أسماء عبدالله
أجمع نواب سابقون ومترشحون حاليون على وجود ظاهرة "اختفاء" المترشحين من الحياة العامة حال خسارتهم الانتخابات.
وأوضحوا أن تجربة الانتخابات أثرت سلباً على بعض المترشحين، مؤكدين أن الخسارة لا تستدعي الغياب عن أهالي المنطقة بل تزيد مسؤولية المترشح في زيادة التواصل فلا يوجد خاسر في المعترك السياسي لأن التجربة البرلمانية تمثل إحدى ركائز المشروع الإصلاحي.
وقال النائب السابق و المترشح الحالي في أولى الجنوبية عدنان المالكي "إن أسباباً عدة تقف خلف ابتعاد المرشح عن الساحة بعد الانتخاب حال عدم فوزه. ونرى بعض المترشحين اذا لم يفز في دائرته يفكر بالذهاب إلى دائرة أخرى، في حين عليه أن ينزل إلى الأهالي ويكون قريباً منهم ومن مطالبهم".
وعن تجربته الشخصية قال المالكي "ترشحت في 2014 ولم يحالفني الحظ، لكن لم يتوقف عملي مع الاهالي في المنطقة فكنت أشاركهم في الأفراح والأحزان والمجالس وأحرص دائما على أن أكون قريباً منهم"، ناصحاً المترشحين الجدد بالتواصل مع أهالي الدائرة ليزودوهم بالمعلومات والقضاياً التي تمس حياتهم.
نشاط أكبر
وقال النائب والمترشح الحالي في رابعة الجنوبية محمد المعرفي إن المرشح يجب أن يكون ذا حس وطني ، فلا يعتبر مجلس النواب وظيفة إنما مكان لخدمة الوطن والمواطن. ولذلك فإن اختفاء المترشح بعد خسارته تعطي انطباعاً بأنه اقترب من الناس فقط لدخول المجلس. في حين على المترشح الخاسر أن يقوم بنشاط أكبر ليجمع حوله أكبر عدد من الناخبين بعد 4 سنوات أخرى.
وقال المترشح في سادسة العاصمة محمد ضاحي" إذا كان نصيب المرشح الخاسر هو على قدر من الذكاء، فبإمكانه استغلال الأربع سنوات القادمة في خدمة أهالي المنطقة، وحضور جميع الفعاليات ليضع نائب المنطقة في حرج في الانتخابات التي تليها ويزيد من حظوظه وشعبيته".
خبرة إضافية
وقال الأستاذ المشارك في العلوم السياسية محمود خليفة إن "غياب المترشح الخاسر عن الظهور أمر واقع. يدفعه لذلك الإحباط الذي أصابه بالمرة الأولى إضافة إلى خوفه من إعادة التجربة والشعور بمرارة الخسارة، لكني أرى أنه اكتسب خبرة كافية لخوض الانتخابات مجدداً مستفيداً من التجربة السابقة".
اختفاء النواب أيضاً
الناخب جاسم عبدالله من المحافظة الجنوبية قال "إن اختفاء النواب بعد خروجهم من المجلس، واحتفاء المترشحين عن الساحة بعد خسارتهم ، ليس سوى دليل على عدم وجود رغبة حقيقية في خدمة الناس، فمن يريد خدمة الناس وتبني قضاياهم يستطيع المبادرة بجهوده الذاتية، وهنا تكون نقطة الانطلاق الحقيقية للمترشح الحقيقي أو النائب الذي يريد أن يكون له بصمة".
فيما قال سالم يوسف من الجنوبية "هناك من أصبح أكثر قرباً من الناس بعد خسارته، وهذا يبين أهمية تحويل نقطة الضعف إلى قوة، فخاسر اليوم هو الفائز بعد 4 سنوات شرط مواصلة العطاء وعدم الابتعاد عن الناس. فالساحة الاجتماعية لا تقبل بالمنسحبين أو المختفين".