تنفيذاً لسياسة (الحوسبة السحابية أولاً)، وتسريعاً لعملية الانتقال الشامل للجهات الحكومية للحوسبة السحابية، أعلن الرئيس التنفيذي لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية محمد علي القائد استكمال الهيئة بالتعاون مع شركة مايكروسوفت وبالتنسيق مع الجهات والمؤسسات الحكومية، عملية نقل أكثر من 14,000 بريد إلكتروني حكومي للحوسبة السحابية لشركة مايكروسوفت، بجانب تفعيل حزمة خدمات Microsoft 365.
وأكد القائد أن 45 جهة حكومية مُنظمة تحت مظلة الاتفاقية الحكومية المبرمة مع شركة مايكروسوفت اتيحت لها الاستفادة من الحلول الرقمية المتكاملة، بما يعزز من العمليات والخدمات الحكومية الآمنة ويحسن كفاءة قطاع تكنولوجيا المعلومات تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، بتعزيز دور القطاع العام كمنظم وشريك فاعل للقطاع الخاص بغية زيادة وتيرة التنمية الاقتصادية وخلق فرص استثمارية نوعية واعدة تحقيقاً لرؤية المملكة 2030.
وأوضح القائد أن الهيئة تمكنت من خلال التنسيق مع المؤسسات الحكومية وبالتعاون مع مايكروسوفت، من إنجاز المشروع قبل موعده المقرر بستة أشهر، مؤكداَ أن ذلك يأتي ضمن مسؤولياتها بتمكين القطاع الحكومي من تقديم خدمات متطورة من خلال منظومة السحابة الوطنية، فضلاً عن فتح آفاق جديدة لنمو الإنتاجية بمختلف المجالات بالمملكة بشكل أسرع وآمن وبكلفة أقل نظراً لما توفره خدمات الحوسبة السحابية.
وأكد القائد أن هذا الإنجاز أسهم بخفض تكاليف تشغيل البنية التحتية من خوادم ومساحات تخزين بالإضافة إلى تجديد عقود الصيانة والتراخيص بنسبة تراوحت بين 60 إلى 90% من الميزانية المرصودة سنويا في الجهات الحكومية، كما أسهم بزيادة المساحة التخزينية الشخصية للبريد الإلكتروني لموظفي الحكومة إلى تسعين ضعفاً، ورفع من الحد الأقصى لحجم المرفقات ضمن البريد، ومكن الموظفين من تقديم خدمات مرنة ومتطورة وموثوقة، بجانب تقليله من المخاطر الأمنية.
وأضاف القائد أن تنفيذ هذا المشروع يفسح المجال أمام الجهات الحكومية لتركيز جهودها على تنفيذ مشاريعها وأدائها في ظل ما توفره السحابة من مساحة تخزينية عالية، بجانب تخفيفها أعباء إدارة البيانات والأنظمة الإلكترونية الحكومية، وتوفيرها للخدمات اللوجستية والدعم الفني على مدار الساعة وطوال أيام الأسبوع.
ويأتي حرص الهيئة على سرعة تفعيل حزمة خدمات مايكروسوفت 365 إدراكاً منها لما تمثله من أهمية بالغة سواء من حيث تنوع الخدمات والخصائص التقنية للحزمة، إذ مثل ذلك حجز الزاوية في استمرارية منظومة العمل الحكومي وعكست نتائجها الإيجابية جدوى استخدامها خلال جائحة كورونا، المتمثلة في توفير التقنيات والوسائل التي سهلت من سير العمل عن بعد في مختلف الجهات الحكومية بسلاسة ومكنت الموظفين من إنجاز أعمالهم بجودة وكفاءة عالية، من خلال توفير منصة إلكترونية موحدة تمتاز بالمرونة والقابلية في التطوير أسهمت لاحقاً وبشكل كبير بعقد الاجتماعات والمؤتمرات وتبادل الملفات عن بُعد من خلال برنامج "Microsoft Teams"، كما رفعت من الكفاءة الإنتاجية وأسهمت بسرعة إنجاز المشاريع، خصوصاً في ظل التحديات التي صاحبت الجائحة.
ولم تغفل الهيئة أهمية الحفاظ على أمن وسرية المعلومات والبيانات، إذ عززت ذلك من خلال تفعيل سياسات الحماية الأمنية عبر تزويدها الوزارات والهيئات الحكومية بآلية الدخول الآمن للأنظمة الداخلية للشبكة الحكومية ورفع مستوى الأمان عن طريق تفعيل خصائص التحقق الثنائي للدخول واستبدال البوابة الأمنية للبريد الإلكتروني ببوابة أخرى جديدة، ممكنةً بذلك المعنيين بتقنية المعلومات من تفعيل عمليات رقابة الأداء وحماية أمن المعلومات للأنظمة الحكومية، الذي يأتي محققاً للخطة الوطنية الاستراتيجية برنامج الحكومة.
وتعليقاً على هذا التعاون، قال الشيخ سيف بن هلال الحوسني المدير العام لدى مايكروسوفت البحرين وعُمان: "تعكس شراكتنا مع هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية جهود الطرفين الحثيثة في تقديم أفضل وأسرع الخدمات للمواطنين، وسنواصل عملنا مع الهيئة يداً بيد لتحقيق بيئة عمل قوية ومرنة وآمنة تُشجّع الابتكار في الخدمات العامة، وتحسّن من كفاءة الأداء". وأضاف: "لدى مايكروسوفت التزام بدعم سياسة الحوسبة السحابية أولاً الرامية إلى تسريع وتيرة التحول الرقمي ودفع النمو الاقتصادي بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030".
جدير بالذكر أن مملكة البحرين كانت قد اعتمدت في 2017 سياسة (الحوسبة السحابية أولاً) في القطاع الحكومي، بناءً على قرار اللجنة العليا لتقنية المعلومات والاتصالات برئاسة سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة نائب رئيس مجلس الوزراء بغية تطبيق مبدأ إعادة توجيه الاستثمار في تقنية المعلومات باتجاه الحوسبة السحابية بالتعاون مع شركة مايكروسوفت لتكون المملكة أول دولة بالشرق الأوسط ومن أوائل الدول حول العالم في تبني سياسة الحوسبة السحابية.