قال ماكسيمو توريرو كولين، كبير الاقتصاديين لدى منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، إن 14% من الغذاء يُهدر ما بين المزارع وسوق الجملة.
وأضاف توريرو في مقابلة مع خدمة أخبار إكسبو: "يُهدر أيضا نحو 17% ما بين بائع التجزئة والمستهلك، لتصل قيمة الخسائر الغذائية إلى 1.1 تريليون دولار سنويا.
وقال إن فقد الطعام وهدره، هو مشكلة ممكن مواجهتها من خلال عدة أمور؛ أولها تحسين طريقة الإنتاج لتكون أكثر كفاءة؛ ثانيا، يمكن استخدام مواردك بطريقة أكثر كفاءة، مثل الماء والتربة؛ ثالثا، يمكن تقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.
تأتي هذه المقابلة بالتزامن مع حلول اليوم العالمي للقضاء على الفقر حول العالم، في وقت ارتفعت فيه نسبة الفقراء في الدول النامية خلال 2020، بسبب الأثار الاقتصادية الناجمة عن جائحة كورونا.
وبحسب "فاو" يهدر 14% من الغذاء ما بين المزارع وسوق الجملة بقيمة 400 مليار دولار، ويهدر 17% ما بين بائع التجزئة والمستهلك بما قيمته 700 مليار دولار، لتصل قيمة الخسائر الغذائية إلى 1.1 تريليون دولار سنويا.
وزاد: "عادة ما نتحدث في البلدان الصناعية عن نفايات الطعام، وعن فقد الغذاء في البلدان النامية.. النقطة المهمة هي أن البلدان النامية قد بدأت أيضا في معالجة هدر الطعام؛ وهنا يمكن أن يكون التعلم بين الشمال والجنوب والتعلم فيما بين بلدان الجنوب أمرا بالغ الأهمية".
ويعتقد المسؤول في فاو، أنه "يتعين علينا العمل على أربعة مسرعات، أولاً البيانات، البيانات في الوقت الفعلي لتحديد النقاط الساخنة، لتحديد أين وما هي التحديات التي نحتاج إلى حلها".
بينما المسرع الثاني، هو الابتكار والتكنولوجيا، لإيجاد الحلول التقنية وحلول الإرشاد؛ والثالث هو الناس بالطبع؛ والرابع الذي يتم إهماله عادة، هو ما يمكن تسميته بالمكملات، وهي المؤسسات والحوكمة ورأس المال البشري اللازم.
أفريقيا تعاني
وبحسب منظمة الأغذية والزراعة، فإن معدل نمو نقص التغذية المزمن في أفريقيا كبير؛ وأفريقيا هي القارة التي لديها أكبر عدد من البلدان التي تعاني من أزمة غذائية.
وقال المسؤول الأممي: "إذا نظرنا إلى 55 دولة، فإن 75% منهم يأتون من أفريقيا جنوب الصحراء؛ ما يعنيه هذا هو أنهم يتأثرون بالدوافع الرئيسية الثلاثة الصراع وتغير المناخ وحالات التباطؤ والركود.
وأدى فيروس كورونا إلى تفاقم كل هذه العوامل الرئيسية الثلاثة. وبسبب ذلك، تتوقع المنظمة أن يزيد معدل نقص التغذية في أفريقيا بشكل أسرع من جنوب آسيا.
وبحلول عام 2030، إذا استمرت الأمور على ما هي عليه، فستكون المنظمة بحاجة إلى تغيير كبير في أفريقيا، وستحتاج إلى القيام بتحول في نظام الغذاء الزراعي الذي نعمل على ترشيده في أسرع وقت ممكن.
وختم "توريرو": "يمكن لأفريقيا أن تلعب دورا حاسما هنا، لأننا بحاجة إلى جعل أفريقيا أكثر مرونة في مواجهة تغير المناخ، على سبيل المثال؛ وهذا يعني أن تكون لديها أنظمة إنذار مبكر أفضل.. لقد واجهنا للتو أزمة الجراد في أفريقيا، في بعض البلدان في الجزء الشرقي - علينا تطوير أدوات لتجنب ذلك في المستقبل".