دشن معهد البحرين للتنمية السياسية ورشة عمل الموضوعية في التغطية الإعلامية الانتخابية، بمقر المعهد، للمحاضر أشرف المرزوق الرئيس التنفيذي والمستشار في ماسترز إنترناشيونال للإعلام والاتصال والعلاقات العامة بحضور عدد من الإعلاميين والصحافيين.

وفي بداية ورشة العمل أشار أشرف المرزوق إلى عدد من المصطلحات ذات العلاقة منها الإعلام الانتخابي، وهو كل مادة إعلامية كالأخبار والتحليلات والتصاريح والحوارات والتحقيقات وغيرها مما يتعلق بالانتخابات بشكل مباشر أو خلافه، ويتم بث تلك المادة "دون مقابل" ضمن البرامج العادية للمؤسسة الإعلامية، متطرقاً إلى أشكال التغطية الإعلامية للانتخابات والتي تتمثل في الخبر الصحافي، والتصريح الصحافي، والمقابلة الصحافية، واستطلاع الرأي، والتحقيق الصحافي، والصورة، والكاريكاتور، والمانشيت.

كما أشار إلى الدعاية الانتخابية بأنها كل مادة "شفوية أو مادية" أو منتج أو خطاب يرتبط ببرامج الجهات المرشحة وحملاتها الانتخابية ومواقفها السياسية والوطنية وإنجازاتها الخدمية، وتتوجه بها الجهة المعنية للناخبين للتأثير فيهم وإقناعهم من خلال وسائلها الإعلامية المتاحة.

وفيما يتعلق بالمواد الانتخابية فقد أضاف الرئيس التنفيذي لماسترز إنترناشيونال بأنها الإعلام الانتخابي والدعاية الانتخابية والإعلان الانتخابي، وركز حديثه عن الصحافة الموضوعية بقوله "هي نقل أو طرح الوقائع والمواضيع في الصحيفة بالتجرد التام من الآراء الشخصية، وذلك من خلال التدقيق من صحة المصادر مع إعطاء الأطراف المعنية بالتغطية الإعلامية مساحة متساوية لإبداء الآراء المختلفة، من أجل أن يحصل الجمهور على المعلومات الكاملة والثقة بالوسيلة الإعلامية والحفاظ على مصداقيتها بين جمهورها".

وفي السياق نفسه، انتقل المرزوق إلى توضيح أهمية الموضوعية بالنسبة للدول والحكومات وذلك لكون التغطية الإعلامية جزءاً أساسياً من العملية الانتخابية "الديمقراطية"، وهي تخضع لرصد الرقابة المحلية والدولية للتأكد من شفافية ونزاهة الانتخابات، وتقع الموضوعية في التغطية الإعلامية ضمن واجبات ومسؤوليات الدولة في تطبيق الدستور والقوانين المنظمة للانتخابات، كما أنها تعد جزءاً من الحفاظ على سمعة الدولة وتطورها السياسي والديمقراطي والحقوقي "تكافؤ الفرص للمتنافسين"، وإغلاق الباب على التدخلات الخارجية في التحكم بمخرجات العملية الانتخابية.

ثم تطرق في حديثه إلى أهمية الموضوعية بالنسبة للمؤسسه الإعلامية والإعلاميين من خلال الحفاظ على سمعة المؤسسة الإعلامية، وسمعة الإعلامي وتاريخه المهني، ولكون الموضوعية جزءاً أساسياً من الالتزام بالمعايير الأخلاقية والمهنية، وهي جزء أساسي من الشهادة للطرفين بالحيادية والنزاهة وعدم التدخل والمحاباة.

وفيما يتعلق بالموضوعية والتغطية الانتخابية، أكد المرزوق بأنها تعد حقاً للمرشح في الوصول إلى التغطية المناسبة لتحقيق قاعدة جماهيرية عريضة ولإعلام الناخبين برسائل المرشح السياسية، كما وتعد هذه الموضوعية حقاً للناخب في الحصول على المعلومات التي تتعلق بالبدائل السياسية وفق الفرص المتاحة أمامهم للاختيار بناء على المعلومات المتوفرة، وأخيراً وتعتبر الموضوعية في تغطية الانتخابات حقاً للصحافي للقيام بالتغطية، وطرح القضايا ومناقشة المشكلات واقتراح وجهات النظر البديلة للجمهور.

وأشار إلى ضرورة وضع الضوابط من قبل وسائل الإعلام للتأكيد على الخطاب الانتخابي "الرصين" الموجه للجمهور، الذي يلتزم بالحيادية والمساواة ويظهر ذلك في التغطيات الإعلامية، ولا بد من أن تحذر الوسيلة الإعلامية أن تكون أداة ترويج للمرشح، ولا شك أن هناك فروقات واضحة ما بين الدعاية الانتخابية والإعلام الانتخابي.

وأخيراً أكد على أخلاقيات ومهارات التغطية الموضوعية التي تعتمد على الحرص في تحري الدقة وصحة ما ينقل في الوسيلة الإعلامية، والممارسة الإعلامية التي تتميز بالحيادية والنزاهة والموضوعية والابتعاد عن التحيز لأي طرف في العملية الانتخابية.

وتأتي هذه الورشة ضمن مجموعة من الورش التدريبية التي يقدمها معهد البحرين للتنمية السياسية للإعلاميين والصحافيين ضمن "البرنامج الوطني لانتخابات 2018".