة البحرين ومشروع مرفأ الغاز المسال، ومشروع مصنع الغاز الثالث لشركة غاز البحرين الوطنية ( بناغاز)، مع استمرار الجهود الرامية إلى الارتقاء بالصناعات النفطية والتكريرية والتحويلية، وتنمية الكوادر النفطية الوطنية، مع تعزيز سبل التعاون مع الشركات النفطية العالمية والاستفادة مما تمتلكه من تقنيات حديثة.
وأعرب معاليه عن ثقته في قدرة قطاع النفط والغاز والطاقة في المملكة على مواجهة تداعيات "كوفيد 19" التي ألقت بظلالها على الجميع، ولاسيما الشركات العالمية، وذلك ارتكازا إلى ما تمتلكه البحرين من مقومات اقتصادية قوية وما تشهده إدارة هذا التحدي من حكمة والتزام بأعلى درجات المسئولية، مشيرا إلى ان مملكة البحرين تسير بثبات وقوة في تطوير قطاع النفط والغاز رغم التحديات.
الجدير بالذكر بان الهيئة الوطنية للنفط والغاز منذ تأسيسها قد شكّلت العديد من اللجان المتخصّصة المشتركة مع الشركات النفطية البحرينية والجهات الرسمية في المملكة لوضع خطط الطوارئ في شتى المجالات الأمنية والطبيعية واللوجستية وتحديد الإجراءات اللازمة لمواجهة عدد من الكوارث التي قد تؤثر على سير عمل الشركات، وتقديم التقارير لقياس الآثار الناجمة عن هذه الأزمات.