مرض كورو، المعروف أيضًا بـ"مرض الضحك المميت"، هو اضطراب عصبي نادر ينتمي إلى فئة الأمراض البريونية، وسُجّلت هذه المتلازمة لأول مرة بين قبائل فور في بابوا غينيا الجديدة في منتصف القرن العشرين، حيث تسببت في وفاة العديد من الأفراد، خاصة النساء والأطفال.
ويُطلق عليه "مرض الضحك المميت" بسبب نوبات الضحك اللاإرادية التي تُصاحب المراحل المتقدمة منه.
الأسباب الكامنة وراء المرض
ينجم مرض كورو عن انتشار بروتينات بريونية غير طبيعية تُصيب الدماغ وتؤدي إلى تلفه التدريجي، وبين قبائل فور، انتشر المرض نتيجة ممارسات الطقوس الجنائزية التي تضمنت أكل لحوم البشر، حيث كان أفراد القبيلة يأكلون دماغ المتوفى كجزء من التقاليد.
وهذا السلوك أدى إلى انتقال البريونات المسببة للمرض من شخص لآخر.
الأعراض السريرية لمرض كورو
يتطور مرض كورو على ثلاث مراحل:
• المرحلة الأولية: يبدأ المرض باضطرابات في المشي والتوازن، مما يؤدي إلى زيادة فرص السقوط.
• المرحلة الوسطى: تظهر رعشات في الأطراف وصعوبة في التحدث والبلع، إلى جانب تغيرات نفسية مثل نوبات الضحك اللاإرادي.
• المرحلة النهائية: يعاني المريض من فقدان القدرة على الحركة والكلام، مما يؤدي إلى الوفاة بسبب الالتهابات الثانوية أو فشل الجهاز العصبي.
كيف أباد مرض كورو قبائل بأكملها؟
تفشى المرض بسرعة بين قبائل فور نتيجة للممارسات الجنائزية. كانت النساء والأطفال هم الأكثر تأثرًا لأنهم كانوا المسؤولين عن أكل الدماغ، حيث يُعتقد أن الرجال تجنبوا ذلك لاعتباره طعامًا غير مرغوب، ومع مرور الوقت، أدى المرض إلى تقليص أعداد القبيلة بشكل كبير.
الإجراءات الوقائية والتاريخ الحديث
مع حظر ممارسات أكل لحوم البشر في بابوا غينيا الجديدة خلال منتصف القرن العشرين، انخفضت حالات الإصابة بمرض كورو بشكل كبير. ومع ذلك، فإن المرض يظل محل اهتمام العلماء لفهم آلية انتقال البريونات وتأثيرها على الدماغ.
أوجه التشابه مع أمراض بريونية أخرى
يشبه مرض كورو أمراضًا أخرى تسببها البريونات، مثل مرض جنون البقر ومرض كرويتزفيلد جاكوب. جميع هذه الأمراض تُظهر نمطًا مشتركًا من تلف الدماغ التدريجي، مما يؤدي إلى الوفاة في النهاية.
مرض كورو هو تذكير قوي بتأثير العادات الثقافية على انتشار الأمراض. وعلى الرغم من أن هذا المرض أصبح نادرًا الآن، إلا أنه يظل علامة فارقة في التاريخ الطبي لفهم الأمراض العصبية والبريونية.
البحث المستمر في هذا المجال يعزز قدرتنا على مواجهة تحديات مماثلة في المستقبل.