العربية
رفع بنك الاستثمار الأميركي "غولدمان ساكس" توقعاته بشأن إنتاج النفط السعودي والنمو الاقتصادي مع ارتفاع أسعار النفط الخام لما يزيد عن 70 دولارًا للبرميل.
ورفع فاروق سوسة، الاقتصادي بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالبنك، افتراضاته بشأن إنتاج النفط السعودي بنحو 500 ألف برميل يوميًا، لتصل إلى 10 ملايين برميل بنهاية عام 2021 و10.5 مليون برميل في عام 2022.
ورفع البنك توقعاته للنمو للناتج المحلي الإجمالي إلى 4.5٪ هذا العام ، مقارنة مع 2.5٪ في وقت سابق.
وكتب سوسة في مذكرة بحثية اليوم الثلاثاء "نرى أن المخاطر على قطاع النفط تميل بشكل كبير نحو الاتجاه الصعودي، مضيفا أن الطلب المحلي "تعافى بقوة".
وكتب أن البنك يتوقع نمو اقتصاد أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم بنسبة 7٪ أخرى في عام 2022، مقارنة مع توقعات سابقة بنسبة 5.7٪ ، يليها معدل نمو بنسبة 1.2٪ دون تغيير في عامي 2023 و 2024.
تم تداول خام برنت بأكثر من 73 دولارًا للبرميل اليوم الثلاثاء، مقارنة بمتوسط سعر بلغ حوالي 61 دولارًا في الربع الأول.
وضخت المملكة ما يقل قليلاً عن 8.5 مليون برميل من الخام يومياً في مايو ، ومن المتوقع أن ترفع الإنتاج إلى 9.5 مليون برميل يومياً بحلول يوليو مع تخفيف أوبك تخفيضات الإمدادات.
تقلص عجز الميزانية
بدوره قال رئيس الأبحاث في الراجحي كابيتال، مازن السديري، في مقابلة مع "العربية" إن مستوى الاقتراض ارتفع إلى 34% من الناتج المحلي للمملكة، وبالتالي فإن تحسن الناتج المحلي، رقم جيد في المحافظة على هذه النسبة، وفي تعزيز التصنيف الإئتماني.
واستعرض جانباً مهماً، يتمثل في تحسن ميزانية المملكة، وهو جانب لا يقل أهمية عن تحسن الناتج المحلي، موضحاً أن العجز المتوقع هبط بشكل كبير من 141 مليار ريال إلى 63 مليار ريال، لعدة أسباب من بينها زيادة معدل إنتاج النفط من التقديرات السابقة عند 8.6 مليون برميل يومياً إلى 9 ملايين برميل، إلى جانب زيادة متوسط سعر البرميل إلى 65 دولاراً مقارنة مع تقديرات سابقة بحدود 48 دولاراً.
وأضاف أن تحسن الأرقام النفطية، يرفع تقديرات الإيراد الكلي للميزانية إلى 927 مليار ريال مقابل إنفاق مقدر بقيمة 990 مليار ريال، بما يظهر تقلص العجز بشكل كبير عما كان مقدراً في بداية العالم المالي، موضحاً أن توزيعات أرامكو للحكومة ثابتة لكن الارتفاع سيظهر في الامتياز والرسوم والضرائب.
وأشار إلى عوامل اقتصادية مهمة، أبرزها تسارع التوسع في نسبة التطعيم بلقاحات كورونا، وزيادة التدفقات المالية من الدخل البترولي وغير البترولي، مؤكداً أن هذا التحسن سينعكس بزيادة الثقة وزيادة الاستثمارات، في المملكة، جنباً إلى جنب مع توسع الناتج المحلي.
ونصح بعدم التسرع إزاء هذه الأرقام الإيجابية، عبر المحافظة على الرؤية، والروافد الأخرى مثل صندوق الاستثمارات العامة، فالمملكة باتت تنوع مصادر نمو اقتصادها، وليس فقط الاعتماد على الميزانية.
من جهة أخرى، رفع غولدمان ساكس توقعاته لإنتاج السعودية للنفط بـ 500 ألف برميل يوميا إلى 10 ملايين برميل يوميا هذا العام و10.5 ملايين العام المقبل.
وقبل أيام توقع غولدمان ساكس، أن يصل سعر خام برنت إلى 80 دولارا للبرميل هذا الصيف. وراهن على أن الارتفاعات التي شهدتها سوق النفط في الآونة الأخيرة ستستمر في وقت يعزز توزيع اللقاحات المضادة لكوفيد-19 الأنشطة الاقتصادية حول العالم والطلب على الخام.
ووصلت أسعار برنت إلى 72.93 دولار للبرميل هذا الأسبوع، وبذلك تكون قد بلغت أعلى مستوياتها منذ ما يزيد عن عامين مدفوعة بتوقعات لطلب أقوى.
وقال البنك في مذكرة نُشرت مساء الخميس الماضي: "ارتفاع معدلات التطعيم يؤدي إلى زيادة التنقل في الولايات المتحدة وأوروبا، فيما تشير التقديرات إلى أن الطلب العالمي سيرتفع بواقع 1.5 مليون برميل في اليوم، ليصل إلى 96.5 مليون برميل يوميا".
وتوقع غولدمان ساكس استمرار تعافي الطلب على النفط، وأن يصل الطلب العالمي إلى 99 مليون برميل يوميا في أغسطس آب.
وقال البنك أيضا إن بطء إحراز تقدم في المفاوضات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، قد يضغط على إمدادات النفط ما يدعم الأسعار.