العربية.نت

كشف المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط أحمد المنظري عن رأي منظمة الصحة العالمية حول قرار السعودية رفع أعداد الحجاج هذا العام إلى مليون حاج، بقوله: "نثق أن السعودية اتخذت هذا القرار المهم بعد دراسة وافية للوضع الداخلي للجائحة، وتقييم للمخاطر والمنافع بدقة، بما يضمن صحة الحجيج والخروج بموسم الحج بسلامة وأمان، ونعلم أن معدلات التطعيم في السعودية بلغت مستويات مرتفعة للغاية، وأن الاشتراطات الصحية لدخول الحجيج تحتم على كل حاج تلقي جرعات اللقاح في الوقت المناسب قبل دخول السعودية".

وأضاف خلال حوار "العربية.نت": ومع ذلك فإننا ندعو السلطات إلى مضاعفة الجهود لضمان التزام كافة الحجاج بالتدابير الوقائية خلال موسم الحج ومراعاة إجراءات الصحة العامة. فهذه الإجراءات والتدابير مع الحرص على الحصول على التطعيمات هي السبيل لتأمين موسم الحج.

نحمد الله أن الأسابيع الأخيرة شهدت انخفاضاً كبيراً في عدد الحالات والوفيات في الإقليم للأسبوع الثالث على التوالي. ورغم أننا شهدنا انخفاضًا عامًّا في الإصابات والوفيات على الصعيدين الإقليمي والعالمي، فإننا ما زلنا نعيش في ظل الجائحة إلى حد بعيد، ولا بد أن نظل متيقظين لتجنب المزيد من الحزن والمعاناة. وباستطاعة كل فرد منا أن يحرص على ألا تؤدي قراراتنا وأفعالنا في نهاية المطاف إلى نتيجة كارثية لأي شخص قد ننقل إليه العدوى دون أن ندري، مما يتسبب في زيادة انتشار الجائحة. ولا يمكن وقف سلسلة انتقال العدوى إلا إذا اتخذنا جميعًا قرارًا واعيًا وجماعيًا لوقف انتشار هذا المرض تمامًا.

نأمل أن نشهد بنهاية هذا العام احتواءً للفيروس في ظل الارتفاع الملحوظ في نسب التغطية باللقاحات، ولكن انتهاء الجائحة لا يزال بعيداً، جراء عوامل عديدة، منها تفاوت نسب التطعيم بين البلدان المختلفة، وظهور التحورات التي تتسم بسرعة الانتشار وتخفيف الإجراءات الذي يتم أحياناً دون تقييم للأوضاع وتقدير للمواقف، وأعود فأكرر أن إنهاء الجائحة بأيدينا نحن إذا واصلنا الالتزام التام بالإجراءات الصحية والتدابير الوقائية وتوفير اللقاحات لكل من يحتاجها، وصولاً إلى النسب المستهدفة، أما فيما يتعلق بالجوائح المستقبلية، فنقول دائماً إن وقوع الجوائح أمر متوقع في أي وقت، لكننا لا نعرف أي جائحة بالتحديد ولا نوع الفيروس الذي سيسببها، ولنتذكر أننا توقعنا ظهور جائحة قبل اندلاع كوفيد 19، وهذا يحتم علينا أن نكون في وضع استعداد دائم، وأن نتأهب على صعيد الترصد واستكمال التجهيزات والأدوات والقدرات والتخطيط للتصدي والاستجابة، وهذا يؤكد أهمية الالتزام بمتطلبات اللوائح الصحية الدولية.

مأمونية اللقاحات

- ماذا عن مأمونية اللقاحات الجديدة؟ وهل من الممكن أن تشرع الجرعة الرابعة قريباً للوقاية من فيروس كورونا وسلالته؟

اللقاحات المعتمدة من قبل المنظمة للاستخدام الطارئ أو تلك المعتمدة من جهات الاعتماد الموثوقة والتي يعتد بها عالمياً وإقليمياً، كلها مأمونة وتتسم بالسلامة والكفاءة، وتحقق الحماية بنسب متفاوتة، وبخصوص الجرعة الرابعة أو الجرعات التعزيزية بصفة عامة فقد ثبتت فائدتها في حالات معينة حيال فئات معينة ممن يعانون من ضعف المناعة أو من المصابين بأمراض مناعية، ولا تزال الأولوية في تقديم اللقاح للفئات التي لم تحصل بعد على الجرعات الأساسية، فهؤلاء أجدر بالحصول على اللقاح لتجنب الإصابة.

الحرب في أوكرانيا

- في ظل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. هل من مستجدات في الأرض تعاملت معها منظمة الصحة العالمية؟

منظمة الصحة العالمية ملتزمة بالتواجد في أوكرانيا الآن وعلى المدى الطويل، لمواجهة التحديات الصحية الفورية واحتياجات إعادة الإعمار في المستقبل. نحن نستعد لإعادة نشر الفرق في جميع أنحاء البلاد مع تحسن فرص الوصول وحالة الأمن

وتعمل المنظمة مع ما يقرب من 100 شريك محلي ودولي لتوصيل الإمدادات الطبية المنقذة للحياة إلى المناطق الأشد تضرراً في أوكرانيا، ونواصل الدعوة إلى ممر آمن لإيصال الإمدادات الحيوية إلى ماريوبول والمدن المحاصرة الأخرى، كما تبذل منظمة الصحة العالمية قصارى جهدها لإعادة بدء عملياتها ومكتبها القطري في العاصمة كييف.

وتردد منظمة الصحة العالمية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، للسماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق للمحتاجين والسماح لمن يريدون المغادرة بالقيام بذلك.

ونحن نستنكر استمرار الهجمات على مؤسسات الرعاية الصحية، حيث تؤدي الهجمات على تلك المؤسسات إلى قتل وإصابة المدنيين، وعرقلة تقديم الرعاية الصحية والوصول لمن هم في حاجة إليها، ونؤكد على ضرورة التمسك بالقوانين الإنسانية وقوانين حقوق الإنسان الدولية.

- نقترب من حلول كأس العالم 2022، ونحن ما زلنا نعيش في خضم جائحة فيروس كورونا.. كيف سيتم التعامل مع الأعداد الكبيرة المتوقع حضورها إلى المونديال من وجهة نظر منظمة الصحة العالمية؟

هذا موضوع هام بالفعل، وقد تم الاستعداد له مبكراً من خلال شراكة عالمية فريدة للنهوض بالصحة خلال انعقاد بطولة كأس العالم، حيث اتفق كبار القادة في منظمة الصحة العالمية ودولة قطر التي تستضيف البطولة العالمية وفيفا على مجموعة من التدابير التي ستنفذ خلال البطولة المقامة هذا العام. وتلتزم هذه الشراكة التي أطلقت في أواخر عام 2021 بما يلي:

• حماية صحة جميع المشاركين في بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، والتعاون لضمان أن تكون حدثا صحيا ومأمونا بدءا من تنفيذ التدابير الاحترازية للوقاية من انتشار كوفيد-19 إلى تقديم خيارات غذائية صحية.

• اتخاذ بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 منصةً للترويج لأنماط العيش الصحية: ستلهم البطولة ملايين الأشخاص في العالم لزيادة الإقبال على لعب كرة القدم وممارسة الأنشطة الرياضية، بما في ذلك إطلاق حملة لإذكاء الوعي بفوائد النشاط البدني على الصحة. وقد وقعت دولة قطر أيضا مع المنظمة على شراكة مدتها ثلاث سنوات من أجل تحسين إتاحة الرعاية الصحية والترويج لأنماط العيش الصحية في جميع أنحاء البلد.

• وضع مخطط لحماية وتعزيز الصحة في التجمعات الحاشدة في المستقبل: تتيح بطولة كأس العالم فرصة فريدة لإعداد نهج جديد خاص بتنظيم الأحداث الرياضية الكبرى مع مراعاة الدروس المستخلصة من الجائحة وتعزيز الرياضة والصحة باعتبارهما سبيلا للتعافي.

المدن الصحية السعودية

- اعتمدت مؤخراً منظمة الصحة العالمية برنامج المدن الصحية في السعودية كمركز متعاون مع المنظمة.. ما هو الهدف وهل من مستجدات حيال هذا الموضوع؟

برنامج المدن الصحية من أكبر المبادرات التي تستهدف تعزيز صحة البيئة وأنماط الحياة الصحية وحماية الكوكب ككل، من خلال تطبيق قائمة طويلة جداً من الاشتراطات تزيد على 80 اشتراطاً لابد من توافرها لإعلان مدينة ما مدينة صحية، ونحن سعداء أن عدد المدن التي تم إعلانها مدنا صحياً يتزايد في إقليمنا، وقد اعتمدت منظمة الصحة العالمية برنامج المدن الصحية في السعودية، مركزاً متعاوناً مع المنظمة، وتم من خلال هذا البرنامج اعتماد منظمة الصحة العالمية لتسع مدن طبية في مختلف المناطق بالسعودية، وهي الدرعية، والمدينة المنورة، والطائف، وعنيزة، وجلاجل، والمندق الجموم، ورياض الخبراء، وشرورة، إضافة إلى اعتماد جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن كأول جامعة معززة للصحة في الإقليم، ونأمل أن يواصل البرنامج تحقيق النجاحات والأهداف المعلقة عليه.