قدمت شركة إيفرغراند الصينية، 9 نماذج من سياراتها خلال معرض الصين للسيارات الذي تم افتتاحه أمس الاثنين، في مركز شنغهاي للمعارض والمؤتمرات، ومع ذلك، فإن حضورها الجريء يكذب حقيقة عدم بيع الشركة أي سيارة حتى الآن.

وتعد Evergrande New Energy Vehicle Group، أكبر شركة تطوير عقاري في الصين، ولديها مجموعة من الاستثمارات خارج العقارات، من أندية كرة القدم إلى القرى السياحية. لكن دخول عالم السيارات الكهربائية مؤخراً هو ما استحوذ على خيال المستثمرين.

دفع المساهمون أسهم إيفرغراند المدرجة في هونغ كونغ إلى الارتفاع بأكثر من 1000% على مدار الـ 12 شهراً الماضية، مما سمح لها بجمع مليارات الدولارات في صورة رأسمال جديد، ووصلت قيمتها السوقية الآن إلى 87 مليار دولار، وهي أكبر من شركة فورد موتور وجنرال موتورز، وفقاً لما ذكرته "بلومبرغ"، واطلعت عليه "العربية.نت".

وعلى الرغم من أن سوق السيارات الصينية تعد الأكبر في العالم، إلا أنها تتنافس فيها 400 شركة سيارات كهربائية حالياً، والكثير منها شركات محلية ناشئة تقدر قيمتها بأكثر من مشغلي السيارات المعروفين، وجميعها لم تحقق أرباحاً بعد، وهو ما يطرح السؤال أمام أعين المستثمرين، متى ستبيع إيفرغراند سياراتها الأولى؟ وما هو المدى الزمني المطلوب للوصول إلى الربحية؟

عقدة إلون ماسك

في مارس 2019، تعهد رئيس مجلس إدارة إيفرغراند، هوي كا يان، الذي يعد أحد أغنى الرجال في الصين، بالتغلب على إيلون ماسك، وبأن يصبح أكبر صانع للسيارات الكهربائية في العالم في غضون 3 إلى 5 سنوات.

وعلى الرغم من طموحاته النبيلة وتقييم إيفرغراند الضخم، فقد تأخر "هوي" بشكل متكرر عن تحقيق أهداف إنتاج السيارات. كما اتسعت خسارة Evergrande NEV لعام 2020 بنسبة 67% عن العام السابق.

وقال هوي، إن الشركة تخطط لبدء الإنتاج التجريبي في نهاية هذا العام، متأخرة عن الجدول الزمني الأصلي في سبتمبر الماضي.

كما لا يُتوقع أن تبدأ عمليات التسليم إلا في وقت ما في عام 2022، وقد تم تأجيل الوصول إلى سقف الطاقة الإنتاجية السنوية المتوقع والبالغ نحو 500 ألف إلى مليون سيارة بحلول مارس 2022 إلى عام 2025، فيما رفعت سقف توقعاتها إلى تسليم 5 ملايين سيارة سنوياً بحلول 2035.

وللمقارنة، سلمت شركة فولكس فاغن العملاقة العالمية 3.85 مليون وحدة في الصين في عام 2020.

سماسرة الشقق

ليس فقط جدول الإنتاج المتأخر لشركة Evergrande هو ما يثير الدهشة، إذ تكشف نظرة فاحصة تحت غطاء الشركة عن الممارسات التي جعلت منتجي السيارات القدامى في الصناعة يحكون رؤوسهم.. حيث تضع الشركة "بيع الشقق جزءاً من مؤشرات الأداء الرئيسية لمديري السيارات".

كما يُطلب من عمالها أيضاً المساعدة في بيع العقارات، التي تعد العمود الفقري لإمبراطورية إيفرغراند. ويتم تقديم علاوات وحوافز على مبيعاتهم العقارية، وفقاً لمصادر مطلعة رفضت الكشف عن أسمائها لوكالة "بلومبرغ".