تعد جمعية الرابطة الإسلامية من الجمعيات التي شاركت في جميع الانتخابات النيابية، وكانت تشارك بمرشح صريح في معقلها جدحفص، إلا أنها تدعم عددا من المرشحين المنتمين إلى فكرها في عدد من الدوائر الانتخابية.

وجمعية الرابطة تمثل الاتجاه الذي يتبع نهج المرحوم الشيخ سليمان المدني، وتؤمن بأن المشاركة خيار استراتيجي، سواء كانت هناك فرصة للفوز أو لا، -منطلقة في ذلك من المبادئ العامة التي تنطلق منها الجمعية والقائمة على المشاركة الإيجابية في الشأن العام والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة- لذلك لا تثنيها محدودية فرصها في الفوز عن المشاركة في الانتخابات، ولا تجد حرجا في الدفع بمرشحين أعضاء فيها أو قريبين منها للمشاركة في أي دائرة، حتى وإن كانت فرص فوزه ضعيفة للغاية، حتى وإن حصل مرشحها على عشرات الأصوات أمام منافسيه الذين حصلوا على آلاف الأصوات.

وتمثل الدائرة السادسة بمحافظة العاصمة -الدائرة الأولى بالمحافظة الشمالية قبل تعديل الدوائر في عام 2014- معقل «التيار المدني» الذي نظم نفسه في إطار جمعية تأسست عام 2001 مع بداية تشكيل الجمعيات السياسية في البحرين، تحت مسمى جمعية الرابطة الإسلامية.



وخلال مشاركاتها في الانتخابات، كانت الرابطة تؤكد إيمانها بمبدئها الراسخ نحو المشاركة الإيجابية؛ لبذل الجهد نحو الإصلاح من الداخل وجلب ما يمكن جلبه من المصالح ودفع ما يمكن دفعه من المفاسد.

وطبقا لأحد قياديها، فان رسالة الرابطة هي الالتزام بقضايا الناس في مجتمع البحرين والسعي لتحقيق التنمية الحقيقة المستدامة وتحقيق الرخاء والازدهار والسلم بالمشاركة الإيجابية الفاعلة عبر القنوات الشرعية في الشأن العام، وتدفع في اتجاه التغيير إلى الأفضل دائما بالطرق السلمية والحضارية، وترفض الوسائل العنيفة كما ترفض الوسائل غير الشريفة، ولا نؤمن بمقولة "الغاية تبرر الوسيلة" بل نؤمن بــ"إذا شرفت الغاية شرفت الوسيلة".

وتهدف الجمعية إلى ترسيخ مبدأ المشاركة الفاعلة في صناعة القرار السياسي وهي – أي المشاركة - خيار إستراتيجي قديم في فكر هذا التيار، والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للبحرين، ودعم الإصلاح، وتمكين الشرفاء والمخلصين في الصف الإسلامي الوطني لخدمة الوطن وأبنائه، وتنمية الوعي الوطني بالحقوق والواجبات، والعمل على إشاعة قيم الحق والفضيلة والأخلاق الإسلامية في المجتمع، وإشاعة السلم الأهلي وترسيخ أركانه ودعمه، والاهتمام بقضايا المرأة، والشباب، والطفولة، والمساهمة في وضع السياسات الكفيلة بتنمية ورعاية كل منهم، والإسهام في توفير الحياة الكريمة لكل المواطنين، ودعم المكتسبات والحفاظ عليها والعمل على المزيد منها.



وكان أقوى حضور لجمعية الرابطة في برلمان 2002، اذ استطاعت أن توصل عدد من مرشحيها للمجلس والتحالف مع اخرين قريبين منها في التوجه وتشكيل الكتلة الإسلامية برئاسة علي السماهيجي وعضوية أحمد حسين وعباس حسن وعبدالله العالي وعيسى بن رجب ومحمد حسين الخياط ومحمد آل الشيخ الا أن الرابطة في انتخابات 2006، لم تستطع إيصال أي من مرشحيها سواء رئيس الجمعية شفيق خلف همرشحها الرسمي، أو الأخرين القريبين منها الذين دعمتهم للانتخابات كأحمد حسين ومحمد آل الشيخ، وتكرر الامر ذاته في انتخابات 2010، اذ أنها لم تستطع إيصال مرشحها الرسمي النائب السابق محمد حسين الخياط وغيره ممن دعمتهم.

وفي الانتخابات التكميلية 2011، استطاعت الرابطة إيصال نائب رئيسها علي العطيش كمرشح عن معقلها "أولى الشمالية"، ودعمت اخرين في عدد من الدوائر الا انه لم يحالفها الحظ.

أما في انتخابات 2014، فقد دخل المجلس النيابي عضوان من أعضاء جمعية الرابطة، وهم نائب رئيسها علي العطيش في سادسة العاصمة والعضو المؤسس محمد ميلاد عن تاسعة العاصمة، إلا أنه لوحظ تباين المواقف بينهما في كثير من الملفات داخل المجلس النيابي.



ورغم أن الرابطة لم تعلن أسماء مرشحيها المحتملين لغاية الآن، إلا أن قياديها يؤكدون توجهها للدفع بالعديد من أعضائها أو القريبين منها في عدد من الدوائر، باعتبار أن المشاركة "خيار استراتيجي"، من المرجح أن يزداد حضور جمعية الرابطة الإسلامية في المجلس القادم أو على الأقل تحافظ عليه، وسط توقعات بدفعها.