سماهر سيف اليزل
قام مصرف البحرين المركزي بإجراء مراجعة شاملة للقواعد المنظمة لعمل صناديق الاستثمار وذلك ضمن خطة المصرف لإجراء مراجعة شاملة لكافة المنظومة التشريعية الخاصة بالقطاع المالي. وتأخذ القواعد المحدثة في عين الاعتبار التغيرات السريعة والمستمرة في قطاع صناديق الاستثمار، بما يساعد على التخفيف من الإجراءات الإدارية وتسهيل الموافقات على إنشاء وتسويق الصناديق الاستثمارية بهدف تشكيل بيئة جيدة لنمو القطاع ضمن إطار تنظيمي مناسب والذي من شأنه تعزيز القدرة التنافسية لمشغلي الصناديق الاستثمارية ومدراء الاستثمار.

وتتركز هذه التعديلات على تقسيم الصناديق الاستثمارية إلى فئتين، الفئة الأولى والخاصة بالصناديق الموجهة إلى فئة صغار المستثمرين والفئة الأخرى هي الصناديق الاستثمارية الموجهة إلى فئة المستثمرين ذوي الملاءة المالية العالية والخبرة، بحيث تحتوي المتطلبات للفئة الأولى على تفاصيل طبيعة الاستثمار في الصناديق وتستوجب موافقة مسبقة من المصرف، أما الفئة الأخرى فهي لا تستوجب إلا إشعار إلى المصرف من قبل الجهة المسوقة للصناديق. وتكون الصناديق الموجهة لفئة صغار المستثمرين قليله المخاطر ويتوفر فيها التنوع المطلوب في أصولها بحيث تتجنب المخاطر العالية. أما الصناديق الموجهة لفئة المستثمرين ذوي الملاءة المالية العالية فتكون ذات استثمارات عالية المخاطر وتهدف إلى تحقيق مكاسب عالية.

وفي إجراء التحديثات للإطار التنظيمي، تم الاستناد على المعايير عالية المستوى في مجالات الحوكمة وسلوكيات العمل والفصل التام لأموال المستثمرين ومعايير الإفصاح وغيرها، وذلك بما يتماشى مع أفضل الممارسات الدولية. وتتمتع البحرين بقطاع مزدهر في مجال عمل صناديق الاستثمار منذ الثمانينات من القرن الماضي. ومن ذلك الحين، شهد قطاع صناديق الاستثمار نمواً متزايداً، حيث بلغ عدد الصناديق الاستثمارية 1664 مع نهاية فبراير 2022، كما بلغ قيمة أصول تلك الصناديق 10،6 مليار دولار أمريكي. وقالت مدير إدارة مراقبة المؤسسات المالية في المصرف إبتسام العريض: «يعتبر قطاع الصناديق الاستثمارية من القطاعات ذات التاريخ الطويل والحافل، حيث يحرص مصرف البحرين المركزي على دعم النمو في هذا القطاع. وتعد القواعد المحدثة أحد العناصر الأساسية ضمن استراتيجية المصرف لتطوير قطاع الخدمات المالية «2022 – 2026»، والتي من شانها خلق بيئة محفزة لنمو قطاع الصناديق الاستثمارية وجذب إهتمام المؤسسات المالية المحلية والإقليمية والعالمية، والمستثمرين الدوليين وتحفيزهم لاستخدام البحرين كمحطة انطلاق لخدمة الأسواق المالية العالمية». وقالت مديرة وحدة السياسات الرقابية في مصرف البحرين المركزي شيرين السيد: «قام المصرف بمراجعة شاملة للتوجيهات الخاصة بصناديق الاستثمار الجماعي في المجلد السابع من مجلد توجيهات المصرف وذلك ضمن مبادراته لتحديث ومراجعة جميع التوجيهات والمتطلبات الرقابية. وقد قام المصرف بدمج وإدراج متطلبات صناديق الاستثمار الجماعي الجديدة في فصل واحد لجعلها أكثر سلاسة وملائمة للسوق. وتستند هذه المتطلبات إلى حد كبير على المبادئ والتي تفسح المجال للقطاع لتمهيد الطريق لبناء نظام تمويل سليم وبالتالي تعزيز نمو قطاع إدارة الأصول».

وقال المدير التنفيذي لإدارة تطوير الاستثمار لقطاع الخدمات المالية والتكنولوجيا والابتكار بمجلس التنمية الاقتصادية مصعب عبدالله: «شكلت ما تحظى به مملكة البحرين من تشريعات متقدمة ميزة تنافسية مهمة ساهمت في تمكين قطاعنا المالي من التوسع وجذب شركات مالية جديدة، إذ تلعب هذه التشريعات الجديدة دوراً حيوياً في جذب المزيد من الاستثمارات إلى المملكة، بما يتماشى مع الاستراتيجيات التي تتضمنها خطة التعافي الاقتصادي». ومن ناحيتها قالت الرئيس التنفيذي لشركة سيكو نجلاء الشيراوي: «سوف تحدث القواعد الجديدة لعمل صناديق الاستثمار تغييرات جذرية بالنسبة للصناديق المحلية والإقليمية والعالمية والتي تبحث عن قطاع مبني على أسس عالمية لتوطين هياكلها المختلفة، والذي يوفر المرونة اللازمة لهيكلة وعمل الصناديق الاستثمارية، بينما يعمل في الوقت ذاته في بيئة رقابية مبنية على أسس متينة وخاضعة لرقابة مصرف البحرين المركزي.

وتتضمن القواعد مزايا عديدة منها تقليل التكاليف التشغيلية لتلك الصناديق عن طريق تقليل الإجراءات اللازمة لتأسيس الصناديق وكذلك الإجراءات التشغيلية خلال مدة عمل الصناديق. ويأخذ مدراء الصناديق الاستثمارية هذه المزايا في الاعتبار وقت اتخاذ القرارات المتعلقة بمحل تأسيس الصناديق. علاوة على ذلك، توفر القواعد المستحدثة قدر كبير من البساطة والمرونة في نواحي عدة منها نوعية الأصول المستثمرة من قبل الصناديق، وتصنيف المستثمرين ومتطلبات مقدمي خدمات الصناديق والهياكل القانونية لتلك الصناديق.

كما قال رئيس فريق الصناديق العالمية في شركة المحاماة تروارز وهاملنز براين هوارد: «أصدر مصرف البحرين المركزي هذه القواعد بعد التشاور مع العاملين في القطاع، وتوفر القواعد المحدثة السرعة والبساطة والمرونة اللازمة مما يجعل المملكة رائدة في مجال صناديق الاستثمار في المنطقة، كونها الخيار المفضل لتأسيس الصناديق الاستثمارية». وتوفر البحرين مجموعة واسعة من أنواع صناديق الاستثمار والمتاحة لمدراء الصناديق، وبالأخص بعد استحداث نظام مبسط يعتمد على إخطار مصرف البحرين المركزي قبل التسويق لصناديق الاستثمار التي تستهدف المستثمرين ذوي الملاءة العالية.