أكد رئيس جمعية البحرين للتدريب خبير التنمية البشرية نواف الجشي ضرورة تقييم التجربة البحرينية في مجال العمل عن بعد بالنسبة للحكومة والقطاع الخاص خلال الفترة السابقة التي واكبت جائحة كورونا، والاستفادة من أفضل التجارب والممارسات التي نتجت عن هذه التجربة، مشيرا إلى أنه "من غير المنطقي التخلي عن جميع فوائد العمل عن بعد التي اكتشفناها خلال الجائحة والعودة لدوام المكاتب وأداء الأعمال تماما كما كان سائدا قبل الجائحة".

وفي حديث له خلال مشاركته بأعمال "الملتقى الخليجي السابع لتنمية الموارد البشرية" قال الجشي إن امتلاك آلية على الصعيد الوطني تنظم مسألة العمل عن بعد في مملكة البحرين من شأنه أن يدعم نجاح النموذج البحريني في التصدي للجائحة، بما فيه آلية مراقبة الموظفين وانتاجيتهم ونظم المعلومات المستخدمة وأمنها وموثوقيتها، داعيا إلى عقد ورشة عمل بين القطاع الحكومي والخاص للخروج بأفضل التصورات والإجراءات التي يمكن إقرارها والعمل وفقها خلال الفترة القادمة.

واعتبر أن تبني التحول الرقمي الكامل للموارد البشرية لدى مختلف المؤسسات في القطاعين العام والخاص والأهلي يحقق مصلحة ورضا الموظف والمؤسسة في آن معا من جهة، ويسهم في تجنب النتائج غير المرغوبة التي ربما تنجم عن تحريك أو زيادة أيام العطلة الأسبوعية.

وأشار الجشي إلى أن النماذج الحديثة لأداء الأعمال باتت تعتمد أكثر فأكثر على نظم المعلومات و"الروبوتِك" والإجراءات الآلية التي تعتمد على تحليل البيانات الكبرى، وتتجه المزيد من الشركات والمنظمات الكبرى حول العالم العاملة في مجالات الطاقة والمالية والصحة والنقل للاعتماد أكثر على الذكاء الصناعي من أجل التنبؤ بكيفية تطوير أدائها.

وأضاف "تحدث هذه التطورات على مدار اليوم طيلة سبعة أيام في الأسبوع، ويسهم في إحداث تبدلات عميقة في طبعية الأعمال التي يؤديها البشر، فمقابل قلة الاعتماد على موظفي الاستقبال والعاملين في مجال السكرتارية مثلا، تزداد الحاجة لوظائف محلل بيانات كبرى وخبير حوسبة سحابية وأخصائي تطبيقات ذكاء صناعي وأمن سبيراني".

يشار إلى أنه جرى عقد "الملتقى الخليجي السابع لتنمية الموارد البشرية" تحت رعاية سعادة السيد جميل بن محمد علي حميدان وزير العمل والتنمية الاجتماعية، بتنظيم من جمعية البحرين لمعاهد التدريب و"أكت سمارت لاستشارات العلاقات العامة" تحت شعار "الإدارة الرقمية للموارد البشرية والتدريب".