أكدت فعاليات اقتصادية أن مملكة البحرين، ومن خلال مؤسسة المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة العاهل المفدى، نجحت في الاستثمار بالمرأة وتفعيل طاقاتها ودمجها في مختلف مسارات التنمية، وأشارت الفعاليات إلى أن اختيار موضوع المرأة البحرينية هذا العام للمرأة في التنمية يبشر بانطلاقة جديدة للمرأة في مختلف مجالات التنمية بمفهومها الواسع وعلى جميع الأصعدة، ويواكب مساعي مملكة البحرين لتعزيز مكانتها ضمن أفضل الدول استثماراً في رأس المال البشري باعتباره محركا رئيسيا للنمو الاقتصادي المستدام الشامل.

واعتبرت هذه الفعاليات الاقتصادية أن زيادة مساهمة المرأة في التنمية تحقق مردود اقتصادي واجتماعي وحضاري كبير، لافتين إلى مكانة المرأة والفتاة في مجال التنمية مهمة وليس من المبالغة في شيء التأكيد عليها، حيث إن مستقبل الازدهار الوطني رهن بمدى تفعيل طاقات المرأة التي تشكل نصف المجتمع وتجهز النصف الآخر للمستقبل.

منظومة دعم متكاملة

وأعربت الرئيس التنفيذي لبنك سيكو نجلاء الشيراوي عن فخرها بما تحظى به المرأة البحرينية في وطنها من منظومة دعم متكاملة برعاية ملكية سامية وجهود المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي قرينة العاهل المفدى حفظها الله، وأشارت إلى أن منظومة الدعم هذه أسهمت على الدوام في رعاية المرأة ودمجها في المجتمع وتعزيز حضورها في كافة المجالات الحياتية، والاهتمام بها صحيًا وتعليميًا وثقافيًا، ودفعها إلى مجالات أرحب من التميز والإنجاز.

واعتبرت الشيراوي أن مسيرة المرأة في القطاع المصرفي تبرهن قدرتها على المساهمة في تنمية وطنها، وقالت إن المرأة البحرينية دخلت العمل المصرفي في وقت مبكر منذ سبعينات القرن الماضي، وحققت إنجازات كثيرة وكبيرة خلال مسيرة عملها في هذا القطاع، واستطاعت الوصول إلى أعلى المناصب والنهوض بمختلف المهام واستيعاب التطورات السريعة في هذا المجال، وعدد كبير من العاملات في القطاع انتقلن للعمل بنجاح في قطاعات أخرى مثل قطاع الخدمات المالية المساندة أو قمن بتأسيس مشاريعهن الخاصة، وتمكن من المساهمة الفعالة في جهود التنمية في كل عمل قمن ويقمن به.

وقالت إن وجود عدد كبير من النساء في سوق العمل في البحرين ليس هو مصدر فخرنا فقط، بل الوظائف النوعية التي تشغلها الكثيرات من هؤلاء النساء وتواجدهم في مواطن صنع القرار وأعلى الهرم القيادي والتنفيذي لكبريات المؤسسات الحكومية والخاصة والأهلية، ونحن نترقب تمكن المزيد من النساء البحرينيات من تحويل مشاريعهن من صغيرة ومتناهية الصغر إلى مشاريع كبيرة ومستدامة.

النمو الاقتصادي تحركه النساء

من جانبه قال رجل الأعمال خالد الزياني أن المرأة البحرينية دخلت مجالي التعليم والعمل منذ فترة طويلة، وبدأت ثمار ذلك وتأثيراتها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تظهر وتتبلور منذ خمسينات القرن الماضي، وتسارعت وتنظمت بشكل كبير خلال العقدين الأخيرين بوجود المجلس الأعلى للمرأة الذي تفخر البحرين به وبإنجازاته ليس على صعيد المرأة فحسب بل على الصعد الوطني ككل، داخل البحرين وخارجها .

واعتبر الزياني أن دور المرأة في الاقتصاد مؤشر لنجاح المسيرة التنموية، وكثير من الباحثين الاقتصاديين يؤكدون أن النمو الاقتصادي تحركه النساء، وأن المرأة قوة متنامية في سوق العمل، ولا يمكن لأية عملية تنموية أن تحقق النجاح المطلوب بدونها، وطالما كان الفرد البحريني رجلا كان أو امرأة هو أهم مصادر الثروة الوطنية وعليه تبنى آمال التقدم والازدهار .

وأشار إلى وجود منافسة حادة في سوق العمل على استقطاب الموظفات البحرينيات الموهوبات، حيث تدرك الشركات أثر المشاركة النسائية في قوة العمل، خاصة مع حاجة العمل التجاري إلى التوقع والتنوع والتعدد، لذلك تحرص الشركات على وضع النساء في الفرق الإدارية ومواطن اتخاذ القرار .

وأكد أنه من الخطأ الاعتقاد أن الاستثمار في تدريب وتأهيل المرأة وتمكينها في سوق العمل هو استثمار محفوف بالمخاطر لأنها قد تنقطع عن العمل نتيجة الزواج أو الحمل والولادة، وأضاف أن هذا الاستثمار يجب أن يتواصل ويتجه أيضا نحو توفير بيئة عمل تساعد المرأة على التوفيق بين التزامات العمل والأسرة، لأن هدف النشاط التجاري لا يمكن أن يكون الربح فقط، بل المساهمة في خدمة المجتمع وتنميته ككل.

مجالات التنمية الأكثر إلحاحا

بدورها قالت سيدة الأعمال وعضو غرفة البحرين سونيا جناحي إن إبراز أهمية مساهمة المرأة البحرينية في التنمية من خلال مناسبة وطنية مثل مناسبة يوم المرأة لفتة ذكية جدا تؤكد أن مؤسسة المجلس الأعلى للمرأة تعمل وتخطط ليس لاستشراف المزيد من أفق مجالات الازدهار الوطني فقط، بل لتكون المرأة البحرينية في صميم هذه الازدهار والتنمية.

وقالت "تُظهر بحوثٌ حديثة أن مشاركة المرأة في الاقتصاد بنسبةٍ تماثل نسبة مشاركة الرجل تزيد الناتج المحلي الإجمالي العالمي في عام 2025 بمقدار 28 تريليون دولار أي 26 في المائة"، وأضافت "في مملكة البحرين وصلت المرأة في بعض الأحيان، بل وتخطت هذه النسبة، وهذا مؤشر بالغ الأهمية يمكن البناء عليه من أجل تشجيع المزيد من الفتيات والنساء البحرينيات على الدخول في المجالات والمشاريع ذات الجدوى الاقتصادية المرتفعة من جهة والتي تواكب التوجهات الوطنية من جهة أخرى، بما في ذلك مشاريع الذكاء الصناعي والأمن الغذائي وغيرها.

وأكدت أن المرأة البحرينية استثمرت على الدوام ما يتوفر لها من منظومة حماية ودعم، وآمنت بقدراتها وإمكانياتها واعتمدت على ذاتها ورسمت لنفسها أهدافا طموحة وكافحت من أجل تحقيقها حتى وصلت إلى أعلى المناصب، وهي لا زالت تواجه كل يوم تحديات جديدة وتتغلب عليها بعزيمة وإصرار.

تحدي دخول القطاعات الصعبة

إلى ذلك أكد رجل الأعمال يعقوب العوضي أن تعزيز حضور المرأة البحرينية في مختلف مجالات الإنتاج والعمل الاقتصادي في البحرين، إنما يؤدي إلى زيادة الناتج المحلي الإجمالي وازدهار التنمية الوطنية، مشيدا بالجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للمرأة برئاسة صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة جلالة الملك في مجال دعم المرأة وتفعيل طاقاتها وإزالة التحديات أمامها.

العوضي، وهو الرئيس التنفيذي لشركة "إن جي إن" العالمية لأنظمة المعلومات المتكاملة، أكد أن المرأة البحرينية أظهرت شجاعة وبراعة كبيرة في دخول مختلف قطاعات العمل والتنمية، فكانت الطبيبة والمهندسة والشرطية والأكاديمية، وقال "نلمس في الآونة الأخيرة تزايد عدد البحرينيات في مجالات علوم المستقبل، مثل الذكاء الصناعي وانترنت الأشياء والروبوت والتكنولوجيا المالية والأمن السيبراني، وهذا يشكل أهمية كبيرة في الاستفادة من طاقات المزيد من النساء البحرينيات من أجل تسريع عملية التحول نحو الاقتصاد الرقمي المنشود في مملكة البحرين".

وأشار إلى أن مبادرات وبرامج ومشاريع المجلس الأعلى للمرأة تنبه الجميع إلى أهمية توظيف النساء وإتاحة فرص متكافئة أمامهن للارتقاء المهني وصولا إلى المستويات الإدارية المتوسطة والعليا، خاصة وأن المرأة أثبتت قدرتها على تطوير نموذج تشغيل الشركات وبيئة العمل فيها وتحقيق معدلات ربحية وانتاجية عالية.

أدوار متميزة للمرأة

من جانبها اكدت سيدة الأعمال خلود القطان أن المرأة البحرينية استطاعت منذ القدم النهوض بأدوار أسرية وعملية قيادية تليق بمكانتها أسوة بالرجل، وبما يتفق مع مبادئ العدالة والمساواة وحقوق المواطنة والمتساوية والحقوق السياسية، ونجحت في جميع المجالات بما في ذلك مجال العمل التنموي بمفهومه الأشمل، وقالت "تأتي مناسبة يوم المرأة البحرينية هذا العام للاحتفاء بمساهمة المرأة في مختلف مجالات التنمية، والتطلع إلى مواصلة وتطور هذه المساهمة في مجالات التنمية التي تتوافق مع توجه البحرين نحو بناء اقتصاد المعرفة".

ونوهت القطان بامتلاك المجلس الأعلى للمرأة خطة عمل وطنية لنهوض المرأة، إضافة إلى مبادرات المجلس التي تشجع مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة على دعم المرأة العاملة وإدماجها في خطة التنمية الوطنية، واعتلائها أعلى المناصب الإدارية والتنفيذية في تلك المؤسسات وإشراكها في صنع القرارات وعدم ممارسة أي تمييز ضد المرأة العاملة والالتزام بمبدأ تكافؤ الفرص بينها وبين الرجل.

وقالت إن محصلة مشاركات المرأة في التنمية تسهم ليس في زيادة معدلاتها فقط، بل تعزيز الاستقرار الأسري في المجتمع، ورفع معدلات الأمان الاجتماعي، وإبراز مكانة مملكة البحرين في المجتمع الدولي كدولة متحضرة يسهم الجميع فيها رجالا ونساء في تنمية وازدهار وطنهم.