أماني الأنصاري

الزج بمترشحين وهميين في السباق الانتخابي بهدف تشتيت الأصوات ظاهرة قال سياسيون إن البعض يستخدمها وسيلة للفوز. فيما عرض نائب تجربته السابقة معتبراً أنه تعرض لـ"مؤامرة" بهذا الأسلوب. وقال مترشحون محتملون إن جمعيات سياسية تزج بأشخاص في الانتخابات ليكونوا لاعبين احتياطيين في الصف الثاني لاستهداف مترشحين آخرين.

في حين قال سياسي إن هناك بعض الاستراتيجيات المباحة لتحقيق المصلحة الانتخابية لا تشكل خطراً طالما هناك التزام بالقوانين، وهذه الأساليب موجودة في جميع دول العالم، مؤكداً أن الناخب البحريني أصبح أكثر وعياً ولا خوف من تشتيت الناس أو التأثير على موقفهم الانتخابي.

وقال النائب السابق يوسف زينل "تعرضنا في انتخابات 2014 في تاسعة الشمالية لظاهرة المترشحين الوهميين، وهؤلاء يكونون عادة بمثابة مؤامرة على المترشح الأقوى بغية الإطاحة به. واحد من المترشحين الوهميين خاض التجربة الانتخابية بمجرد تسجيل الاسم، دون دعاية انتخابية أو فريق عمل أو مجلس. ويوم الانتخابات كان خارج البحرين، لم نر أي شكل من أشكال الانتخابات لديه. وألحق هذا المترشح مع مترشح آخر الضرر بي. حتى الآن أجهل أسباب ترشحهما، فما هو وجه الاستفادة؟ لم أر سوى أنه خسر مبلغ التسجيل، وصورتين. بماذا نصف هذه الحالة؟ وما أهدافها؟ سحب الأصوات؟ هناك علامات استفهام كبيرة".

وأضاف "يجب إبعاد هؤلاء الأشخاص عن المشهد الانتخابي لأنهم يسيؤون للعملية الانتخابية الديمقراطية ويشوشون الحراك الانتخابي، ولكي يستطيع الناخبون تمييزهم فهؤلاء الأشخاص ليست لديهم حملات انتخابية أو دعاية، وغير متابعين للعملية الانتخابية، ولا تواجد فعلياً لهم على الساحة، ولا تواصل مع الجمهور وغير معروفين عند الناس، لا خلفيه لهم باهتمامات اجتماعية أو ثقافيه أو غيرها".

وعن الانتخابات المرتقبة، قال زينل "ظاهرة المترشح الوهمي مازالت منتشرة، فعلى الناخب أن يتوخى الحذر. من المؤكد أن الترشح حق يكفله الدستور لأي شخص يحق له الترشح، لكن عندما يكون فاقداً لكثير من مقومات المترشح ، فعلام يراهن بالفوز؟".



إفساد للانتخابات

فيما قال المترشح المحتمل أنور المحمد إن "المترشح لا يجوز أن يكون وهمياً، فهذا فساد وإفساد للعملية الإنتخابية. بعض المترشحين هم من يصنعون المترشح الوهمي، وفي النهاية يتفاهمون بأي شكل ويظهر الأمر على شكل انسحاب، لكن الناخب أصبح أكثر وعياً ويتسطيع التمييز بين المترشح الجدير والمترشح المدفوع من آخرين".

في حين لفت المترشح المحتمل علي الفضلي إلى أنها "ليست ظاهرة كبيرة الانتشار لكني لا أستطيع نفي وجودها. من الممكن أن نجدها بطريقه مختلفة فقد يمثل بعض المترشحين الخط الثاني لبعض الجمعيات وهم يظهرون بصورة مستقلين، ورغم أن ذلك يعتبر أخلاقياً غير سليم فإنه أحد الأساليب السياسية المتبعة التي لا تؤثر في العملية الانتخابية".



استراتيجيات مباحة

وقال الباحث السياسي والأكاديمي تامر هاشم "في المعركة الانتخابية هناك بعض الاستراتيجيات المباحة لتحقيق المصلحة الانتخابية، وهذا لا يشكل خطراً طالما هناك التزام بالقوانين. هذه الأساليب موجودة في جميع دول العالم، لكن الناخب أصبح أكثر وعياً بكل هذه الممارسات وبالتالي لا خوف من تشتيت الناس أو التأثير على موقفهم الانتخابي".

وأوضح هاشم "في بعض الاحيان يزج بمترشحين وهميين لفترة محددة بهدف التأثير على حملة أحد المترشحين الأقوياء ثم ينسحب بعد أن يحقق هدفه في تشتيت الأصوات. وهي ظاهرة موجودة في الممارسات الانتخابية المنتشرة في العالم. وفي الوقت الحالي لاحظناها في الانتخابات الرئاسية بالبرازيل، كما في العديد من الانتخابات البرلمانية الأوروبية. وهي من الأساليب المشروعة التي ترتكز على القيم السياسية ولا علاقه لها بالقضايا الأخلاقية، كوننا في معترك انتخابي والمعركة يكون الهدف منها الفوز باستخدام كل السبل التي لا تتعارض مع القوانين. ويجب على المواطن أن يفصل بين القيم الأخلاقية والممارسات السياسية".