ـ المقابي: فشل برلمان 2014 جاء من الجمعيات السياسية المقصرة في أداء واجبها الوطني
مروة غلام
نظم مجلس النفيعي بالمحرق الجمعة حلقة حوارية بعنوان "مجلس 2006 سيتكرر قريباً" مع المتحدثين الشيخ صلاح الجودر، د. عبدالله المقابي، وتناولت الحلقة ثلاثة محاور أساسية وهي "تقييم أداء المجلس الحالي وإعادة الثقة للناخب والجمعيات أم المستقلين".
حيث قال المقابي: "في البرلمان الأول الذي جرى في 2002 انتهى بصدمة، لكن من أنصدم هم المقاطعون الذين طالبوا بوقف البرلمان والوقوف في وجه مشروع جلالة الملك الإصلاحي، حيث عرفوا أن الوضع سيء وكان من الأفضل أن يشاركوا في الانتخابات.
وأضاف "نحن اليوم في طور الحديث عن عودة مجلس 2006، حيث امتاز ذاك المجلس الذي شاركت فيه جميع الأطياف والجمعيات السياسية ومجموعة منوعة من الناس والذين بدأوا بالحشد للبرلمان، ويمكن اعتبار تجربة 2002 مماثلة لتجربة 2014، حيث أن النواب الذين وجدوا هناك يمكن تسميتهم بنواب "الصدفة" لو لم لتكن الصدفة حليفة لهم لما وجدوا في المجلس"
وأردف "يمكن إعتبار برلمان 2014 من أسوأ الفصول التشريعية التي مرّت على البحرين، ولكن السوء لم يكن بالبرلمان نفسه بل ببعض النواب الذين وجدوا هناك، ويمكن اعتبار البرلمان في البحرين ناجح، حيث استمر رغم الظروف الاستثنائية التي مرّت بها المملكة في فترات سابقة، مع العلم أننا نؤيد وجود معارضة تعارض ما يمس حقوق الشعب وأكل الشعب، وليست معارضة تعارض النظام والحكومة بسبب أو بدون سبب وتعارض كل شيء".
وقال الشيخ صلاح الجودر "في مجلس 2002 وقعنا في الطيش السياسي أو المراهقة السياسية، حيث أن نفس القوى التي طالبت ببرلمان في بداية ذاك العام وجدناها رفعت شعار إسقاط البرلمان أو وقفه".
وأضاف "بعض شعوب العالم قد تتمنى أن يكون برلمان البحرين حاصلاً عندها كونه فرصه للتعبير عن الرأي والحرية في تحديد القرار، وفي 2010 حدث انسحاب برلمانيين من المجلس والذين بلغ عددهم حوالي 16 نائب، وذلك بهدف عرقلة مجلس النواب والمشروع الإصلاحي لجلالة الملك، لكن هذا الأمر لم ينجح فهذا يثبت نجاح البرلمان في البحرين رغم الصعوبات التي واجهها ففي مثل 2002 تحفظت الناس على البرلمان بسبب التخوف من هذه التجربة كونها الأولى في البحرين".
ويواصل الجودر "على الجمعيات السياسية أن تقوم بواجبها الوطني، واليوم لاوجود لها وتعيش الهدوء ولكننا نحتاج إلى أن نجعل المرشح كفأً وعلينا أن نرشد الناس إلى انتخاب المرشح الصحيح وكيف أن نرفع سقف المشاركة كي نحصل على المرشح الناجح،
وتابع "يحتاج المرشح المثالي إلى أن يعلم أن المواطن حاصل على كل شيء، حيث أن الحكومة لم تقصر بل وفرت كل سبل الراحة والحاجة إلى المواطن قبل وجود مجلس النواب، وبعده ما زالت تتمثل في توفير كل ما يحتاجه المواطن ولكنه يحتاج إلى نائب يسمعه ويحصل على إجابات منه وبشكل عام يحتاج المواطن إلى نائب ينقل مشاكله إلى الجهة التنفيذية"
وقال المقابي "الناخب اليوم صار يبحث عن مواد دستورية تضمن حقه والمشكلة لا تكمن بالتشريعات ولكن هناك من التشريعات التي وُجد بها تقصير من ناحية أنها لا تواكب الوقت الحالي ولكن المواطن يحتاج إلى يكون على علم بأمرين وأولهما أن النائب يتوجب عليه أن يخدم الشعب وأن يسخر طاقته لخدمتهم وتلبية حاجاتهم بالإضافة إلى ترجمه مشاركته مع الشعب في المجلس عن طريق بث التشريعات التي يحتاجها المواطن والتي ستساهم في تطوير معيشته وتسهيل أموره الحياتية.
وأضاف سيؤدي هذا إلى إيضاح فكرة أن المواطن البحريني قادر على ايصال صوته بشكل واضح وإلى قبه البرلمان وإلى الحكومة ومن ثم إلى القيادة وثاني أمر عليه أن يكون واعي لفكرة أن النائب وُجد لخدمه الشعب ولمساعدته في حل مشاكله وإيصالها إلى الجهات التنفيذية والتشريعية"
وتابع " أن التجربة البرلمانية التي جرت في 2014 كانت على وشك أن تنجح ولكن هناك من حاول افشال هذه التجربة ولكن الفشل جاء من جمعيات السياسة التي لم تأخذ دورها الحقيقي الذي يجب أن تكون فيه كونها نموذج مصغر للحكومة وتبدي الرأي وتطلع الشعب عليه"
وقال الجودر "يمكن القول أن الجمعيات السياسية لم تكن مستعدة ولم ترتب أمورها وترسي أجندة صحيحة وجرى طموحها في دفع المبالغ المالية وقيام حملات إعلانية للمترشحين التابعين لها بهدف إيصالهم للبرلمان لكن ما أن يبلغ الناخب البرلمان يتوقف دور الجمعية لعدم استعدادها لفكرة أثناء البرلمان وما بعده وهذا السبب الذي أدى لتراجع دورها في المجتمع".