تحذيرات من خطورة نشر الشائعات على مواقع التواصل
ـ صاحب الفتنة والشائعة "إبليس بشري"
ـ المطوع: لا تخلو انتخابات من سلاح "الإشاعة"
ـ الدوسري: التريث في سماع الشائعة وعدم تصديقها
ـ تغليظ العقوبة لناشر الإشاعة
فاطمة يتيم
شددت الإعلامية منى المطوع، على ضرورة توخي الحذر في الفترة المقبلة من انتشار الشائعات في مواقع التواصل، خاصة أن العديد منها لا تستهدف المرشح نفسه فقط بل تتجاوز ذلك إلى استهداف أفراد أسرته حتى في مواقع عملهم، مؤكدة أن الشائعات تزداد مع زيادة قرب الانتخابات بسبب زيادة الحرب النفسية بين المرشحين، وكذلك الفرق الانتخابية التابعة للمرشحين.
وأوضحت خلال محاضرة نظمتها اللجنة النسائية بمجلس جاسم بوطبنية بمحافظة المحرق، بعنوان "الشائعات الانتخابية في مواقع التواصل الاجتماعي"، أن أصحاب الفتن وتلفيق الإشاعات قد لا يجدون ما يشيعونه عن المرشح ولكنهم يلفقون شائعة حول فريقه الانتخابي ومدير حملته الانتخابية، أو الادعاء بأنه يتبع جمعية سياسية معينة وهو في الأصل ترشح مستقلاً ولا يتبع أي جمعية سياسية، أو العكس قد يكون يتبع طائفة أو جمعية معينة ولكن من مصلحة المفتري الشخصية أن يشيع بأن المترشح مستقل أو من طائفة أخرى لكي يخسر الناخبين المؤيدين له.
وأضافت، "أن قضية الشائعات دائماً ما تشغل الساحة المحلية ليس فقط في موسم الانتخابات إنما نلاحظ انتشارها طوال السنة بين أفراد المجتمع" وقالت: "نحن في زمن الهواتف المحمولة والممتلئة ببرامج ومواقع التواصل الاجتماعي، والتي تكثر فيها الشائعات باعتبارها من الوسائل التي ما زالت غير رسمية، ومن الممكن لأي شخص أن يفتري ويخلق شائعة وينشرها عبر هاتفه، لذلك نلاحظ انتشار الشائعات بشكل أكبر من انتشار الأخبار الصحيحة".
وأكدت المطوع، على كثرة مرور الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في الانتخابات السابقة، سواءً من أشخاص تابعين لحملات انتخابية أو غير تابعين لها، والشائعة يمكن أن تكون صورة أو مقطع فيديو أو حديث مفبرك.
وقالت: "من الناحية العلمية تعتبر الشائعة تاريخياً الوسيلة الوحيدة الإعلامية الأقدم في العالم كله، تستخدم في الحروب النفسية وبين الدول، ورأينا سقوط كبار زعماء الدول بسبب الشائعات، كما أدت الشائعات قديماً إلى حدوث العديد من الجرائم تصل إلى القتل".
وأردفت المطوع، أن علماء الاجتماع وعلماء الإعلام أكدوا أن الشائعات من الحروب الإعلامية القوية التي تستخدم على مستوى دولي.
وتناولت في حديثها الكثير من القصص والأمثلة التي توضح مدى انتشار الشائعات في الانتخابات، وقالت: "نحن البشر ننجر وراء الشائعات أكثر من الأخبار الواقعية الصحيحة، حتى لو كنا نعلم أن الشخص المترشح الذي تم تلفيق الشائعة عليه هو شخص جيد وذو أخلاق ويعتبر من أفضل المرشحين في المنطقة، ولكن كثرة تكرار الإشاعة وانتشارها عبر جميع مواقع التواصل وبكثرة، يؤدي إلى تأثرنا بها وتصديقها".
وأضافت، يجب أن يعي المواطن أن صاحب الفتنة والشائعة يعتبر "إبليس بشري" يجعل الناخبين بدلاً من أن يدعموا مرشحاً ما، يبتعدون عنه، على الرغم من اقتناعهم به وإيمانهم بكفاءته قبل انتشار الشائعة، وخاصة أن الفطرة الإنسانية مجبولة على التصديق لأن الشائعات تحمل غالباً مؤشرات إيجابية تدعو لتصديقها وإحداث الصدمة لمجرد سماع الإشاعة ويحتاج الشخص إلى وقت ليتبين الأبيض من الأسود، أما ناشر الشائعات فلا يهتم بأمر المجتمع وأمنه، والوعي مطلوب للمواطنين للتفرقة بين الشائعات والحقيقة حتى لا تكون عبئاً على فطرتهم السليمة وتهديداً لاستقرارهم وكي لا تسلبهم حرية الاختيار.
وتحدثت المطوع عن مفهوم الشائعة لغوياً، حيث قالت: "الشائعة من أشاع، أي يشيع الإنسان أمام الناس وتنتقل تلك الشائعة بين أفراد المجتمع ككل، بينما لو كان انتشار الخبر يقتصر فقط على شخصين أو ثلاثة أو جماعة مصغرة فإن الخبر هنا لا يعتبر شائعة" مؤكدة، أن الشائعة تعتبر كذبة في جميع الأحوال.
وأكدت على ضرورة التمييز بين الخبر والشائعة في الأمور المتعلقة بالانتخابات، فالشائعة دائما ما تستهل بإحدى هذه الكلمات "قال لي فلان"، "يقولون"، "نقلاً عن"، من دون ذكر مصدر رسمي، وغالباً ما تكون متناقضة وغير واقعية وبها خلل ولكنه يحتاج إلى توضيح، مشيرة إلى أن الشائعة دائماً ما تثير اهتمام الناس، وفي الانتخابات من أهم الشائعات التي يهتم بها الناس هي الشائعات المؤذية التي تمس الشخص المترشح نفسه، والتي تتضمن القذف في الشرف أو أسرار وفضائح أو التي تمس أسرة المترشح.
وأردفت المطوع، لا تخلو أي انتخابات من استخدام سلاح "الإشاعة" لإسقاط مرشح منافس، أو التأثير على حجم الأصوات التي ستصل إليه عبر صناديق الاقتراع، على الرغم من أن القانون ينص على تجريم القذف في أي من المترشحين، والنص على إيقاع عقوبة يمكن أن تصل إلى السجن لمدة ثلاث سنوات، إذا ما احتكم للقضاء.
من جهتها أضافت المرشحة المحتملة لنيابي سابعة المحرق صباح الدوسري، أن الجانب الشرعي له تدخلاته الصريحة والواضحة في كل ما يتعرض له المسلم من عرض أو دم، إلا أن بعض من يدعون التدين والالتزام هم أول من يمارس هذه الألاعيب، وقالت: "ترويج الإشاعات من شأنها تغيير الحقائق لدى الناس وتعطي انطباعات غير صحيحة ويترتب عليها تغيير قناعات الناس وتوجههم نحو توجهات أخرى، وهذا يشكل ضرراً في المصلحة الخاصة والعامة".
ولفتت الدوسري، إلى أن أغلب الناس تستاء من انتشار الشائعات وإن كانت صحيحة، إلا أن الشائعات السيئة تغلب على الجيدة في مجتمعنا، مؤكدة أنه في خلال فترة الانتخابات تزداد الشائعات، رغبةً في إسقاط بعض المرشحين، ولاشك أن مواقع التواصل الاجتماعي ساهمت كثيراً في انتشار الشائعات المفبركة التي تؤثر على نفسيات المجتمع بشكل محبط، مطالبة بالتريث في سماع أي شائعة وعدم تصديقها، خوفاً على مشاعر الناس ومشاعر المرشحين.
ومن هذا المنطلق، قالت المطوع: "لا يجوز ترويج الإشاعات في فترة الانتخابات خاصة تلك الإشاعات التي تتضمن أكاذيب وزور وبهتان أو قذف وتشهير بالآخرين بل وتعد من كبائر المحرمات ويحرم المشاركة بها والترويج لها سواءً في الانتخابات أو في غيرها من الفترات" واعتبرت أن مثل تلك الشائعات تعبر أكذوبة يتحمل إثمها من يروج لها ويعد من الكاذبين.
وأشارت إلى عدة طرق لتحصين أنفسنا وللقضاء على الشائعات ومنها: القراءة والاطلاع، وعدم الانجرار وراء الرسالة المرسلة بدون مصدر معروف وثقة وعدم تصديقها وعدم نشرها، تجاهل الأشخاص المروجين والمغتابين للناس، عدم تناقلها بين الناس ومسحها ورفض النقاش فيها، ملاحقة المروج للشائعات قانونياً وتغليظ العقوبة بالتشهير ضده لإحراجه بعدما استسهل التلاعب بعقول الناس، تكثيف البرامج الاجتماعية لشغل وقت فراغ الشباب فيما ينفعهم وتعزيز انتمائهم للمجتمع واكتشاف المواهب وتشجيعها.