- تطرح نفسها بقوة وتحمل شعار "كرامة المواطن حق..والنهوض بالوطن واجب"

- التغيير أملي والتفاؤل طبعي والأمل بالفوز قريب

- فوزية رقم صعب وأشارك بالترشح للمرة الثالثة و"الثالثة ثابتة"

- "التنفيذية" حققت قفزات لتحسين عيشة المواطن و"النواب" لم يواكب التغيير

- قوانينا متقدمة والفارق في المتابعة ومراقبة كيفية التطبيق

- إنجازات المجلس عبر الفصول كثيرة والاستسلام للإحباط مرفوض

..

أجرت الحوار - سماح علام

نتحدث عن سيدة منافسة وبقوة في المعترك السياسي..مثلت ولا زالت تمثل رقماً صعباً في المشهد الانتخابي .. فأعداد قليلة جداً مثلت الفارق بين ترشحها في 2006 وبين الفوز.

حضورها قوي.. تملك القدرة على وضع بصمتها .. لتجدد ترشحها عام 2018 مستنده على إرث قوي قوامه ثقة 3217 صوتاً، فهي تعول على نضج الناخب ورغبته في التغيير.

فوزية زينل .. تتطلع إلى بحرين العز والأمن والأمان، لتنطلق من رفض البكاء على اللبن المسكوب.. وتستند على قدرة ورغبة في الإضافة النوعية لمجلس النواب.

الحوار مع سيدة بهذه المواصفات يفجر الكثير من المحاور..فبين التجربة والأمل والتأكيد على إثراء التجربة البرلمانية .. ثمة سيدة تطرح نفسها كرقم صعب للغاية في الدائرة الخامسة بالمحافظة الجنوبية.

* تترشحين في انتخابات 2018، بعد مسيرة طويلة وعطاء ممتد في المشهد الاجتماعي والانتخابي البحريني.. فكيف تصفين هذه المسيرة الثرية؟

أدت الدورة الانتخابية السابقة إلى وجود حالة من عدم الرضا عن أداء المجلس السابق، ولكن المشكلة في تعميم الرأي أو الحكم، فقول أن كل الفصول لم تكن لها جدوى أمر مجحف في حق الأداء العام، ولإحقاق الحق لابد من أن نبين أن هناك إنجازات كثيرة يجب تأملها وعدم تحجيمها.

أنا إنسانة متفائلة بطبعي، أريد أن أعزز الحسنات، وأحدد السلبيات لتجاوزها، فالكثير من الإنجازات حدثت من بنى تحتية وتشريعات مثل قانون أحكام الأسرة وقانون الإسكان، ومساعدات تحسين المعيشة، والاستقطاع لغير العاملين، ومساعدة الأرامل والمطلقات والمرأة العزباء، والفئات الخاصة وغيرها.

ولكن السؤال هو هل يفي ما تحقق بالاحتياج، هل لمس المواطن الفارق، هنا هو الاختلاف.. ما نريده هو ملامسة التغيير، فالاحتياجات مختلفة وطرق المعالجة والتغيير كثرة ومختلفة وعلينا اختيار الأسهل والأسرع.. نريد أن نجتهد من أجل المواطن، هناك احتياجات وطموح.

وبين الاثنين يستحق المواطن أكثر مما حصل عليه، والسلطة التنفيذية حققت قفزات لتحسين عيشة المواطن، ولكن مع الأسف المجلس خطواته متواضعة، ولم يواكب هذا التغيير.

نريد التكامل في التجربة ونريد أشخاص قادرين على التشريع والرقابة وتنفيذ البرامج الحكومية في أوقاتها، فالتشريع يكمل التنفيذ، ومصلحة الوطن لا يختلف عليها، والإنجازات التي تحققت ليست في القوانين فقط بل لامست أيضاً بعض التدابير التي شكلت الفارق في قضايا المجتمع.

أهل الدائرة .. سند وقوة

* لست بغريبة عن الناس، وهم ليسوا بغريبين عليكِ ..كيف تصفين علاقتك بأهل الدائرة في ظل منافسة شرسة للغاية؟

في 2006 تساءلوا عن سبب نزولي في دائرة في مواجهة رئيس كتلة المنبر الوطني الإسلامي، وقلت حينها إنني أعشق التحدي المسؤول، وأحب اللعب مع الكبار، وهذا النوع من التحدي مطلوب.

فكوني امرأة فهذا تحدٍ.. وكوني مرشحة فهذا تحدٍ أيضاً.. إذاً التحدي جزء من الإنجاز وهو متعة في حد ذاته، ولدي ثقة بقدرتي على الإضافة في المعترك السياسي ، فاليوم نحن بحاجة إلى تنوع خبرات، وأنا أملك الخبرة في مجالات كثيرة منها الاقتصادي والاجتماعي والإعلامي والخيري.

في 2006 حصلت على 2600 صوت في دائرة كانت ضمن محافظة العاصمة الدائرة الثامنة، وفي 2014 حصلت على 3217 صوتاً في الدائرة الخامسة في المحافظة الجنوبية.. وهذا ليس برقم عابر، بل هو رقم يعبر عن محبة وثقة الناس.. وثقتي في ناخبيني كبيرة.

الدائرة الصعبة

* بين إحباط من أداء التجارب السابقة وبين الأمل والرغبة في التغيير..كيف تنظرين إلى الواقع الانتخابي؟

حالة الإحباط طبيعية. وفي كل تجارب العالم تمر الحالة الديمقراطية ببعض الإحباط، فهي محطات وتجارب سابقة يتم البناء عليها، لا يوجد شيء جيد بأكمله، ولا يوجد ضعف في شيء بأكلمه، ولكن الرغبة في التغيير يجب أن تتحول إلى سلوك، ويتمثل هذا السلوك إما بالترشح أو بالانتخاب الصحيح.

* دائرتك صعبة.. فكيف ترين هذا الواقع التنافسي؟

بدأت بتجربة كبيرة، ودائرتي صعبة وتعتبر من أصعب الدوائر، ولكني أثق بأهل الدائرة وأحترم خياراتهم، وأتطلع إلى نتائج صندوق 2018، وأعول على ثقة الناخبين والأرضية الصلبة التي أقف عليها.

جاء وقت التغيير والتجديد، وإعطاء فرصة لإنسانة مصرة على التواجد في الواقع السياسي، تريد الدعم.. فلقد دخلت جولة ثانية في 2014.. ولي قاعدة قوية، إذ أريد دعم أهل دائرتي ونيل ثقتهم.. فلدي خبرة وأريد العمل.

فالنوع الاجتماعي في العمل السياسي موضوع يجب أن نتجاوزه، هو ليس مشروع زواج، بل نتحدث عن كفاءة وطموح وصدق وضمير وجرأة.

* طرحتين فكرة الجرأة.. فهل تملكينها على مواجهة كل ما سيأتي فبين نعم ولا داخل المجلس ثمة مواقف ترسم؟ فهل تعتبرين البرلمان نداً للحكومة أم شريكاً له؟

البرلمان شريك لخدمة المواطن.. والبرلمان يصنع مستقبل البحرين ، والبحرين هي أمنا التي تحضن المواطن، لذلك أرى أن العمل الوطني واحد وعلى الجميع أن يتشارك فيه.. فلا أقول لا من أجل ال "لا"، ولا نريد ال "نعم" دون حراك فعلي قادر على التغيير.. فالعمل الحقيقي لا يقوم على غلبة قوة الصوت، بل على الحجة والإقناع.. لذلك يعتبر البرلمان جهة ضاغطة لمتابعة البرنامج الحكومي، فالسلطة التشريعية والرقابية مطلوب منها تطوير ومتابعة كل ما يصب في صالح الوطن والمواطن.. باختصار البرلماني موصل إيجابي وحريص على مصالح الناس.

المشاركة قرار والمستقبل ينتظر

* زاد عدد المرشحين بين 2002 إلى 2018..ووصلنا إلى 506 مرشحين، فما انعكاس هذا الرقم على الواقع السياسي في البحرين؟

كان هناك تخوف من العزوف عن اتخاذ قرار المشاركة، ولكن نزول 506 يدل على التفاعل مع الحراك السياسي، ومشاركة المواطنين في هذه المسؤولية الوطنية أمر واجب، فعملية الترشح هي جزء من هذه المسؤولية.. ونحن نتكلم عن حاضر الوطن ومستقبله، والمشاركة والنجاح فيه واجب..

لا نتحدث عن عائلة ولا قرابة ولا النوع الجندري.. نتحدث عن عطاء وتاريخ وخبرات وقدرة على التغيير.. نريد مجلس قادر على التغيير.. وأود أن أشيد بعدد النساء المرشحات فالزيادة تمثل قفزة نوعية لم أكن أتوقعها، وهي دليل حراك جديد.. وهذا التغيير يستوقف كل متابع ومهتم بالحراك السياسي في البحرين.. فالمرأة شريك في هذا الحراك، وتاريخها يشهد لها ولعطائها.. كما ونشيد بالمجلس الأعلى للمرأة بقيادة صاحبة السمو الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة التي اهتمت بكل قضايا المرأة ، وقادت برامج فاعلة ونوعية للنهوض بالمرأة في كل القطاعات، وهذا التوجه أثمر هذه النتيجة التي وصلنا لها اليوم.. أيضاً نعول على الشباب في إحداث التغيير.

* التكوين مهم.. والقدرة على دخول المرأة لهذا المعترك أمر لابد من أخذه في الاعتبار..فكيف وصلت زينل إلى ما وصلت إليه اليوم؟

دخلت برامج تدريب كثيرة جداً في جامعات بين لبنان وأمريكا وتونس إلى جانب برامج تدريب داخلية في البحرين، لقد حضرت نفسي ودرست كيف أدخل ، سألت نفسي ماذا سأقدم.. إذ لا نستسهل العملية.. فنحن مسؤولون أمام الله قبل عباد الله.. وهذه مسؤولية يجب أن نكون أهلاً لها.

التحضير يكون قبل وأثناء وبعد الترشح.. يجب أن تكون كل التفاصيل حاضرة ..وبرنامجي نزل أونلاين.. وبعد تجارب سابقة أقول إنني ازددت خبرة ونضوجاً وواقعية، وطموحي عالٍ جداً.

المنافسة النظيفة

* بين منافسة نظيفة وأخرى لا تليق بمترشح يرفع شعارات ومبادئ.. كيف ترين الأجواء الانتخابية؟

عالمياً، يتم توظيف الإشاعات للتأثير والإضرار من طرف لآخر، وتظهر تأثيراتها عند حدوث منافسة أو تقارب، ولكن بشكل عام تعتبر المنافسة في البحرين نظيفة ولله الحمد، وإن وجدت بعض المشاكل بين قلة من المترشحين واتباع أساليب للإضرار بالآخرين، إلا أنها تظل في نطاق الحالات الفردية التي لا يقاس عليها، فالعموم ملتزم بالقيم والأخلاق والمبادئ التي عرف وامتاز بها الشعب البحريني منذ القدم وعبر تاريخه.

وعموماً أنا أركز على تسويق نفسي وإمكانياتي وأبين أوجه عطائي، دون إعطاء أي اهتمام لأي نوع من الإشاعات لأن بيتي ليس من زجاج .. ولا توقفني الإشاعة، وأؤمن بالشفافية .. فليس لدي ما أخفيه، أنا معروفة.. ابنة من وزوجة من وأم من.. ولا أخفي شيئاً، وأهدافي واضحة.. وعملي في خدمة الناس قد امتد لسنوات طويلة.

كرامة المواطن حق.. هذا شعاري.. وأسعى إلى تأكيد الحقوق ، والعمل من أجل الوطن واجب.. لا نتكلم عن حقوق فقط، بل نتحدث عن واجبات أيضاً..وفريق البحرين.. وهي مبادرة أطلقها سمو ولي العهد الأمين تعزز فكرة أن أي إنسان في أي موقع عمل هو من ضمن فريق البحرين الذي يعمل من أجلها، فعلى الجميع النهوض بالوطن.

* من يقف مع فوزية زينل؟

يقف معي بعد الله سبحانه وتعالى.. زوجي وابني وعائلتي وأصدقائي، فأنا أصبح أقوى بدعم عائلتي، وتزداد قوتي بدعم 3217 صوت من أبناء دائرتي، وهم عائلتي الأكبر.

سابقاً وضعت خياماً كبيرة، واستقبلت الكثير وقدمت نفسي فيها، وكان الناس جدداً علي، والآن رأيت أن أضع خيمتي في بيتي، وأستقبلهم في عقر داري، وإذا (ما شالهم المكان تشيلهم عيوني).. وكلهم أهلي وأخواني وأبنائي.