يحتاج المترشح للانتخابات النيابية أو البلدية لبرنامج انتخابي يكون بمثابة رؤيته المفصلة عن كيفية تنمية وتطوير مجتمعه على كافة المستويات، وليس المقصود بهذا البرنامج أن يكون قصيدة أدبية أو فلسفة سياسية معقدة، وإنما هو مجموعة الأفكار التي يريد المرشح إبرازها أمام الناخبين ويعبر فيها عن رأيه في الأوضاع القائمة ومقترحاته للتطوير المستقبلي، أو ما يسمى بالوعود الانتخابية.
ويعتبر البرنامج الانتخابي نظرةً استراتيجيةً أو خطاً سياسياً للمرشح تجاه القضايا العامة. والغرض الرئيس منه طرح الأفكار واستخدام قدرة البرنامج التأثيرية لدى ناخبيه. وحتى يتحقق ذلك يتطلب التركيز على معنى التواصل الفكري مع الآخرين، لذلك يجب على المرشح والفريق الانتخابي التابع له أن يبدؤوا في خطوات متدرجة، أولها تنظيم الأفكار بحسب مدى إلحاح المشكلات والقضايا في الدائرة ومدى تعبير هذه الأفكار عما يريده الناخبون بالنسبة لهذه القضايا، وثانيها تنقية الأفكار وضبط البرنامج، وثالثها استطلاع آراء الناخبين، ورابعها طرح البرنامج.
فالخطوة الأولى وهي دراسة قضايا وهموم الدائرة الانتخابية والتي تعتبر المستودع الذي يجب أن يأخذ المرشح أفكاره منها، وذلك لا يعني تجاهل القضايا الوطنية التي ترتبط بشكل أو بآخر باهتمامات الدائرة. والخطوة الثانية هي تنقية الأفكار، حيث إنه من المفترض مع انتهاء الخطوة الأولى أن يكون المرشح قد وصل لعدد من الأفكار التي تمس مشاكل الدائرة الأكثر إلحاحاً، ثم يرتب المرشح هذه الأفكار كتابةً "أي يسطرها في ورقة" ويبدأ بعد ذلك في تنفيذها أثناء الحملة الانتخابية. والمقصود بالتنقية هو تصفية الأفكار، وبعد ذلك تأتي الخطوة الثالثة، وهي أكثر الخطوات أهمية لأنها تهدف إلى التواصل الفكري مع الآخرين، وهي مرحلة استطلاع رؤى الناخبين لحل هذه القضايا. فنظراً لأن الناخبين أكثر من يعاني من هذه المشكلات الملحة، فقد تكون لديهم أفكار وخيارات لحل هذه المشكلات.
وأخيراً تأتي الخطوة الرابعة على طرح هذه الأفكار بأسلوب مؤثر وإيقاع تأثيري كبير على الناخبين، كما أنه من المهم جداً اختيار توقيت طرح البرنامج لتحقيق أوسع ترويج وأكبر تأثير ممكن في جموع الناخبين. فبعد الخطوة الثالثة التي حققت فيها المرشحة التواصل الفكري مع الآخرين من خلال صياغة البرنامج الانتخابي بما يتماشى مع رؤى الناخبين للقضايا الملحة، تأتي مرحلة طرح البرنامج في الحملة الانتخابية وضرورة أن يكون هذا الطرح بإيقاع تأثيري كبير.
عزيزي المرشح.. إن التزامك في تنفيذ هذه الخطوات قبل إعدادك البرنامج الانتخابي سوف يساعدك على الفوز في الانتخابات وذلك لاعتمادك على مشاركة الناخبين في إعداد هذا البرنامج، ويبقى الدور الأساسي عليك وهو كيف تستطيع أن تقنع الناخب وأن تحدثه بشكل صادق وليس مجرد وعود براقة وخطب حماسية لغرض الدعاية الانتخابية أو حتى الخداع.
محمد عبدالله الجهمي
باحث قانوني
{{ article.visit_count }}
ويعتبر البرنامج الانتخابي نظرةً استراتيجيةً أو خطاً سياسياً للمرشح تجاه القضايا العامة. والغرض الرئيس منه طرح الأفكار واستخدام قدرة البرنامج التأثيرية لدى ناخبيه. وحتى يتحقق ذلك يتطلب التركيز على معنى التواصل الفكري مع الآخرين، لذلك يجب على المرشح والفريق الانتخابي التابع له أن يبدؤوا في خطوات متدرجة، أولها تنظيم الأفكار بحسب مدى إلحاح المشكلات والقضايا في الدائرة ومدى تعبير هذه الأفكار عما يريده الناخبون بالنسبة لهذه القضايا، وثانيها تنقية الأفكار وضبط البرنامج، وثالثها استطلاع آراء الناخبين، ورابعها طرح البرنامج.
فالخطوة الأولى وهي دراسة قضايا وهموم الدائرة الانتخابية والتي تعتبر المستودع الذي يجب أن يأخذ المرشح أفكاره منها، وذلك لا يعني تجاهل القضايا الوطنية التي ترتبط بشكل أو بآخر باهتمامات الدائرة. والخطوة الثانية هي تنقية الأفكار، حيث إنه من المفترض مع انتهاء الخطوة الأولى أن يكون المرشح قد وصل لعدد من الأفكار التي تمس مشاكل الدائرة الأكثر إلحاحاً، ثم يرتب المرشح هذه الأفكار كتابةً "أي يسطرها في ورقة" ويبدأ بعد ذلك في تنفيذها أثناء الحملة الانتخابية. والمقصود بالتنقية هو تصفية الأفكار، وبعد ذلك تأتي الخطوة الثالثة، وهي أكثر الخطوات أهمية لأنها تهدف إلى التواصل الفكري مع الآخرين، وهي مرحلة استطلاع رؤى الناخبين لحل هذه القضايا. فنظراً لأن الناخبين أكثر من يعاني من هذه المشكلات الملحة، فقد تكون لديهم أفكار وخيارات لحل هذه المشكلات.
وأخيراً تأتي الخطوة الرابعة على طرح هذه الأفكار بأسلوب مؤثر وإيقاع تأثيري كبير على الناخبين، كما أنه من المهم جداً اختيار توقيت طرح البرنامج لتحقيق أوسع ترويج وأكبر تأثير ممكن في جموع الناخبين. فبعد الخطوة الثالثة التي حققت فيها المرشحة التواصل الفكري مع الآخرين من خلال صياغة البرنامج الانتخابي بما يتماشى مع رؤى الناخبين للقضايا الملحة، تأتي مرحلة طرح البرنامج في الحملة الانتخابية وضرورة أن يكون هذا الطرح بإيقاع تأثيري كبير.
عزيزي المرشح.. إن التزامك في تنفيذ هذه الخطوات قبل إعدادك البرنامج الانتخابي سوف يساعدك على الفوز في الانتخابات وذلك لاعتمادك على مشاركة الناخبين في إعداد هذا البرنامج، ويبقى الدور الأساسي عليك وهو كيف تستطيع أن تقنع الناخب وأن تحدثه بشكل صادق وليس مجرد وعود براقة وخطب حماسية لغرض الدعاية الانتخابية أو حتى الخداع.
محمد عبدالله الجهمي
باحث قانوني