سماهر سيف اليزل
تنوع (لوك) الظهور الأول للمرشحين بشكل رسمي أثناء تقديمهم لطلبات الترشح .. فمنهم من اهتم بلبس الثوب والغترة كلباس تقليدي رسمي، ومنهم من طل في إطلالته الرسمية الأولى بلباس كجول بين تيشرت وكبوس، بل أيضاً منهم قدم أوراقه وفي جيبه مصل سيلان المستشفى.. أما المرشحات النساء فقد حافضن على الحضور الرسمي مجملاً بين لبس العباية والكوت وفستان أحمر يختزل الوطنية أيضاً.من دلائل اللوك ننطلق ، فكل تصرف يأتيه الشخص سواء كان شخصاً طبيعياً أو ذا نفوذ معنوي لا بد أن يكون منظماً بصورة تتفق وطبيعة محل التصرف والأطراف المحيطة التي قد يؤثر فيها هذا التصرف، وفي ميدان العلائق المنظمة نجد أن لكل تصرف حدود تنظمة وتمنع من إساءة استخدامه . وقد لوحظ في كثير من تعليقات الناخبين على فيدوهات المرشحين الإعلامية عدم أهليتهم أو ظهورهم غير اللائق شكلياً أمام الشاشات أو على وسائل التواصل وتم جمع بعض آراء الخبراء حول هذا الموضوع .
تقول النائب السابق سمية الجودر : نحن نعيش ديموقراطية تفتح الأبواب للجميع للترشح والانتخاب، ولكن لا يجب الاستهتار قبل الإقدام على هذه الخطوة، ولابد أن يعد نفسه قبل أخذ القرار من خلال القراءة أو حضور جلسة من جلسات البرلمان، وتعلم طرق الظهور أمام الإعلام ومعرفة أن الإعلام سلاح ذو حدين يمكن أن يضره إذا أساء استخدامه أو التعامل معه. وتضيف: على المرشح حضور دورة في معهد التنمية السياسية في كيفية التعامل ليتمكن من المرور بنجاح في خوض هذه التجربه ، وعليه إبراز هدفه ورسالته من خلال اللقاء الأول بعد تقديم الترشيح الرسمي ، ونحن نطمح لأن يكون كل شخص هو رقيب نفسه ، فليس كل من يحمل شهادة يتسم بالثقافة والشهادة لا تعني أحقية شخص دون آخر .
وتكمل : اللبس والهندام أحد متطلبات كسب الثقة التي يسعى كل مرشح للحصول عليها من قبل ناخبيه ، ولابد أن يبرز قدرته واطلاعة على القوانين وعلى دراية بالإرشاد والتعاليم ، كل هذه مؤشرات ستسهم في رسم صورته أمام الناخب الذي يحمل وعياً عالياً من خلال تجاربه السابقة تجعله قادراً على التقييم والحكم والاختيار .
مواجهة الكاميرا..مفاجأةأما هدى المحمود عضو جمعية الاجتماعيين البحرينية فتقول : مع الترقب الذي ساد الإعداد للعملية الانتخابية وما رافق ذلك من غموض، خاصة بعد فتح دور استثنائي ناقش فيه النواب قانون القيمة المضافة وأقروها بالإضافة إلى إلغاء تقاعد النواب والشوريين، فإن من الطبيعي أن ينسحب البعض ويتردد العديد من المترشحين عن الظهور الإعلامي نتيجة القلق الذي يساورهم ومخافة أن يفاجئهم الإعلام بتساؤلات محرجة، في ربكة عملية التسجيل وعدم وجود أي تمهيد من قبل وسائل الإعلام لتهيئة المرشحين للتعاطي الإيجابي مع الإعلام، خاصة وأن عدداً كبيراً من المرشحين لم يتعود على مواجهة الكاميرا وخاصة التلفزيونية، قمن الطبيعي أن يحدث هذا الارتباك، مثال على ذلك الكرسي الذي استخدمه تلفزيون البحرين لإجراء المقابلات في المركز الإشرافي بمدرسة الهداية لم يكن مريحاً على الإطلاق ، وطريقة اللقاء مباغته،
وبدون أي مقدمات يوضع أشخاص يواجهون الكاميرا للمرة الأولى ويطلب منهم التحدث بدون توجيه سؤال يفتح لهم المجال للحديث، بالطبع نحن نقدر درجة انشغال الأخوة في التلفزيون وارتفاع عدد المرشحين، لكن هذا ما حدث فعلاً.وتضيف : في رأيي المتواضع يجب عدم التركيز على هذه النقطة، خاصة وأن هذه أمور شخصية ومن حق أي إنسان أن يظهر بالشكل الذي يراه مناسباً ومريحاً له، وإذا كان التلفزيون سيجري مقابلات والصحافة ستصور فإن من الطبيعي أن تستعد النساء جيداً لهذا الظهور من مكياج وخلافه، لكني لا أعتقد أن تهمة التبرج صحيحة لأن نساء البحرين بشكل عام جميلات ومهندمات بشكل جيد. و الناخب البحريني واعٍ بدرجة كافية ومناسبة ولست أعتقد أن من سيصوتون سينظرون إلى لباس المرشحين بقدر الاهتمام بكفاءتهم وبرامجهم ومعرفتهم بهم وثقتهم فيهم .
وتؤكد المحمود : من الطبيعي أن يهتم الناس والمرشحون على حد سواء بحسن المظهر والتريب، فمن لا يهتم بمظهره وهندامه لن يهتم بالأمور الأخرى أيضاً، لكن ذلك ليس المعيار الوحيد كما سبق وأشرت أعلاه، أما موضوع الطلاقة في الحديث والقدرة على صياغة المواقف والتعبير عنها، فلاشك أنها من أساسيات العمل البرلماني، ولا يعقل أن تتقدم الشخصيات للترشح وهي لاتجيد الحوار والنقاش وتَبني الملفات التي تُعنى بالشأن العام.
نعم هذه الأمور من أساسيات استقطاب أصوات الناخبين وكسب تأييدهم لأنها تقدم صورة صادقة عن قدرة المرشحين على استخدام الوسائل والأدوات البرلمانية.
البرتوكول .. قيمةومن جانبها تقول مدربة البروتوكول وفن الأتكيت والتطوير الوظيفي والشخصي منى الزايد : حصل عدد كبير من المرشحين على التدريب من قبل معهد التنمية السياسية حول تواجدهم أمام الكاميرات والصحافة ، ولكن هم الآن تحت المجهر وعليهم تركيز كبير والشعب البحريني ينتظر منهم الكثير لذلك هم مطالبون بالظهور بالشكل اللائق أمام الآخرين لتمثيلهم أفضل تمثيل، ومن أبسط المعاييرالتي يجب أن تتوفر هي قدرتهم على التحدث بطلاقة ورزانة أمام الشاشات سواء كانت شاشات صحافية أو تلفزيونية أو حتى شاشات السوشيل ميديا، ومنها أيضاً المظهر الخارجي من لباس وهندام وشعر ومكياج حيث عليهم الانتباه لأدق التفاصيل والحرص على الظهور بالمظهر الرسمي دائماً لأن كل الأعين معلقة عليهم حتى يوم التصويت.
وتضيف من رأي الشخصي : إذا كان المرشح غير قادر على الاهتمام بهذه المعايير والظهور بمستوى أقل منها فعليه أن يتوجه لأخذ حصص تدريبية في فنون الأتكيت لتعلم كيفية التقدم في المقابلات الرسمية ومعرفة ما يقال وما لا يقال ، ما يلبس وما لا يلبس وما إلى ذالك وما هو مصرح له بذكره أمام العلن وما إلى ذلك .
وتضيف كل هذه الامور تؤثر على رأي الناخب وتقول أنا واحده من الأشخاص الذين غيروا رأيهم في مترشح كنت على وشك الدخول والتصويت له في انتخابات 2014 ولكن بمجرد رؤيتي لأسلوبه الفظ مع أحد أعضاء حملته امتنعت عن اختياره كممثل لي أمام البرلمان ولإيصال صوتي كمواطنة بحرينية، فالشعب البحريني الأن لديه وعي كبير جداً وقام بوضع معايير محددة لمرشحيه هذه السنه وأي مرشح سينزل ولو بمقدار بسيط عنها لن يحصل على أصوات الشعب .
وتقول الزايد : يتوجب على المرشحين معرفة ولو 20% من أسس البرتوكول البسيطة جدا و عليه ان يعيها في حضور المحافل الرسمية وتمثيل نفسه قبل تمثيله لمملكة البحرين ، وعليه ان يعرف كيف يظهر مدى ثقافتة وتمكنة وثقته بنفسه فكل هذا يظهر للناخب من النظرة الأولى .
وتؤكد أن معهد التنمية السياسية قدم برنامج كامل أفاد عدد كبير من المرشحين قدمت فيه توعية قانونية وإعلامية قام بتقديمه عدد من الداكترة المختصين في مجال القانون ومجال الإعلام وفنون البروتوكول التي ساعدت عدد كبير من المرشحين الحالين ومكنتهم من التميز وتعلم عدد كبير من الاساسيات التي ستفيدهم حال وصولهم للمجلس .
السياسي الصادقاما الدكتور والباحث الأكاديمي في العلوم السياسية تامر هاشم فيقول : الناخب في الدول العربية وفي الخليج العربي خصوصاً مل من المرشح الدبلوماسي "اي المرشح القادر على التحدث مع وكالات الانباء والقادر على إدلاء الأحاديث المناسبة والذي يرتدي الزي الرسمي دائماً "، وأصبح يبحث عن السياسي الصادق، والسايسي الصادق ليس قادراً دائماً على التحدث في وسائل الإعلام " مثل الرئيس ترامب " الذي لم تتوفر فيه القدرة على مخاطبة الإعلام وغير قادر على إرسال الرسائل المطلوبة منه بالشكل الواضح والصحيح ، ولكنه يتمتع بشعبية كبيرة ومن هنا يمكن القول إن القضية الرئيسيه ليست في قدرة المرشح على الحضور أو المخاطبة الإعلامية بل في قدرته على صنع برنامج سياسي يستطيع من خلاله أن يلامس قلوب ناخبيه، وينصح دكتور هاشم المرشحين بإيجاد مسشتار إعلامي ومستشار سياسي لتوجيهه وعدم الاعتماد على ذاته في مخاطبة الجماهير .
ويضيف : أنا أعتقد أن كل العثرات التي يتعثرها المرشح يجب أن تؤخذ مأخذاً إيجابياً ليس سلبياً، وأن يصبح المعيار الذي يحدث الفرق هو قدرته على التنفيذ ، حيث يرى أن الكلام المنمق والمحنك لا يقنع المتلقي ويشعره بعدم مصداقية المتحدث ، وفيما يتعلق بالهندام واللبس فيقول يجب على كل المرشحين الالتزام بالزي البحريني الرسمي سواء رجلاً كان امرأة حيث يحب أن يعبر الهندام على الثقافه التي يحملها والتي يسعى لإيصالها والحفاظ عليها .