حوراء يونس

تنتشر بعض الشائعات مع ارتفاع حرارة الانتخابات لتحقيق غايات عدة أحدها الإساءة لمترشحين لحساب مترشحين آخرين أو محاولة الوصول لأهداف سياسية. وتسهل وسائل التواصل الاجتماعي انتشار الشائعة وتحقيقها الغاية المرادة منها بسرعة هائلة.

وينص البند السابع من المادة 30 من قانون مباشرة الحقوق السياسية حول جرائم الاستفتاء والانتخاب على عقوبة بالحبس مدة لا تزيد على سنتين وغرامة لا تجاوز ألفي دينار أو بإحدى العقوبتين لكل من نشر أو أذاع أقوالاً كاذبة عن موضوع الاستفتاء أو الانتخاب أو عن سلوك أحد المرشحين أو عن أخلاقه بقصد التأثير في نتيجة الاستفتاء أو الانتخاب، مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد ينص عليها قانون العقوبات أو أي قانون آخر.

وقالت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى المحامية جميلة سلمان إن نشر الشائعات وإذاعتها سواء كانت تتعلق بالعملية الانتخابية أو بسلوك أحد المترشحين أو أخلاقه تعد من أخطر جرائم الانتخابات، ونتيجة لخطورتها على العملية الديمقراطية تم تجريمها وفقاً لكافة التشريعات في دول العالم، لأنها تؤثر بشكل مباشر على العملية الانتخابية وتعتبر اعتداء عليها علاوة على ما تخلفه من أضرار مباشرة على المرشح وعائلته نتيجة المساس بسمعته واعتباره كما تؤثر على إرادة الناخبين وتوجهاتهم.

وأضافت أن "ممارسة الحقوق السياسية تتطلب التزاماً بضوابط قانونية وضعها القانون وحدد العقوبات المترتبة جراء مخالفتها، إضافة الى الضوابط الأخلاقية النابعة من تعاليم ديننا الحنيف وقيمنا المجتمعية. وإدراكاً من المشرع البحريني لخطورة هذه الأفعال المجرمة نص عليها في الفقرة السابعة من المادة 30 من قانون مباشرة الحقوق السياسية. ويمكن التقدم بدعوى مدنية لجبر الضرر الناتج عن هذه الأفعال المجرمة خلال المدة التي حددتها المادة 34 اذ تنقضي الدعوى الجنائية ولا تسمع الدعوى المدنية بمضي ستة أشهر من تاريخ إعلان نتيجة الانتخاب او من تاريخ آخر إجراء قضائي بشأنها".

سمعة المرأة

وقالت المترشحة النيابية المنسحبة في الدائرة الأولى بالمحرق أميرة الحسن إنها تعرضت لشائعات كثيرة مست سمعتها بعد إعلانها قرار الترشح،

وأضافت "الدائرة الأولى في المحرق من الدوائر القوية، ومعقل للتيارات الإسلامية، إضافة لسمتها المحافظة، فلم يجد مطلقو الشائعات إلا أكاذيب تمس السمعة وبدأت عجلة الشائعة تدور؛ ظناً منهم أن ذلك سيجعلني أجلس بالبيت، وأخشى الخروج، إلا أنهم أخفقوا حين لم يدرسوا الشخصية جيداً، فسيكولوجية الإشاعة علمُ يدرس. وفشلت مساعيهم حين انقلبت جموع الناس الى مؤيدين ومساندين لي؛ بل وصل الحال برجالات المحرق وأصحاب المجالس الى الاتصال بي وتشجيعي على دخول المعترك الانتخابي وعدم التراجع والمضي قدماً".

وأضافت الحسن أنها تعاملت مع الشائعات "عبر عقد اجتماعات تشاورية مع نخبة من كبار المستشارين الإعلاميين، والقانونين، والمتخصصين في الأمن المعلوماتي، وتم الاتفاق حينها على عدم الرد على أية شائعات، والقيام بفحص محتوى هذه الشائعات، وتحديد مصادرها وتحليل محتواها الفكري، ورصد الأسماء المروجة لها، ونظراً لأن الأمر أخذ أبعاداً أمنية، وتطاولات على دول.

الانتخابات تنتهي وتبقى الشائعة

وقال النائب خالد الشاعر إن الشائعات أيام الانتخابات ظاهرة سلبية تهدف إلى تسقيط المترشحين والتقليل من شأنهم، وهي موجودة جميع الدول الديمقراطية بهدف التأثير على قرار الناخب. وأشار الشاعر إلى أنه تعرض لشائعات تتعلق بأمور شخصية، لكن جاء القانون ليرد اعتباره، فوزارة الداخلية والنيابة العامة تقومان بواجبهما في هذا الجانب، داعياً المواطنين إلى محاربة جميع سبل الكذب والتدليس بعدم المساعدة على نشر وترويج الشائعات.

فيما قال المترشح المحتمل في سابعة الشمالية فتحي العلوي إن الشائعات أمر طبيعي يتعرض له جميع من يخوض المعترك الانتخابي في جميع الدول الديمقراطية، ويجب على كل مترشح أن يعي ذلك عبر تحمل قدر كبير من المسؤولية وعدم القيام بتصرفات تثير الشكوك، كما أن وجود وسائل التواصل الاجتماعي ساعد على انتشار الشائعات بشكل أكبر، إلى جانب بعض المواقع المغرضة التي تسعى لإفشال الانتخابات وتبث كل ما يشوه سمعة المترشحين.

وأضاف أن الشائعات سلاح ذو حدين، فرغم أنها ظاهرة سلبية يستفيد البعض منها بحصوله على شعبية وشهرة عبر تسليط الضوء عليه في الأوساط الإعلامية، مؤكداً أنه لا داعي للخوف من الشائعات بوجود القوانين والمؤسسات التي تكفل حقوق المترشحين.

ولفت المترشح البلدي في ثانية الجنوبية مال الله شاهين إلى أن "شعب البحرين أصبح أكثر وعياً وإدراكاً وتقييماً لخياراته وصار يميز الشائعة من الحقيقة. قد يقع البعض ضحية الشائعة لكن سرعان ما يصحح المحيط الاجتماعي ذلك".

وأضاف أن "مطلقي الشائعات أشخاص ظلاميون يربكهم الاستقرار والتقدم في الحياة الديمقراطية ، ومن يحاول من المترشحين أن يستخدمها لتعزيز موقفه فقد حكم على نفسه بالفشل".

وقال المترشح النيابي في رابعة الجنوبية فيصل البوفلاح إن "تعرض المترشح للشائعات فترة الانتخابات دليل على حظوظه، وعجز المنافس عن اكتساب السمعة الجيدة والرصيد الاجتماعي لذلك يلجأ إلى تشويه سمعة المنافسين".

وأضاف "من المؤسف أن مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مرتعاً لمثل هذه السلوكيات فتلقى من يقوم بنقل الشائعة دون تيقن، وتنتشر الشائعات أكثر من الأخبار الإيجابية عن المترشحين وهذه مشكلة بحد ذاتها. لا بد أن يكون هناك وعي بحقوق المرشح وعدم التعدي على سمعته من أجل مكاسب انتخابية ففترة الانتخابات ستنتهي وتبقى الشائعة تشوه سيرته وتؤثر على عائلته".



وعي الناخب

وقال الناخب محمد رضا إن "الشائعات صارت وسيلة يستخدمها بعض المترشحين للنيل من منافسيهم. ونستذكر خلال الانتخابات الماضية أن بعض المترشحين عانوا من الشائعات التي قضت على عدد منهم بعد أن أصبحوا حديث الساعة بشائعات ليس لها أساس من الصحة".

فيما قالت سليمة عيسى إن "الناخب البحريني اليوم أصبح أكثر وعياً ولا تنطوي عليه الأساليب الرخيصة التي يتبعها بعض المترشحين لاستهداف منافسيهم. نرى اليوم الوعي المجتمعي ودوره في القضاء على عدد من الشائعات، بل الوصول لمصدر هذه الشائعة، ومطالبة الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ، وهو ما يؤكد الثقافة الانتخابية التي كسبها المواطن من الانتخابات السابقة".