أماني الأنصاري

تنتشر المناظرات الانتخابية في كثير من الدول المتقدمة مقياساً لإلمام المترشح بقضايا المجتمع وقدرته على اقتراح الحلول، إذ تضع المترشحين وجهاً لوجه أمام الجمهور لإقناعه بأفكارهم.

فيما تفاوتت آراء النواب والمترشحين في البحرين حول أهمية المناظرات في السباق الانتخابي المنتظر.

وقال النائب أحمد قراطة إن المناظرات أمر مهم في السباق الانتخابي، لكن للأسف الشديد ليس معمولاً بها في البحرين، داعياً إلى تنظيم مناظرات بين المترشحين لقياس قوة الفرد المترشح وكفاءته. اللجنة التشريعية مثلاً ينبغي أن يكون فيها محامون خبيرون في مجال التشريع، وهكذا الخدمية والمالية، الدفاع و الأمن..إلخ".

وأضاف "هذا يعطي نقلة نوعية للبحرين ليكون لديها مجلس قوي ونواب يجيدون استخدام أدواتهم، كما يحقق نوعاً من المراقبة الشعبية على النواب، فعندما تنعقد المناظرة يحضرها عدد من أهالي المنطقة، ليعرفوا مدى كفاءة المترشح وهل لديه أفكار وحلول أم مجرد شعارات".

ودعا قراطة الناخب إلى المبادرة. وقال "إذا لم تحاسب المترشح من البداية فلن يجدي أن تعلق على عدم إنجازه بعد 4 سنوات. اذهب له واطلب منه توصيل مقترحاتك وأفكارك إلى قبة البرلمان. فعلى قدر الحراك الشعبي يتفاعل النائب".

فيما قال النائب علي المقلة "النائب عندما يدخل البرلمان يجب أن تكون لدية أبجديات، ومنها أن يكون متحدثاً. وتقاس مدى طلاقتة في الحديث من خلال المناظرات لكن حقيقة أرى أن المناظرات ليست مقياساً لقوة الفرد ومواقفه، بل أحياناً تكون مزيفة، فيستخدم سلاح اللباقة في قلب الحقائق، فقد يكون الرجل متحدثاً لكنه كلام دون فعل فيما لا يتقن آخر الحديث لكنه مجتهد".

وذهب الباحث السياسي تامر هاشم إلى أن المناظرات كانت مهمة في العالم سابقاً في فرنسا والولايات المتحدة وأغلب دول أوروبا، لكن مع الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المنتشرة في العالم الغربي لم تعد مقنعة للناخبين. فالواقع جاء مخالفاً لكل استطلاعات الرأي التي أجريت في الفترة الأخيرة قبل الانتخابات. والمناظرات في العالم العربي تجربة غير معهودة ولم تعتد عليها الشعوب العربية، وفي كل النظم الجمهورية العربية لم يتم استخدام هذا النموذج، وبالتالي فهي ليست ذات قيمة".

في حين اختلف معه الباحث السياسي خالد المحاسنة مؤكداً أن المناظرات بين المترشحين أمر ضروري إذ يستطيع الناخبون عبرها إجراء عملية مقارنة، تبين برامج المترشحين والحلول التي يطرحونها لمشكلات المجتمع ومدى تقديمهم أفكاراً حقيقية أو مجرد بروبغندا رنانة.



المناظرة تفتح الباب أمام المواطن للتمييز والاختيار، وهي أسلوب عصري لبناء الوعي. والمناظرات تقتضي وعي المواطن، في البداية ربما تكون هناك صعوبات لكن العملية السياسية فعل ورد فعل، والوعي سيتطور تدريجياً وسيصبح الناخب قادراً على عقد مقارنة منطقية وحقيقية".

ورأى الناخب حسن علي أن المناظرة تكشف الوجه الآخر الذي يخفيه كل مترشح، معتبراً المناظرات مقياس يحكم بمقتضاه الناخب على أفكار المترشحين ورؤاهم، كما أنها نهج متبع في الدول المتقدمة.

فيما قال الناخب أحمد محمد إن "المناظرة لا تكشف الوجوه بل بالعكس تخفي الكثير. فقط المناظرات المحنكة هي التي تكشف وإلا تحولت لدعاية انتخابية ومسرح للشعارات الرنانة".