- البحرينيون يتداولون أكثر من 143 مليون دينار بـ"الكربتو"

- منصتان فقط معترف بهما بحرينياً من أصل 5 آلاف منصة تداول

- ريادة بحرينية.. 3 عملات عربية فقط جميعها انطلقت من البحرين

- نظرية المؤامرة.. هناك من يحاول تدمير الثقة بـ"العملات العربية"

- زايد: توجه نيابي لتقنين عملية التداول للعملات الرقمية


ثامر طيفور:

ضاعت فلوسك يا ثامر، بدلاً من ضاعت فلوسك يا صابر، كلمة سمعها كاتب هذا التقرير كثيراً، وذلك بعد عمليات خسارة كبيرة لحقت بالمتداولين البحرينيين على عملة إنجاز يوم الجمعة على منصة أكس تي الصينية، فما الذي جرى؟

بدأ الاكتتاب على عملة "إنجاز" في الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة، على منصة "أكس تي" على أن يتم بدء الاكتتاب بواقع 10 سنت أمريكي عن كل وحدة من عملة "إنجاز".

حسابات ضخمة استغلت الضخ والزخم الكبير الحاصل على شراء العملة، فقامت خلال الثواني الأولى بضخ مبالغ بأوامر شراء عالية، الأمر الذي أدى إلى أن تبيع المنصة لهم أولاً بحكم أن أوامر الشراء لديهم عالية القيمة.

بعد ذلك وخلال ثوان أيضاً، قامت تلك الحسابات بإعطاء أوامر بيع على ذات قيمة البتكوين وهي 54 ألف دولار تقريباً لكل وحدة من "إنجاز"، وتزامن ذلك مع خلل في منصة "إكس تي" حيث إن الناس تعطي أمراً بشراء العملة مثلاً على 15 سنتاً، إلا أن المنصة لا تأخذ الأمر وتبيعهم بسعر السوق وهو 54 ألف دولار، ما أدى هذه المشكلة.

ولتوضيح على سبيل المثال، لو قام شخص بدفع 1000 دولار وسعر الوحدة 10 سنت، فإنه سيحصل على 10 آلاف وحدة من عملة إنجاز، إلا أنه وبسبب الخلل الفني ومضاربة الحسابات الضخمة حصل على 0.002 فقط من قيمة عملة واحدة بسبب أمر الشراء على 54 ألف دولار، ليتم في نهاية المطاف إيقاف التداول على العملة بشكل مؤقت.

منصات التداول

في عالم التداول بالعملات الرقمية، يوجد أكثر من 4300 منصة حول العالم، إلا أن مصرف البحرين المركزي قام بترخيص منصتين فقط للتداول، وهي منصة راين، التي يتم فيها بيع وشراء 7 عملات رقمية، ومنصة كوين مينا، التي يتم فيها بيع وشراء 9 عملات رقمية، رغم وجود أكثر من 50 ألف عملة رقمية حول العالم.

وفي الصين وحدها يتم إطلاق بالمتوسط عملتين رقميتين يومياً، بالإضافة إلى إطلاق منصة واحدة جديدة أسبوعياً.

وتحتل منصة أكس تي التي أختيرت لإطلاق عملة "إنجاز" عليها المرتبة 66 ضمن تلك المنصات، ويتم تداول أكثر من 926 مليون دولار أمريكي يومياً على أكس تي و 6.7 مليار دولار أمريكي أسبوعياً.

وانطلقت منصة أكس تي من مدينة هونغ كونغ الصينية في أكتوبر 2018، ويوجد لها مكاتب في كل من اليابان، كوريا الجنوبية، سنغافورا، ومملكة إسبانيا.

نظرية المؤامرة

إلى ذلك، انتشرت بين المتداولين العرب "نظرية المؤامرة" على العملات العربية، حيث إن العملات العربية الثلاث حزم وزمزم وإنجاز، شهدت كلها مشاكل وصعود وهبوط حاد خلال الأسبوع الماضي.

وقال المتداول أحمد حسين :" هل هذا طبيعي؟ يتم ضرب أسعار عملات حزم وزمزم وإنجاز في نفس الأسبوع! هناك من يريد لهذه التجارب العربية أن تفشل، هناك من يحاول تشويه سمعت التداول الرقمي في منطقتنا".

وعن المستفيدين من ضرب العملات في المنطقة العربية والشرق الأوسط، قال المتداول علي المناعي لـ"الوطن": "إنه وإن كان هناك من يستهدف العملات العربية، فأنه يسعى لتحقيق أمرين، الأول هو مسح الثقة تماماً من أي عملة رقمية لدى الجمهور في منطقتنا، والثاني هو أن يجذب من لم تمسح ثقتهم إلى التداول على عملاته".

وبين المناعي أن المستفيد من إسقاط ثقة الجمهور بالعملات العربية، هم المنافسون الآخرون من العملات العالمية والغربية تحديداً، حيث إن المنطقة العربية غنية جداً على مستوى العالم ودخول المتداولين العرب يعني ضخ الكثير من الأموال إلى عالم التداول الرقمي.

تحرك نيابي

من جانبه، قال النائب الثاني لرئيس مجلس النواب علي زايد، إن هناك توجها لدى مجلس النواب إلى تقنين عملية التداول للعملات الرقمية، وإنه سيكون هناك قانون رسمي ينظم العملية.

وأكد زايد لـ"الوطن": "إنه وإلى الآن لم يصدر أي قانون ينظم الموضوع لأنه جديد على الساحة البحرينية إجمالاً، وأن مجلس النواب وعبر النائب أحمد السلوم، قدموا سؤالاً إلى وزير المالية والاقتصاد الوطني حول الموضوع".

وجاء في رد الوزير على مجلس النواب انه لا يمكن لأي شخص طبيعي أو اعتباري مزاولة أحد هذه الأنشطة في البحرين دون الحصول على الترخيص اللازم من قبل المصرف واستيفاء جميع المتطلبات المنصوص عليها في قوانين وقواعد الصرف، مضيفا ان فئات الترخيص لمزودي خدمات الأصول المشفرة تنقسم إلى أربع فئات وفقا للأنشطة المرخصة من قبل المصرف لكل فئة، ويمكن للمرخص لهم مزاولة نشاط أو أكثر من أنشطة الأصول المشفرة المنظمة.

وعن التداول الآن في ظل غياب قانون واضح، قال زايد أنه وفي ظل عدم وجود ما يشرع أو يمنع الموضوع بإن المتداول يتحمل المسؤولية كاملة عن أي عملية يقوم بها، فإذا ربح تراه سعيداً وإذا خسر يقول أين القانون!

وذكر زايد ببعض الأزمات التي شهدتها أسواق الأسهم في المنطقة العربية، مثل سوق المناخ في الكويت أيام التسعينيات وأزمة أسواق الأسهم في السعودية في بداية الألفية الحالية، وأن الخسارة والربح شيء متوقع في أسواق الأسهم التي تعتمد على العرض والطلب.

وأكد زايد أن الجهة المسؤولة حكومياً عن تصريح العملات والمنصات الإلكترونية هي مصرف البحرين المركزي، وعليه طالب زايد المتداولين بالتوجه إلى المنصات المعترف بها فقط.

ريادة بحرينية

وكما أن البحريني سبّاق في جميع المجالات عربياً، يبدو أن البحريني أيضاً حقق الريادة في مجال العملات الرقمية، فعملة إنجاز ليست هي العملة العربية الرقمية الوحيدة التي أطلقت من البحرين، حيث تم إطلاق ثلاث عملات رقمية من البحرين، وهي جميع العملات العربية حتى الآن.

وسبق وأن انطلقت من البحرين الأربعاء، ثاني عملة رقمية عربية، وهي عملة زمزم، بعد أشهر من إطلاق أول عملة عربية في عالم الـ"كريبتو" والتي أتخذت أسم حزم.

وبلغ حجم التداول من المتداولين البحرينيين في العملات الرقمية «الأصول المشفرة» عن طريق المنصتين المرخصتين من قبل مصرف البحرين المركزي حوالي 143 مليونا و320 ألف دينار خلال الربع الأول من العام الحالي، بزيادة تقدر بنحو 300% عن حجم التداول في الربع الأول من العام الماضي.

واختارت عملة "زمزم" منصة وايت بيت الغير معترف بها من قبل مصرف البحرين المركزي لتكون منصة لانطلاقها، وهي نفس المنصة التي تتواجد بها عملة حزم، بالإضافة إلى منصة أكس تي غير المعترف بها من قبل مصرف البحرين المركز، التي تتواجد فيها عملتي إنجاز وحزم.