- ثمة واقع مختلف ووعي مغاير عمره 16 عاماً وهو عمر المسيرة الديمقراطية
- المنافسات اللاتي يتأهلن للجولة الثانية يمتلكن القدرة والقوة
- وجهات النظر المختلفة في أي نقطة خلافية يجب أن تواجه بالحوار
- أقف محايدة بين المتنافسين البلديين وكلاهما "كانا في خيمتي الانتخابية"
- سأكون وفريقي حاضرين عند المقر الانتخابي وداعمين للجولة الثانية
- الملفات الوطنية تحتاج وقفة جادة من تشكيل نواب 2018
- أراهن على صدقي وإخلاصي مع الناس وقلتها "الثالثة ثابتة"
..
سماح علام
أكدت المترشحة الفائزة بمقعد خامسة الجنوبية فوزية زينل بأغلبية الأصوات التي تجاوزت 4 آلاف صوت من الجولة الأولى، أن المشاركة العالية التي تحققت تعد وسام فخر في التاريخ الديمقراطي في البحرين، موضحة أن "الهم هو خدمة الوطن بروح محبة وبتفانٍ وطموحي حدوده السماء".
فوزية زينل، لم تصل إلى قبة البرلمان بحسم الجولة الأولى فقط، بل أيضاً ترجمت بفوزها قدرتها على تغيير معادلة دائرة ذكورية في أشد وأقوى الدوائر في المحافظة الجنوبية، وعنها قالت "هو واقع يدل على وجود فكر تغير ونضج تشكل ووعي زاد.. فالمرأة اليوم رقم يذكر ورقم صعب ورقم مهم".
تراهن زينل، على صدقها وإخلاصها في العمل، مرتكزة على خبرة تراكمية صقلتها بالدراسة من أجل تحقيق ما وصلت إليه اليوم. وبينت أنها ستتوجه لعمل لجنة أهلية تعتبرها شريكاً لها في مسيرة عملها، فضلاً عن توجهها لرصد طلبات الأهالي وتوزيعها في قوائم وفق منهجية واضحة لبدء العمل على حلها وبحثها مع الجهات المختلفة.
تحديات كثيرة يواجهها المجلس النيابي القادم أهمها الملف الاقتصادي وبرنامج عمل الحكومة والميزانية والمطالبات المعيشية، والتي تختزلها جميعها بالتعليق بأنها ستقول "نعم" لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، وستقول "لا" مقرونة ببدائل وحلول ومبادرات تراهن عليها لإحداث التغيير في مستوى الأداء الديمقراطي.
تفاصيل كثيرة كانت محل نقاش مع الفائزة بالمقعد البرلماني بأعلى نسبة أصوات "4570 صوتاً" حققتها على مستوى البحرين والوطن العربي فوزية زينل.. فإلى نص الحوار..
*استطعتِ تغيير معادلة دائرة ذكورية في المحافظة الجنوبية. بما يعكس دلالات كثيرة.. فكيف تقرئينها؟
لا يسعني في أول لقاء مطول معي بعد إعلان النتائج، إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان لراعي النهضة في البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء على دعمهم ومساندتهم الدائمة لمسيرة المرأة في البحرين التي يشهد لها بتميزها منذ التاريخ.
كما أقدم شكري وعرفاني إلى رائدة النهضة النسائية في البحرين صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، لدعمها المتواصل للمرأة البحرينية وسعيها بتوجيهاتها الدائمة للتقليل من الفجوة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا.
وأضافت، أن المرأة البحرينية اليوم أخذت مكانتها التي تستحقها في المشهد السياسي، إلى جانب دور الاستراتيجية الوطنية لدعم المرأة التي تبناها المجلس الأعلى للمرأة والتي قللت الفجوة المجتمعية، لنتحدث عن دفتي الحراك السياسي الذي يتقاسمه كل من المرأة والرجل لاستكمال الأدوار بينهما.
حققت فوزية زينل أكثر من 4 آلاف صوت، وهذا الرقم إضافة حقيقية وتتويج لتاريخ الأصوات التي حصلت عليها منذ 2006 وصولاً إلى 2018، فكل الشكر لوعي الناخبين في دائرتي الدائرة الخامسة بالمحافظة الجنوبية.
فهذه الأصوات وعبر تاريخ الدائرة كانت محتكرة على الرجال، ولكن وعي الناخبين ونضجهم الذي انبنى خلال 16 سنة وهي عمر مسيرتنا في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي كان له الفضل في إحداث حراك مغاير في مجتمع ناضج وديمقراطي ينظر إلى معيار الكفاءة دون أي اعتبارات أخرى.
إذا نقول، إن هناك فكراً تغير ونضجاً تشكل ووعياً زاد، فمن يتحمل مسؤولية تمثيل الشعب ويعكس طموحات لم يعد يقاس برجل أو امرأة، وهذا ليس على نطاق دائرتي فقط بل على مستوى البحرين، وهي شهادة مضيئة في التاريخ السياسي في البحرين.
المرأة شريكاً سياسياً
* بين التمثيل بـ3 أو 4 نساء في السنوات الماضية كأحسن حال وبين واقع جديد يفرز عدداً أكبر من البرلمانيات.. كيف تقرئين تغير هذا الرقم وانعكاساته على واقع العمل البرلماني ومن ثم المجتمع؟
المنافسات اليوم اللاتي تأهلن للدورة الثانية لديهن القدرة والقوة على المنافسة القوية، وهن حائزات على ثقة الشارع، إذاً المرأة اليوم رقم يذكر ورقم صعب ورقم مهم. لا نتحدث عن المرأة والرجل، بل نتحدث عن كفاءة يجب أن تعطى الفرصة للعمل وإثبات نفسها.
* هل ستكون فوزية زينل رئيسة المجلس النيابي القادم؟
أقدر وأثمن دعوة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري لتبوء المرأة رئاسة أحد المجلسين خلال مؤتمر المشاركة السياسية للمرأة الذي عقد أخيراً، وهذا إن دل فإنما يدل على بعد نظر هذه السيدة المميزة التي تترجم بعملها وفريقها رؤية السيدة الأولى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وكامرأة أقول إن طموحي السماء، وإن أراد الله توفيقي لذلك فسأعمل بكل طاقتي لعكس أفضل صورة للمرأة البحرينية في هذا المنصب أو من أي موقع أكون فيه.. لا سيما أن تمثيل البحرين خير تمثيل مسؤولية أتمنى القيام بها وتأديتها على أفضل وجه.
* هذا يجعلنا نتساءل أيضاً عن أقرب اللجان إليك؟
التواجد في أي من لجان المجلس أمر طيب، فكلها تعمل من أجل خدمة الوطن، باختلاف مهامها والملفات التي تناقشها، ودور النائب أن يناقش جميع الأمور، وما تقدمه اللجان يتم بعد ذلك في الجلسات العامة للمناقشة والتصويت، لكن أنا أميل إلى عضوية أكثر من لجنة منها لجنة الشؤون المالية والاقتصادية لأنها العصب الرئيس لتحقيق كل المشاريع والملف الأصعب حالياً، أو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية لأنها في اعتقادي بمثابة العقل المفكر للمجلس، وتتقاطع بشكل كبير مع دور النائب التشريعي، فهذه اللجنة تختص بالنظر في مشروعات القوانين ومطابقتها لأحكام الدستور، ومعاونة المجلس ولجانه الأخرى في صياغة النصوص التشريعية، أو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني التي تناط بها مسئوليات عديدة سواء فيما يتعلق بتعزيز الأمن الداخلي أو علاقات البحرين الخارجية، علما بأن اللجان كلها تقوم بدور وطني هام في نطاق اختصاصها.
وعليه يبقى التعاون بين النواب من جهة والتعاون بين المجلس والسلطة التنفيذية من جهة أخرى هو الأساس الذي يؤدي إلى تقوية التجربة الديمقراطية.
برلمان 2018
كيف ترين ما يجب أن يكون عليه حراك برلمان 2018؟
لا يوجد ضعف أو قوة، بل يوجد أمور أنجزت وأمور لم تنجز، لذلك نريد الارتقاء بعمل النواب من أجل إشباع جزء من رغبات المواطنين، والمجلس الجديد بالتشكيل الجديد وبالدماء الجديدة، يجب أن يعمل على تغيير هذه النظرة، وإحداث التغيير المرجو مع القليل من الصبر، فالتدرج نحو التحسين والتعديل سيأخذ وقتاً، ولكننا سنعمل جاهدين لتحقيق ذلك.. أيضاً أريد أن أبين أن الإنجاز وطني وليس إنجازاً شخصياً.
كلنا نريد أن تكون البحرين أجمل وأن تكون الأفضل، لذلك نقول على المجلس الجديد أن يعمل بشكل متناغم ومكمل مع الحكومة من أجل إحداث فارق في حياة المواطن وأيضاً تحقيق منجزات وطنية يشهد لها من أجل النماء الذي لا يختلف عليه أي مواطن مخلص محب لأرضه ووطنه، سواء كان العمل داخل البحرين أو على نطاق صورة وسمعة البحرين الدولية التي نريد لها أن تكون دائماً متقدمة ومزدهرة.
أريد دائماً، أن أوضح وجهات النظر المختلفة فأي نقطة خلاف يجب أن تواجه بالحوار والشرح، وهذا ما سأعمل عليه دائماً وسأحرص على أن أكون حلقة وصل بين الشعب والحكومة في أي ملف نتصدى له بإذن الله، بوطنية وإخلاص، ومن خلال المتابعة نحن يصلنا ما تنقله وسائل الإعلام أو ما يدور في الشارع.
ولكن الحراك من داخل البرلمان والعمل من المكان الذي تناقش فيه التشريعات المختلفة سيكون حتما مختلفاً وسيجعلنا على دراية بالتفاصيل كلها وهذا ما يجب استثماره لتحقيق مكاسب أكبر بإذن الله، فكلمة نعم ستقال للأمر الذي يخدم الوطن والمواطن وإن قلت كلمة لا في أمر أعارضه فسأقدم البديل، لأن الرفض ليس هو الموقف المطلوب بل المطلوب هو تقديمي البدائل والخيارات والمبادرات إزاء كل قضية، وهذا ما يتطلب الدراسة والتعمق قبل إبداء الرأي، والأمانة العامة فيها المستشارون والمتخصصون وأيضاً تقدمت لأهالي الدائرة لعضوية لجنة أهلية أستشيرها في كل القضايا وأجعلهم شركاء معي في اتخاذ القرارات.
أيضاً الناس تتلمس الشخص الصادق من الكاذب، وتستطيع التمييز بين الجاد ومن يماطل، والحمد الله أنا أملك ملكة الإقناع، وأتعامل مع الناس بحب وصدق، وجميع من تعامل معي يدرك هذه الميزة في شخصية فوزية زينل.
* برأيك.. ما هي التحديات التي ستواجهونها؟
التحديات التي تواجه النواب في هذا المجلس وهي تحديات عديدة، في مقدمتها: كسب ثقة الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لهم، وذلك يحتاج إلى أن تتحول الوعود الانتخابية إلى حقيقة، وأن يكون النائب قريباً من ناخبيه وعلى تواصل دائم معهم ومصارحتهم في كل الموضوعات والقضايا والتشاور معهم بشأن القرار الذي يجب اتخاذه.
أيضاً أن يكون أداء النائب، مبنياً على قراءة عميقة للموضوع المطروح على المجلس، وأن يسعى إلى أن يكون قراره متوازناً، وأن يدرك النائب أن نجاحه ليس بالصراخ والهواش والوقوف بالند للحكومة ولكن بمناقشة الأمور بعقلانية ومحاولة الوصول إلى أفضل القرارات التي لا تؤثر على حياة الناس ومعيشتهم.
مطلوب أن يقوم النائب بترتيب أولوياته واهتماماته التي ضمنها برنامجه الانتخابي وألا يطغى الجانب الخدمي على دوره الأساسي في التشريع والرقابة وأن يكون النائب صوتاً حقيقياً للمواطنين داخل المجلس يعبر عن طموحاتهم ويتبنى قضاياهم بكل الصدق والأمانة، وأن يكون النائب قوياً وجريئاً في مناقشة كل ما يتعلق بأمور الناس الحياتية ويقوم بدوره الدستوري في عملية الرقابة على أداء السلطة التنفيذية ومتابعة تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية والضغط وفق الآليات الدستورية من أجل تنفيذ ما يتضمنه من توصيات.
العين الفاحصة
*كيف سيتم التعامل مع ملفات تقرير الرقابة المالية وبرنامج عمل الحكومة والميزانية؟
كما أشرت سابقاً، فإن دور النائب دستورياً بجانب التشريع هو الرقابة، وذلك يحتاج من النائب أن يثقف نفسه ويطلع على كل الملفات بعين فاحصة مع الاستعانة بالمتخصصين قدر الإمكان لمعرفة فحوى وأبعاد كل موضوع وبالتالي الوصول إلى القرار الصحيح عند التصويت.
تقرير الرقابة المالية وبرنامج عمل الحكومة والميزانية كلها ملفات غاية في الأهمية وتلامس حياة الناس وأوضاعهم المعيشية وبالتالي فإن التعامل معها يجب ألا يكون مبنياً على العواطف وإنما على الحقائق والمعلومات الصحيحة.
الحكومة ستقدم برنامج عملها للسنوات الأربع القادمة والمجلس يناقش البرنامج ويقول رأيه، وأعتقد أن التعاون إذا وجد بين السلطتين فإنه يمكن بسهولة ترتيب الأولويات فيما يتضمنه البرنامج من مشروعات، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البحرين وتطبيق برنامج التوازن المالي، ولذا هناك ضرورة لترتيب الأولويات بما يضمن تنفيذ المشروعات التي تمثل ضرورة قصوى للوطن وللناس أولاً ومن ثم بقية المشروعات، مع الالتزام بالحفاظ على المال العام وضبط النفقات ومنع أي هدر مالي.
أما الميزانية، فإننا نعلم جميعاً مسألة ارتفاع الدين العام والتي ترتبت عليها إجراءات تقشفية في العديد من القطاعات، وسيكون على المجلس التعامل مع هذا الواقع بشكل أساسي ومحاولة الوصول مع الحكومة إلى تفاهمات تراعي بين تنفيذ المشروعات التنموية في الصحة والتعليم والإسكان وغيرها وبين ضبط النفقات.
يجب أن يكون للمجلس النيابي دور في تطوير نظم الرعاية الاجتماعية وتطوير منظومة الجهاز الإداري هيكلياً ومالياً بالشكل الذي يحافظ على مكتسبات المواطنين.
ما هو موقفك تجاه المتنافسين البلديين في الجولة الثانية في دائرتك؟
أقف على الحياد بينهما، وأترك مهمة الاختيار أمام الناخب فهو المسؤول عن قراره وخياراته، ولكني سأكون حاضرة مع فريقي لدعم الجولة الثانية بلدي في دائرتي، فالمشاركة ودعم الإخوة البلديين مسؤوليتنا جميعاً، والاثنان كانا جالسين في خيمتي، إخوة يجمعنا حب الوطن في ظل المنافسة الشريفة، وسأكون موجودة لاستقبال الناس وسأكون حاضرة خارج المقر الانتخابي.. فمسؤولية إنجاح التجربة الثانية لا تقل أهمية عن الأولى.
وعلى الجميع القيام بدوره من أجل تحقيق أعلى نسبة مشاركة كما أفرزت النتائج في الجولة الأولى بأن نسبة المشاركة بلغت 67%، وهي نسبة مشرفة وعالية تنم عن رغبة الناس في إنجاح العملية الديمقراطية وقيامهم بدورهم بالمشاركة واختيار الأكفأ.
رحلة النجاح
* نلتِ الثقة في أصعب مجال يمكن للمرأة أن تنجح فيه ألا وهو الانتخاب.. فكيف كانت رحلة النجاح؟
هذه الثقة بنيتها بمحبتي وصدقي مع الناس، أراهن على إخلاصي مع الناس، بدأت هذه العلاقة من عملي التطوعي الممتد وأيضاً من عملي المهني في مجالات مختلفة إضافة إلى حضوري الإعلامي وغيرها.. هي عملية متكاملة وخطوة أدت إلى الخطوة التالية، ولكن كان الهم هو خدمة الوطن بروح محبة وبتفانٍ.
ما يتوارد في البحرين وبين أهالي الدائرة حول هذه النقطة ردي الوحيد لها بأنني سأتشرف بالعمل في أي موقع أكون فيه، وطموحي عالٍ، وسأعلم من أجل البحرين من أي موقع أكون فيه، وسأعمل بأقصى ما أستطيع دائماً.
بدأت عملي من خلال دار الأمل، وكنت أقول للشيخة لولوة آل خليفة رحمها الله في ذلك الوقت بأنني أريد أن أكون مثلها ومثل السيدات الفاضلات في الجمعية وأن أعمل في العمل التطوعي، وكانت رحمها الله تشجعني وتقول بأن وجودي في الدار والعمل من أجل الأطفال هذا هو العمل التطوعي.. وهنا كانت البداية.. بعدها بدأت رحلة العمل التطوعي منذ سنوات الدراسة الأولى.. وأذكر أنني عينت في وزارة التربية والتعليم في مدرسة عادية ولكنني طلبت توظيفي ونقلي للعمل مع الأطفال ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى شهور من العمل الجاد من أجل التمييز بين حرف الألف وحرف الباء، من هنا تعلمت الصبر، فكنت أصب اهتمامي دائماً على الأطفال الأحوج.
كلها بدايات شكلت خبرات فوزية ومثلت اللبنات الأولى في حياتها.. إلى أن وصلت للترشح لأول مرة في انتخابات الفصل التشريعي الثاني، وقد كانت الدوائر حينها تختلف عن اليوم، وقد نافست بشكل مرضٍ، ودخلت جولة ثانية مع منافس قوي وهو رئيس كتلة المنبر الوطني الإسلامي في ذلك الوقت د.عبداللطيف الشيخ، ورغم صعوبة المنافسة إلا أنني راضية عن النسبة التي حققتها أمام منافس قوي جداً بحجم د.عبداللطيف الشيخ، بعهدها لم أترشح في 2010 بسبب تعب زوجي لأنه كان في العناية القصوى قسم أمراض القلب، فكنت أرفض الترشح وهو في هذه الحالة رغم تشجيعه الدائم لي، وصلنا إلى 2014 وقمت بالترشح في دائرة بعد تعديل الدوائر. وكانت تجربة جديدة مع أهالي مجمعات جديدة لأحصد أصوات بلغت 3 آلاف صوت ويزيد، ولكنها لم تكلل بالنجاح أيضاً، بعدها قررت أن الثالثة ثابتة تلبية لنداء (نلبي الواجب) في ظل إيماني بأنني أملك القدرة على الفوز، والحمد الله دخلت في انتخابات 2018 وحققت النجاح من الجولة الأولى بأصوات تجاوزت الأربعة آلاف صوت ولله الحمد.
رحلتي كانت تراكم خبرات، وأعددت نفسي لهذا الكرسي بالدراسة داخل البحرين وخارجها فقد درست التجارب الديمقراطية وخضت دورات وكورسات في العمل الديمقراطي في أمريكا وبعض الدول العربية، لذلك نجاحي اليوم هو ثمرة لجهد سنوات طويلة من العمل الجاد.
وطبعاً لم أكن لأحقق ذلك لولا توفيق الله سبحانه، ودعم زوجي بومحمد الذي كان دائماً ما يشجعني ويدعمني، إلى جانب مساندة ابني ودعمه وتشجيعه لي، وعائلتي الجميلة التي احتضنتني بحب وأكن لهم كل الاحترام والتقدير، وفريق العمل الذي رافقني في مسيرتي الطويلة من أجل تهيئة الأرضية التي أقف عليها اليوم بكل فخر واعتزاز.
{{ article.visit_count }}
- المنافسات اللاتي يتأهلن للجولة الثانية يمتلكن القدرة والقوة
- وجهات النظر المختلفة في أي نقطة خلافية يجب أن تواجه بالحوار
- أقف محايدة بين المتنافسين البلديين وكلاهما "كانا في خيمتي الانتخابية"
- سأكون وفريقي حاضرين عند المقر الانتخابي وداعمين للجولة الثانية
- الملفات الوطنية تحتاج وقفة جادة من تشكيل نواب 2018
- أراهن على صدقي وإخلاصي مع الناس وقلتها "الثالثة ثابتة"
..
سماح علام
أكدت المترشحة الفائزة بمقعد خامسة الجنوبية فوزية زينل بأغلبية الأصوات التي تجاوزت 4 آلاف صوت من الجولة الأولى، أن المشاركة العالية التي تحققت تعد وسام فخر في التاريخ الديمقراطي في البحرين، موضحة أن "الهم هو خدمة الوطن بروح محبة وبتفانٍ وطموحي حدوده السماء".
فوزية زينل، لم تصل إلى قبة البرلمان بحسم الجولة الأولى فقط، بل أيضاً ترجمت بفوزها قدرتها على تغيير معادلة دائرة ذكورية في أشد وأقوى الدوائر في المحافظة الجنوبية، وعنها قالت "هو واقع يدل على وجود فكر تغير ونضج تشكل ووعي زاد.. فالمرأة اليوم رقم يذكر ورقم صعب ورقم مهم".
تراهن زينل، على صدقها وإخلاصها في العمل، مرتكزة على خبرة تراكمية صقلتها بالدراسة من أجل تحقيق ما وصلت إليه اليوم. وبينت أنها ستتوجه لعمل لجنة أهلية تعتبرها شريكاً لها في مسيرة عملها، فضلاً عن توجهها لرصد طلبات الأهالي وتوزيعها في قوائم وفق منهجية واضحة لبدء العمل على حلها وبحثها مع الجهات المختلفة.
تحديات كثيرة يواجهها المجلس النيابي القادم أهمها الملف الاقتصادي وبرنامج عمل الحكومة والميزانية والمطالبات المعيشية، والتي تختزلها جميعها بالتعليق بأنها ستقول "نعم" لما فيه مصلحة الوطن والمواطن، وستقول "لا" مقرونة ببدائل وحلول ومبادرات تراهن عليها لإحداث التغيير في مستوى الأداء الديمقراطي.
تفاصيل كثيرة كانت محل نقاش مع الفائزة بالمقعد البرلماني بأعلى نسبة أصوات "4570 صوتاً" حققتها على مستوى البحرين والوطن العربي فوزية زينل.. فإلى نص الحوار..
*استطعتِ تغيير معادلة دائرة ذكورية في المحافظة الجنوبية. بما يعكس دلالات كثيرة.. فكيف تقرئينها؟
لا يسعني في أول لقاء مطول معي بعد إعلان النتائج، إلا أن أتقدم بالشكر الجزيل والعرفان لراعي النهضة في البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء على دعمهم ومساندتهم الدائمة لمسيرة المرأة في البحرين التي يشهد لها بتميزها منذ التاريخ.
كما أقدم شكري وعرفاني إلى رائدة النهضة النسائية في البحرين صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، لدعمها المتواصل للمرأة البحرينية وسعيها بتوجيهاتها الدائمة للتقليل من الفجوة بين الرجل والمرأة في مجتمعنا.
وأضافت، أن المرأة البحرينية اليوم أخذت مكانتها التي تستحقها في المشهد السياسي، إلى جانب دور الاستراتيجية الوطنية لدعم المرأة التي تبناها المجلس الأعلى للمرأة والتي قللت الفجوة المجتمعية، لنتحدث عن دفتي الحراك السياسي الذي يتقاسمه كل من المرأة والرجل لاستكمال الأدوار بينهما.
حققت فوزية زينل أكثر من 4 آلاف صوت، وهذا الرقم إضافة حقيقية وتتويج لتاريخ الأصوات التي حصلت عليها منذ 2006 وصولاً إلى 2018، فكل الشكر لوعي الناخبين في دائرتي الدائرة الخامسة بالمحافظة الجنوبية.
فهذه الأصوات وعبر تاريخ الدائرة كانت محتكرة على الرجال، ولكن وعي الناخبين ونضجهم الذي انبنى خلال 16 سنة وهي عمر مسيرتنا في ظل المشروع الإصلاحي لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الذي كان له الفضل في إحداث حراك مغاير في مجتمع ناضج وديمقراطي ينظر إلى معيار الكفاءة دون أي اعتبارات أخرى.
إذا نقول، إن هناك فكراً تغير ونضجاً تشكل ووعياً زاد، فمن يتحمل مسؤولية تمثيل الشعب ويعكس طموحات لم يعد يقاس برجل أو امرأة، وهذا ليس على نطاق دائرتي فقط بل على مستوى البحرين، وهي شهادة مضيئة في التاريخ السياسي في البحرين.
المرأة شريكاً سياسياً
* بين التمثيل بـ3 أو 4 نساء في السنوات الماضية كأحسن حال وبين واقع جديد يفرز عدداً أكبر من البرلمانيات.. كيف تقرئين تغير هذا الرقم وانعكاساته على واقع العمل البرلماني ومن ثم المجتمع؟
المنافسات اليوم اللاتي تأهلن للدورة الثانية لديهن القدرة والقوة على المنافسة القوية، وهن حائزات على ثقة الشارع، إذاً المرأة اليوم رقم يذكر ورقم صعب ورقم مهم. لا نتحدث عن المرأة والرجل، بل نتحدث عن كفاءة يجب أن تعطى الفرصة للعمل وإثبات نفسها.
* هل ستكون فوزية زينل رئيسة المجلس النيابي القادم؟
أقدر وأثمن دعوة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة هالة الأنصاري لتبوء المرأة رئاسة أحد المجلسين خلال مؤتمر المشاركة السياسية للمرأة الذي عقد أخيراً، وهذا إن دل فإنما يدل على بعد نظر هذه السيدة المميزة التي تترجم بعملها وفريقها رؤية السيدة الأولى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وكامرأة أقول إن طموحي السماء، وإن أراد الله توفيقي لذلك فسأعمل بكل طاقتي لعكس أفضل صورة للمرأة البحرينية في هذا المنصب أو من أي موقع أكون فيه.. لا سيما أن تمثيل البحرين خير تمثيل مسؤولية أتمنى القيام بها وتأديتها على أفضل وجه.
* هذا يجعلنا نتساءل أيضاً عن أقرب اللجان إليك؟
التواجد في أي من لجان المجلس أمر طيب، فكلها تعمل من أجل خدمة الوطن، باختلاف مهامها والملفات التي تناقشها، ودور النائب أن يناقش جميع الأمور، وما تقدمه اللجان يتم بعد ذلك في الجلسات العامة للمناقشة والتصويت، لكن أنا أميل إلى عضوية أكثر من لجنة منها لجنة الشؤون المالية والاقتصادية لأنها العصب الرئيس لتحقيق كل المشاريع والملف الأصعب حالياً، أو لجنة الشؤون التشريعية والقانونية لأنها في اعتقادي بمثابة العقل المفكر للمجلس، وتتقاطع بشكل كبير مع دور النائب التشريعي، فهذه اللجنة تختص بالنظر في مشروعات القوانين ومطابقتها لأحكام الدستور، ومعاونة المجلس ولجانه الأخرى في صياغة النصوص التشريعية، أو لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني التي تناط بها مسئوليات عديدة سواء فيما يتعلق بتعزيز الأمن الداخلي أو علاقات البحرين الخارجية، علما بأن اللجان كلها تقوم بدور وطني هام في نطاق اختصاصها.
وعليه يبقى التعاون بين النواب من جهة والتعاون بين المجلس والسلطة التنفيذية من جهة أخرى هو الأساس الذي يؤدي إلى تقوية التجربة الديمقراطية.
برلمان 2018
كيف ترين ما يجب أن يكون عليه حراك برلمان 2018؟
لا يوجد ضعف أو قوة، بل يوجد أمور أنجزت وأمور لم تنجز، لذلك نريد الارتقاء بعمل النواب من أجل إشباع جزء من رغبات المواطنين، والمجلس الجديد بالتشكيل الجديد وبالدماء الجديدة، يجب أن يعمل على تغيير هذه النظرة، وإحداث التغيير المرجو مع القليل من الصبر، فالتدرج نحو التحسين والتعديل سيأخذ وقتاً، ولكننا سنعمل جاهدين لتحقيق ذلك.. أيضاً أريد أن أبين أن الإنجاز وطني وليس إنجازاً شخصياً.
كلنا نريد أن تكون البحرين أجمل وأن تكون الأفضل، لذلك نقول على المجلس الجديد أن يعمل بشكل متناغم ومكمل مع الحكومة من أجل إحداث فارق في حياة المواطن وأيضاً تحقيق منجزات وطنية يشهد لها من أجل النماء الذي لا يختلف عليه أي مواطن مخلص محب لأرضه ووطنه، سواء كان العمل داخل البحرين أو على نطاق صورة وسمعة البحرين الدولية التي نريد لها أن تكون دائماً متقدمة ومزدهرة.
أريد دائماً، أن أوضح وجهات النظر المختلفة فأي نقطة خلاف يجب أن تواجه بالحوار والشرح، وهذا ما سأعمل عليه دائماً وسأحرص على أن أكون حلقة وصل بين الشعب والحكومة في أي ملف نتصدى له بإذن الله، بوطنية وإخلاص، ومن خلال المتابعة نحن يصلنا ما تنقله وسائل الإعلام أو ما يدور في الشارع.
ولكن الحراك من داخل البرلمان والعمل من المكان الذي تناقش فيه التشريعات المختلفة سيكون حتما مختلفاً وسيجعلنا على دراية بالتفاصيل كلها وهذا ما يجب استثماره لتحقيق مكاسب أكبر بإذن الله، فكلمة نعم ستقال للأمر الذي يخدم الوطن والمواطن وإن قلت كلمة لا في أمر أعارضه فسأقدم البديل، لأن الرفض ليس هو الموقف المطلوب بل المطلوب هو تقديمي البدائل والخيارات والمبادرات إزاء كل قضية، وهذا ما يتطلب الدراسة والتعمق قبل إبداء الرأي، والأمانة العامة فيها المستشارون والمتخصصون وأيضاً تقدمت لأهالي الدائرة لعضوية لجنة أهلية أستشيرها في كل القضايا وأجعلهم شركاء معي في اتخاذ القرارات.
أيضاً الناس تتلمس الشخص الصادق من الكاذب، وتستطيع التمييز بين الجاد ومن يماطل، والحمد الله أنا أملك ملكة الإقناع، وأتعامل مع الناس بحب وصدق، وجميع من تعامل معي يدرك هذه الميزة في شخصية فوزية زينل.
* برأيك.. ما هي التحديات التي ستواجهونها؟
التحديات التي تواجه النواب في هذا المجلس وهي تحديات عديدة، في مقدمتها: كسب ثقة الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم لهم، وذلك يحتاج إلى أن تتحول الوعود الانتخابية إلى حقيقة، وأن يكون النائب قريباً من ناخبيه وعلى تواصل دائم معهم ومصارحتهم في كل الموضوعات والقضايا والتشاور معهم بشأن القرار الذي يجب اتخاذه.
أيضاً أن يكون أداء النائب، مبنياً على قراءة عميقة للموضوع المطروح على المجلس، وأن يسعى إلى أن يكون قراره متوازناً، وأن يدرك النائب أن نجاحه ليس بالصراخ والهواش والوقوف بالند للحكومة ولكن بمناقشة الأمور بعقلانية ومحاولة الوصول إلى أفضل القرارات التي لا تؤثر على حياة الناس ومعيشتهم.
مطلوب أن يقوم النائب بترتيب أولوياته واهتماماته التي ضمنها برنامجه الانتخابي وألا يطغى الجانب الخدمي على دوره الأساسي في التشريع والرقابة وأن يكون النائب صوتاً حقيقياً للمواطنين داخل المجلس يعبر عن طموحاتهم ويتبنى قضاياهم بكل الصدق والأمانة، وأن يكون النائب قوياً وجريئاً في مناقشة كل ما يتعلق بأمور الناس الحياتية ويقوم بدوره الدستوري في عملية الرقابة على أداء السلطة التنفيذية ومتابعة تقارير ديوان الرقابة المالية والإدارية والضغط وفق الآليات الدستورية من أجل تنفيذ ما يتضمنه من توصيات.
العين الفاحصة
*كيف سيتم التعامل مع ملفات تقرير الرقابة المالية وبرنامج عمل الحكومة والميزانية؟
كما أشرت سابقاً، فإن دور النائب دستورياً بجانب التشريع هو الرقابة، وذلك يحتاج من النائب أن يثقف نفسه ويطلع على كل الملفات بعين فاحصة مع الاستعانة بالمتخصصين قدر الإمكان لمعرفة فحوى وأبعاد كل موضوع وبالتالي الوصول إلى القرار الصحيح عند التصويت.
تقرير الرقابة المالية وبرنامج عمل الحكومة والميزانية كلها ملفات غاية في الأهمية وتلامس حياة الناس وأوضاعهم المعيشية وبالتالي فإن التعامل معها يجب ألا يكون مبنياً على العواطف وإنما على الحقائق والمعلومات الصحيحة.
الحكومة ستقدم برنامج عملها للسنوات الأربع القادمة والمجلس يناقش البرنامج ويقول رأيه، وأعتقد أن التعاون إذا وجد بين السلطتين فإنه يمكن بسهولة ترتيب الأولويات فيما يتضمنه البرنامج من مشروعات، لا سيما في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البحرين وتطبيق برنامج التوازن المالي، ولذا هناك ضرورة لترتيب الأولويات بما يضمن تنفيذ المشروعات التي تمثل ضرورة قصوى للوطن وللناس أولاً ومن ثم بقية المشروعات، مع الالتزام بالحفاظ على المال العام وضبط النفقات ومنع أي هدر مالي.
أما الميزانية، فإننا نعلم جميعاً مسألة ارتفاع الدين العام والتي ترتبت عليها إجراءات تقشفية في العديد من القطاعات، وسيكون على المجلس التعامل مع هذا الواقع بشكل أساسي ومحاولة الوصول مع الحكومة إلى تفاهمات تراعي بين تنفيذ المشروعات التنموية في الصحة والتعليم والإسكان وغيرها وبين ضبط النفقات.
يجب أن يكون للمجلس النيابي دور في تطوير نظم الرعاية الاجتماعية وتطوير منظومة الجهاز الإداري هيكلياً ومالياً بالشكل الذي يحافظ على مكتسبات المواطنين.
ما هو موقفك تجاه المتنافسين البلديين في الجولة الثانية في دائرتك؟
أقف على الحياد بينهما، وأترك مهمة الاختيار أمام الناخب فهو المسؤول عن قراره وخياراته، ولكني سأكون حاضرة مع فريقي لدعم الجولة الثانية بلدي في دائرتي، فالمشاركة ودعم الإخوة البلديين مسؤوليتنا جميعاً، والاثنان كانا جالسين في خيمتي، إخوة يجمعنا حب الوطن في ظل المنافسة الشريفة، وسأكون موجودة لاستقبال الناس وسأكون حاضرة خارج المقر الانتخابي.. فمسؤولية إنجاح التجربة الثانية لا تقل أهمية عن الأولى.
وعلى الجميع القيام بدوره من أجل تحقيق أعلى نسبة مشاركة كما أفرزت النتائج في الجولة الأولى بأن نسبة المشاركة بلغت 67%، وهي نسبة مشرفة وعالية تنم عن رغبة الناس في إنجاح العملية الديمقراطية وقيامهم بدورهم بالمشاركة واختيار الأكفأ.
رحلة النجاح
* نلتِ الثقة في أصعب مجال يمكن للمرأة أن تنجح فيه ألا وهو الانتخاب.. فكيف كانت رحلة النجاح؟
هذه الثقة بنيتها بمحبتي وصدقي مع الناس، أراهن على إخلاصي مع الناس، بدأت هذه العلاقة من عملي التطوعي الممتد وأيضاً من عملي المهني في مجالات مختلفة إضافة إلى حضوري الإعلامي وغيرها.. هي عملية متكاملة وخطوة أدت إلى الخطوة التالية، ولكن كان الهم هو خدمة الوطن بروح محبة وبتفانٍ.
ما يتوارد في البحرين وبين أهالي الدائرة حول هذه النقطة ردي الوحيد لها بأنني سأتشرف بالعمل في أي موقع أكون فيه، وطموحي عالٍ، وسأعلم من أجل البحرين من أي موقع أكون فيه، وسأعمل بأقصى ما أستطيع دائماً.
بدأت عملي من خلال دار الأمل، وكنت أقول للشيخة لولوة آل خليفة رحمها الله في ذلك الوقت بأنني أريد أن أكون مثلها ومثل السيدات الفاضلات في الجمعية وأن أعمل في العمل التطوعي، وكانت رحمها الله تشجعني وتقول بأن وجودي في الدار والعمل من أجل الأطفال هذا هو العمل التطوعي.. وهنا كانت البداية.. بعدها بدأت رحلة العمل التطوعي منذ سنوات الدراسة الأولى.. وأذكر أنني عينت في وزارة التربية والتعليم في مدرسة عادية ولكنني طلبت توظيفي ونقلي للعمل مع الأطفال ذوي الإعاقة الذين يحتاجون إلى شهور من العمل الجاد من أجل التمييز بين حرف الألف وحرف الباء، من هنا تعلمت الصبر، فكنت أصب اهتمامي دائماً على الأطفال الأحوج.
كلها بدايات شكلت خبرات فوزية ومثلت اللبنات الأولى في حياتها.. إلى أن وصلت للترشح لأول مرة في انتخابات الفصل التشريعي الثاني، وقد كانت الدوائر حينها تختلف عن اليوم، وقد نافست بشكل مرضٍ، ودخلت جولة ثانية مع منافس قوي وهو رئيس كتلة المنبر الوطني الإسلامي في ذلك الوقت د.عبداللطيف الشيخ، ورغم صعوبة المنافسة إلا أنني راضية عن النسبة التي حققتها أمام منافس قوي جداً بحجم د.عبداللطيف الشيخ، بعهدها لم أترشح في 2010 بسبب تعب زوجي لأنه كان في العناية القصوى قسم أمراض القلب، فكنت أرفض الترشح وهو في هذه الحالة رغم تشجيعه الدائم لي، وصلنا إلى 2014 وقمت بالترشح في دائرة بعد تعديل الدوائر. وكانت تجربة جديدة مع أهالي مجمعات جديدة لأحصد أصوات بلغت 3 آلاف صوت ويزيد، ولكنها لم تكلل بالنجاح أيضاً، بعدها قررت أن الثالثة ثابتة تلبية لنداء (نلبي الواجب) في ظل إيماني بأنني أملك القدرة على الفوز، والحمد الله دخلت في انتخابات 2018 وحققت النجاح من الجولة الأولى بأصوات تجاوزت الأربعة آلاف صوت ولله الحمد.
رحلتي كانت تراكم خبرات، وأعددت نفسي لهذا الكرسي بالدراسة داخل البحرين وخارجها فقد درست التجارب الديمقراطية وخضت دورات وكورسات في العمل الديمقراطي في أمريكا وبعض الدول العربية، لذلك نجاحي اليوم هو ثمرة لجهد سنوات طويلة من العمل الجاد.
وطبعاً لم أكن لأحقق ذلك لولا توفيق الله سبحانه، ودعم زوجي بومحمد الذي كان دائماً ما يشجعني ويدعمني، إلى جانب مساندة ابني ودعمه وتشجيعه لي، وعائلتي الجميلة التي احتضنتني بحب وأكن لهم كل الاحترام والتقدير، وفريق العمل الذي رافقني في مسيرتي الطويلة من أجل تهيئة الأرضية التي أقف عليها اليوم بكل فخر واعتزاز.