- الظاهرة نتاج مشترك بين الناخب والمرشح بالدورات السابقة
...
حوراء يونس
اشتكى عدد من المرشحين تعرضهم لمضايقات من بعض الناخبين عن طريق مكالمات هاتفية أو رسائل عن طريق "الواتسب" يكون مفادها طلب مبالغ مالية خيالية على هيئة مساعدات تحت غطاء الفقر والديون والمرض.
فمع استعدادات المرشحين للانتخابات القادمة وكثرة المتنافسين لعضوية المجلسين تعد هذه الظاهرة من الظواهر الاستغلالية وتدعو للاستياء من قبلهم بسبب تشتتيهم ومضايقتهم.
وقال أحد المرشحين "للوطن" – فضل عدم ذكر اسمه -: جاءت هذه الاتصالات بعد وضعي للإعلانات في الشوارع وقيامهم بأخذ أرقام التواصل منها، فتأتي الاتصالات من أشخاص مجهولة الهوية بالنسبة لي، ويباشر المتصل بالطلب بعد الثناء والدعاء لي بالتوفيق والنجاح.
وتابع: أتلقى اتصالات بشكل يومي لعرض الانضمام لحملتي الانتخابية أو طلب مبلغ مالي معين، حتى وصل الحال إلى تلقي اتصالات من دول عربية تطلب مساعدات وتحويل مبالغ مالية لمساعدة مرضى ومحتاجين.
وأضاف: نسمع كثيرا عن انتشار الرشوة الانتخابية بين المترشحين والناخبين سواء كانت عينية أم مادية، طلبا في كسب أكبر قدر من الأصوات، مما شجع ضعاف النفوس على السير في هذا الطريق والاعتقاد بأن جميع المترشحين متورطون في هذا العمل.
من جانبه، علق المترشح البلدي عن سابعة الشمالية أحمد حسن يوسف على هذه الظاهرة بقول: بدأ الجد في الحملات الانتخابية وبدأت الطلبات الجدية، منها الصحيح والغير صحيح. والناخب على كامل الوعي ويستطيع أن يميز الحقوق والواجبات التي على المرشح.
وأضاف: مع بدء الحملات تأتي الطلبات آنية والمستقبلية من الناخبين، وغالباً ما تكون الطلبات آنية وهي "الكاش" والطلبات العينية. وهذا الصنف يعتقد أن الحصول على المال أو غير المال فرصة، لأن المرشح بعد الفوز والخسارة "فص ملح وذاب" وإلى آخره من هذه التكهنات، وعزا أسباب الظاهرة إلى النواب السابقين أو الفقر والحاجة للوعي الاجتماعي.
ولفت أحمد إلى أنه إذا كان المرشح يمتلك المال وغير واع وفقير قانونياً سوف يدفع المال في الحال، وإذا كان حاله المادي ضعيفا سوف يمتنع ويكتفي بالوعود بعد النجاح، وكلتا الحالتين ردة الفعل خاطئة تماماً، فتنقلب المعادلة أحيانا إلى استغلال ذلك من قبل المرشح بشكل واسع وخاصة إذا كان في أرض خصبة من المحتاجين في الدائرة.
وفي السياق ذاته، قال المترشح النيابي عن سابعة الشمالية السيد فتحي علوي أن هذه الظاهرة هي نتاج عملية مشتركة بين الناخب والمرشح في الدورات السابقة، وهو ما يطلق عليه "النائب الخدمي" الذي يعمد لخدمة نفسه فقط وأهالي دائرته متناسيا أن الهدف من وجوده في البرلمان هو خدمة الدولة، فهم من فتحوا الباب على الناخبين لجعلها عادة تتكرر كل مرة.