على الرغم من هبوط حاد في سوق العملات الافتراضية بقيادة بيتكوين، إلا أن الاستثمار فيها ما يزال نجم الشباك حول العالم.
يرى محللون في أسواق المال الأمريكية، أن الاستثمار في العملات الافتراضية تسبب في سحب جزء من السيولة في سوق الأسهم، لكن المنافسة بينهما احتدت، في جذب المستثمرين المحتملين، بين استثمار آمن وبين استثمار سريع العائد والمخاطر.
وبحسب تقارير منشورة على مواقع اقتصادية عالمية ومنصات تداول عملات رقمية، تقدم "العين الإخبارية" هذه المادة المجمعة، للإجابة على سؤال: أيهما أفضل! الاستثمار في العملات الافتراضية أم الأسهم، أم لا شيء منهما؟
والاستثمارات عموما حتى تلك المباشرة، تنطوي على مخاطر، حيث يمكن أن ينهار السوق لأسباب مختلفة، ويمكن أن تفلس الشركات، أو بالمعنى الإيجابي، يمكن أن يرتفع السهم بمرور الوقت، لكن وزن المخاطر مهم عندما يقرر المستثمر إضافة أصول مختلفة إلى محفظته.
وقال "كيرك تشيشولم"، مدير الثروات والمتخصص في الاستثمار البديل في Innovative Advisory Group: "مع الأسهم الفردية هناك مخاطر.. هناك خطر ألا ينمو وربما يتم قطع الأرباح والاتجاه لخسارة، ربما ينمو ويربح".
لكنه أشار إلى أن هذه مخاطر شائعة في كثير من الاستثمارات؛ إذ تختلف الأسهم نظرا لوجود بعض الإرشادات التي يمكن للمستثمر استخدامها لفهم المكان الذي قد يتجه السعر إليه، وقبل ذلك لاختيار السهم الذي يريد شراءه.
إذ يمكن للمستثمر المحتمل، حساب بعض المعطيات مثل نسبة سعر سهم الشركة وأرباحها (السعر إلى الأرباح، أو نسبة السعر إلى نمو السهم) لفهم الصحة المالية للشركة ومتانتها أمام أية مخاطر مستقبلية.
بينما يقول ديفيد شتاين، كبير استراتيجيي الاستثمار السابق ومدير محفظة لصندوق استثمار، لموقع "ذي بالانس"، إن الاستثمار في بيتكوين أو أية عملة افتراضية أخرى، يفتقر إلى المتنبئين الذين يتوفرون في سوق الأسهم.
قال شتاين: "العملة المشفرة مضاربة، تعتمد بالكامل على العرض والطلب.. تعتمد جميع العملات الافتراضية إلى حد ما، على ما يرغب الناس في دفعه، إنها سوق أصغر بكثير من العملات الحقيقية، لذا فهي أكثر عرضة لتقلبات كبيرة".
إلا أن الاستثمار في بيتكوين، أصبح تطورا جديدا نسبيا ولم يتم اعتماده على نطاق واسع بعد، لكنه متسارع النمو والتبني من المستثمرين خاصة الشباب، وهذا يضيف طبقة مختلفة من المخاطرة.
بينما لا يمكن للمستثمر بناء الأداء المستقبلي على الماضي، فمن المفيد إلقاء نظرة على مدى نجاح الاستثمارات المختلفة بمرور الوقت.
في عام 2015 ، تقلب سعر البيتكوين بين 200 دولار و500 دولار لكل وحدة، ومع ذلك، خلال عام 2017 ارتفع السعر فجأة ووصل إلى 19891 دولارا في ديسمبر/كانون الأول، قبل أن ينخفض إلى ما دون 3500 دولار في ديسمبر/كانون الأول 2018.
بينما في 2020، ارتد سعر بيتكوين صعودا من 3850 دولارا، وصعد إلى 20 ألف دولار في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وتراجع قليلا ثم قفز ليصل في أبريل/نيسان الماضي، ومطلع الشهر الجاري إلى 63 ألف دولار للوحدة الواحدة.
بينما اليوم الأربعاء، تراجع سعر وحدة بيتكوين إلى متوسط 38.8 ألف دولار، مقارنة مع 46 ألف دولار في تعاملات أمس الثلاثاء، و55 ألف دولار في تعاملات الأسبوع الماضي، وربما يقفز مجددا إلى 70 ألفا، وفق العرض والطلب.
في المقابل، لم يكن نمو الأسهم كبيرا، ولكنه كان أيضا أكثر استقرارا منذ عام 2015؛ حيث ظل مؤشر S&P 500 عند حوالي 2000 نقطة في أوائل عام 2015.
بينما كانت هناك فترات صعود وهبوط منذ ذلك الحين، فإن S&P 500 يبلغ حوالي 3100 نقطة اعتبارا من يوليو/تموز 2020، أما في ختام جلسة أمس الثلاثاء فقد أغلق المؤشر على 4127.83 نقطة.
فيما تراوح مؤشر داو جونز الصناعي بين 17000 نقطة و18000 نقطة في أوائل عام 2015؛ في ديسمبر/كانون الأول 2017 عندما بلغت عملة البيتكوين ذروتها عند ما يقرب من 20000 دولار، كان مؤشر داو جونز الصناعي عند حوالي 24000 نقطة؛ واعتبارا من يوليو 2020 بلغ المؤشر 25000 نقطة، وإلى 34060 نقطة أمس الثلاثاء.
وكانت عملة البيتكوين متقلبة منذ إنشائها نظرا لعدم وجود طريقة طبيعية لتقييمها، حيث وصلت إلى 19.7 ألف دولار في ديسمبر/ كانون الأول2017، لأن جميع المستثمرين تداولوا أخبار صعود أكبر ولم يرغبوا في تفويت الفرصة.
ومع الأسهم، وعلى الرغم من وجود فترات صعود وهبوط وبعض التقلبات على المدى القصير، إلا أن هناك المزيد من الدعم التاريخي طويل المدى.