الحرة
تدرس العلامات التجارية والشركات الكبرى تكلفة التعاون مع قطر من خلال استضافتها لكأس العالم لكرة القدم في وقت لاحق من العام الحالي، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وقالت الصحيفة الأميركية إن العديد من الشركات تتخذ خطوات لإبعاد علاماتها التجارية بعيدا عن البلد المضيف، على الرغم من أنها دفعت ملايين الدولارات لربط نفسها بأهم حدث رياضي في العالم.
يأتي ذلك بسبب غرق مونديال قطر في الجدل منذ عام 2010 الذي منحت فيه الدولة الخليجية حق استضافة البطولة كأول دولة في الشرق الأوسط تستضيف كأس العالم.
وتتعرض قطر لانتقادات حادة من قبل نشطاء وجماعات حقوق الإنسان بسبب معاملة الدولة للعمال المهاجرين الذين ساهموا في بناء منشآت البطولة، إضافة إلى قوانين الدوحة مع مجتمع المثليين.
بالنسبة إلى النجم الإنكليزي وهداف كأس العالم السابق، غاري لينيكر، لم يكن عرض تقديم حفل قرعة البطولة مغريا.
ويتمتع الدولي الإنكليزي السابق بعلاقة وثيقة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بحكم مشواره الكروي السابق وعمله الحالي كمذيع تلفزيوني شهير، لكنه ترك الفيفا يبحث عن بديل لتقديم حفل القرعة الذي أقيم الشهر الماضي بالدوحة، على الرغم من تقديمه عام 2017 حفل قرعة المونديال السابق في روسيا.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" إن إحجام لينيكر عن تقديم حفل القرعة هو مجرد مثال واحد حديث على الخط الذي يتعين على الرياضيين والرعاة المشهورين أن يخطوه عندما يتعلق الأمر بكأس العالم في قطر.
لطالما تراجعت قطر عن التصورات حول الدولة التي تعتبرها غير دقيقة أو عفا عليها الزمن، إذ تحاول توضيح التغييرات في البلاد.
لكن الأمثلة على المعاملة السيئة ما زالت قائمة وتظل موضوعا مهما لوسائل الإعلام الإخبارية، لا سيما في أوروبا، حيث لا تزال كأس العالم في قطر مصدرا للاحتجاج وانتقادا شديدا لمن يرتبطون بها.
واختارت بعض الشركات التي كان من المتوقع أن تستفيد من الحدث الأكبر في الرياضة الأكثر شعبية على وجه الأرض الابتعاد.
وقررت "آي إن جي"، وهي مجموعة خدمات مالية ومصرفية دولية كبرى ترعى منتخبات هولندا وبلجيكا، عدم الاستفادة من تلك العلاقات خلال الحدث.
وقال متحدث باسم الشركة لصحيفة "نيويورك تايمز" إن الشركة لن تقبل أي تخصيص تذاكر للبطولة أو المشاركة في أي عرض ترويجي متعلق بكأس العالم.
وأضاف: "بالنظر إلى المناقشة والمخاوف بشأن وضع حقوق الإنسان في البنية التحتية للبطولة، نعتقد أنه غير مناسب".
وبدلا من ذلك، قالت المجموعة إنها ستركز جهودها على بطولة كرة القدم الأوروبية للسيدات التي ستقام في إنكلترا هذا الصيف.
وأصدر العديد من الشركاء الآخرين لمنتخبات هولندا وبلجيكا بيانات توضح خططهم لتجاهل ما يمكن أن يكون في الظروف العادية منصة تسويق رئيسية.
وقالت "جي إل إس"، وهي شركة تقدم خدمات لوجستية هولندية، إنه على الرغم من دعمها للمنتخب البلجيكي منذ عام 2011، فإنها لن تأخذ تخصيص التذاكر لترويج العملاء أو المشاركة في أي حملات إعلانية في قطر "لأننا نعتبر الاستخدام التجاري لكأس العالم 2022 في سياق حالة حقوق الإنسان من الأفضل عدم حدوثه".
ومع ذلك، ترفض شركات أخرى الدخول في مقاطعة الحدث الرياضي الأبرز الذي يقام في شهري نوفمبر وديسمبر المقبلين.
وأصدرت سلسلة متاجر كارفور الفرنسية ردا قويا على الادعاءات بأنها ستنضم أيضا إلى الآخرين فيما يبدو أنه مقاطعة جماعية لكأس العالم.
وقالت الشركة لصحيفة "نيويورك تايمز" في بيان وصف أي مزاعم بأنها ستشارك في "أخبار كاذبة"، "لا تشارك كارفور والشركات التابعة لها في مقاطعة من أي نوع".