العربية
ارتفعت ثروة المليارديرات في العالم البالغ عددهم 2365 مليارديرا، بنحو 4 تريليونات دولار خلال العام الأول للوباء، مما زاد ثرواتهم بنسبة 54%، وفقاً لتحليل جديد أجراه برنامج عدم المساواة في معهد دراسات السياسة IPS ذي الميول اليسارية.
وتم قياس تطور ثروة المليارديرات في الفترة من 18 مارس 2020 إلى 18 مارس 2021، إذ قفزت الثروة التي يحتفظ بها المليارديرات في العالم من 8.04 تريليون دولار إلى 12.39 تريليون دولار.
ووجدت الدراسة أن مؤسس موقع أمازون، جيف بيزوس، أغنى شخص في العالم، شهد ارتفاع ثروته إلى 178 مليار دولار من 113 مليار دولار، أو 57% خلال تلك الفترة، وفقاً لما ذكره موقع " CBSNews"، واطلعت عليه "العربية.نت".
ونتيجة لذلك، أثارت الثروة المتضخمة بين أغنى أغنياء العالم دعوات لفرض "ضريبة الثروة"، أو ضريبة إضافية تضاف إلى ضرائب الدخل العادية والأرباح الرأسمالية.
وإلى ذلك، أرسلت أكثر من 80 نقابة ومنظمة ذات ميول يسارية رسالة إلى الرئيس جو بايدن، يوم الثلاثاء الماضي، تحثه على عكس بعض التخفيضات الضريبية في عهد سابقه ترمب، والتي يقولون إنها أفادت الأثرياء إلى حد كبير، فضلاً عن اقتراح ضريبة إضافية بنسبة 10% على الدخل فوق مليوني دولار.
لكن حتى الآن، ثبت أن ضريبة الثروة أمر بعيد المنال في واشنطن العاصمة، حتى مع تعبير ثلثي الأميركيين عن دعمهم لفكرة زيادة الضرائب على الأشخاص الذين يتقاضون أكثر من 400 ألف دولار.
تمويل خطة الوظائف
يأتي ذلك، في الوقت الذي يسعى الرئيس الأميركي تمويل خطة الوظائف الأميركية التي تبلغ قيمتها تريليوني دولار عن طريق زيادة معدل ضريبة الشركات إلى 28% من النسبة الحالية البالغة 21%.
من جانبهم يرى بعض خبراء الضرائب أن ضريبة الثروة يمكن أن تضر بآفاق النمو لذوي الدخل المنخفض، ولا تساعد تلك الآفاق. كما يمكن أن يحفز أصحاب الثراء الفاحش على إخفاء دخلهم وممتلكاتهم التي ستكون الأساس لفرض ضرائب على ثرواتهم.
بدورها، قالت الخبيرة الاقتصادية في مؤسسة الضرائب، إيريكا يورك: "ضريبة الثروة سيكون لها تأثير سلبي على الاقتصاد. من شأنها أن تقلل الدخل القومي، وتثبط الادخار وتشجع الاستهلاك"، والتي تأتي من بين جوانب سلبية أخرى.
فيما لم يقبل الباحث في برنامج IPS، تشاك كولينز، هذه الحجج، قائلاً: "من المنطقي اقتصادياً وأخلاقياً فرض ضرائب على ثروات الملياردير للمساعدة في دفع تكاليف التعافي من الوباء". "كان ألمنا مكسبهم".
وأضاف: "حتى مع ضريبة الثروة المقترحة، سيكونون أكثر ثراءً بالمليارات مما كانوا عليه قبل الوباء".
فجوة متزايدة
قالت منظمة أوكسفام لمكافحة الفقر في يناير، إن عدد الأشخاص الذين يعيشون في فقر على مستوى العالم تضاعف إلى أكثر من 500 مليون خلال الأشهر التسعة الأولى من الوباء.
وفي الولايات المتحدة، قال حوالي 4 من كل 10 أشخاص إن دخل أسرهم لا يزال متأثراً بالأزمة، وفقاً لدراسة حديثة من شركة الخدمات المالية ترانس يونيون TransUnion.
ضريبة الثروة
تم اقتراح ضرائب مختلفة على الثروة في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك جزئياً إلى اتساع عدم المساواة. ومن بين هذه الضرائب ضريبة "المليونير" التي اقترحتها السيناتور إليزابيث وارين، والتي قُدمت في وقت سابق من هذا الشهر مع النائبين براميلا جايابال وبريندان بويل.
وتقضي ضريبة "المليونير" بفرض ضريبة سنوية بنسبة 2% على صافي ثروة الأسر المعيشية وصناديق الائتمان لأصحاب الثروات بين 50 مليون دولار ومليار دولار، مع إضافة ضريبة أخرى بنسبة 1% على الثروات التي تزيد عن مليار دولار. وهو ما يجعل ضريبة "المليارديرات" 3% سنوياً على ثرواتهم.
ويقدر خبراء الضرائب، أنه لو تم فرض مثل هذه الضريبة العام الماضي، لكان أصحاب المليارات في العالم قد دفعوا 345 مليار دولار من ضرائب الثروة. وقدرت آي بي إس أنه إذا تم تطبيقها فقط على أصحاب المليارات الأميركيين، فقد تجمع 1.5 تريليون دولار على مدى العقد المقبل.