أمانى الأنصاري
اتفق المحامي فريد غازي مع الإعلامي والناشط في مواقع التواصل الاجتماعي إبراهيم التميمي على توقع تراجع حظوظ الجمعيات السياسية في الانتخابات المرتقبة وارتفاع فرص المستقلين.
وتحدث كل من غازي والتميمي في ندوة بعنوان "مواصفات المترشح المناسب" نظمها معهد التنمية السياسية الأربعاء وقدمتها إيمان مرهون.
وفيما اعتبر غازي أن البرنامج الانتخابي للمترشح أو مستواه العلمي ليس معياراً لاختياره، قال التميمي بضرورة وجود معايير لاختيار النائب، معبراً عن رفضه جعل الدين معياراً وحيداً للاختيار.
وقسم غازي المترشحين في أربعة أقسام "الأول نواب سابقون أو من خاضوا الانتخابات السابقة، والثاني المرشحون الجدد الذين يبدأ الناخب بالتعرف عليهم والبحث عنهم، والقسم الثالث المنتمين إلى الجمعيات السياسية، والرابع جمعيات لها ميول دينية كالمنبر والأصالة".
وأوضح أن "النواب السابقين هم الأسهل ليحكم الناخب على أدائهم من خلال تجربتهم السابقة، أما المرشحون الجدد فيصعب على الناخب تقييمهم لذا يجب عليه قراءة السيرة الذاتية والبحث عما قدموه من قبل، وما نشر عنهم في الصحف، أي النظر في تاريخهم. ويستطيع الناخب الحكم على الجمعيات السياسية من نوابها السابقين، أي تقييم أدائها من خلال ممثليها. كذلك الجمعيات الدينية لها آليات تحرك أكبر بين الناخبين. ويمكن للهيئة الناخبة أن تفاضل بين المترشحين بالقوة ولا يكفي أن يكون هناك برنامج انتخابي، ولا تكفي أن تكون هناك خبرة وكفاءة".
فيما ضرب التميمي أمثلة عن وعي الناخبين، بالقول "في 1996رشحت نفسي في مجلس الطلبة ورأينا الطلاب يختارون الطالب المتدين. وفي سنة 2001 كان هناك مسابقة للطالب المتدين وكان المعيار الوحيد الذين ينظر له الناس وقتها التدين، وكذلك في 2006. أنا ضد أن يكون المعيار الوحيد هو التدين. أكثر من 18 سنة والمجتمع لديه معيار واحد يختار من خلاله كل شيء".
فيحين أوضح غازي أنه لم يعن أن التدين معيار وحيد، "بل ينبغي أن تكون الهيئة الناخبة واعية لاختيار من لديه وعي بالرقابة والتشريع، وهذا يتضح من خلال الاحتكاك والتواصل والاقتراب من المترشح. وهنا ينبغي للمترشحين ألا يطرحوا في برامجهم ما يصعب تحقيقه، ولذلك أقول للمترشح دائماً: أنت تخاطب هيئة ناخبة بسيطة، حتى تكون واقعياً لا بد من اختيار الأسهل لأنه يعد من باب الوعود التي يجب تنفيذها"، مضيفاً "هناك من قدم برامج انتخابية قوية ومتكاملة وفشل في تنفيذها".
اسألوا المترشحين عن حلولهم
ورداً على سؤال حول عزوف الكفاءات عن الترشح وترك الساحة لغير المناسبين، أجاب التميمي "الشهادة ليست معياراً للوعي، نحن بحاجه إلى أشخاص لديهم وعي أكبر".
وقاطعه غازي بالقول "البعض يعتب على البرلمان ويحمل الحكومة ضعف الأداء البرلماني! كيف ذلك وهو من اختار المرشحين، رغم أن البرلمان السابق من وجهة نظري كان قوياً. وإذا تحدثنا حول التيارات فالتيارت الإسلامية بدأت تقل دورة وراء أخرى حتى أصبحت تعد على الأصابع. وأتوقع أن تتغلب الفئة المستقلة على التيارات".
وخاطب التميمي الناخب بالقول "إن كنت تبحث عن الإسكان فهو ملف مفتوح، فلا تنظر لمن يوهمك بالإسكان والبطالة انظر إلى المتعلم، القادر على العطاء، الذي يعزز سمعة بلدك، لا ترضى بنائب يسيء إلى سمعة بلدك ليحقق شهرة كالنائب الذي أصدر إحصائية بأن 51 % من الطلاب مدمنين ما جعل الأهالي يخافون ويشككون في أولادهم".
فيما ضرب غازي مثلاً بالقول "في أحد اللقاءات على تلفزيون البحرين سأل المذيع مترشحاً: ماذا تقصد بالفصل بين السلطات في برنامجك الانتخابي؟ صدم المترشح ولم يستطع الإجابة ثم قال: رأيتها متداولة في البرامج السابقة فاستخدمتها"، متساءلاً "لماذا لا نناقش المترشحين في برامجهم الانتخابية؟ فمعظم القوانين جاءت بمبادرات حكومية كقانون التعطل وغيره. لماذا لا نسأل المترشحين ما مبادراتكم لحل المشكلات؟".
وحث غازي الهيئة الناخبة على إعطاء صوتها بشكل إيجابي لمستحقيه "فالمقاطعة موقف ووضع الورقة فارغة موقف لكنها مواقف سلبية".
وعن التصويت للأقارب قال التميمي "كنت أقرأ مسجات في بعض المجموعات، والسؤال الموجه "من سترشح؟"، وأغلب الإجابات كانت "نترك الخيار للأهل"، ولأن الأهل لهم أقارب مترشحون فيكون الصوت لهم. ماذا سيحدث لو ناقشت أهلك أنك لا ترى في أقاربك المترشحين المناسبين؟ لا شيء لأننا بطبيعتنا طيبون وساحة النقاش مفتوحة لدينا".
وعن حظوظ المرأة، قال غازي "لا أقول إن أداء المرأه مرتفع جداً، لكن وجدت أن المرأه تناقش بمهنية فيما يتعلق بمجلس النواب كونها تحمل عبء أنها امرأة، خصوصاً في الانتخابات التكميلية كن من خيرة النواب".
مجلس النواب نتاج الناخبين
وفي مداخلات الجمهور، قال المحامي يوسف الهاشمي "أعتقد بأن البرنامج الانتخابي من أهم التوجهات التي تحدد المرشح الكفء. ومنذ بداية الاستحقاق الانتخابي لم نر برنامجاً انتخابياً في البحرين بل رأينا تجميعاً لشعارات سابقة، فهل سنجد برنامجاً فيه فكرة وهدف؟".
وأجاب التميمي "يجب أن يكتب البرنامج الانتخابي من أناس واعين، فعندما يعد المترشح في برنامجه بعمل المرتفعات والتوظيف والإسكان كل هذا لا يستطيع تحقيقه لأنه ليس بيده. لكني أرى أن الوعي عند الناخب زاد في حين بقيت البرامج الانتخابية على حالها".
وسألت المترشحة سليمة العرادي "هل البهرجة الإعلامية توصل المترشح للصفوف الأولى؟".
وأجاب التميمي "اللي تغلب به العب به. ليس أمام المترشح إلا الإعلام. مسموح له أن يعمل بهرجة لكن غير مسموح له بالكذب، فإذا كذب تمسك عليه".
فيما ختم فريد غازي الندوة بالقول "اليوم نرفع الأقلام عن الهيئة الناخبة، فلا تقولوا غداً إن المجلس ضعيف، لأنكم أنتم من ستنتخبونه".