أ ف ب
وصل رئيس الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى باريس، اليوم الأحد، في مستهل زيارة رسمية يتوقع أن تشهد توقيع صفقات في مجالات الطاقة والنقل، تعزز العلاقة المتنامية بين الدولة الخليجية وفرنسا الباحثة عن تنويع مصادرها من المحروقات.

وفي أول زيارة خارجية له كرئيس للإمارات، سيلتقي الشيخ محمد بن زايد نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، يوم غد الإثنين، في قصر الإليزيه قبل أن يجتمع بمسؤولين فرنسيين آخرين بينهم رئيسة الوزراء.

وتأتي زيارته في أعقاب أول جولة شرق أوسطية للرئيس الأمريكي جو بايدن منذ تسلمه إدارة البيت الأبيض، والتي سعت إلى إعادة تأكيد نفوذ واشنطن في المنطقة، لكنها فشلت في أن تنتج أي اختراق حقيقي، خصوصا في السعودية.

وواشنطن وباريس حريصتان على إقناع السعودية والإمارات للمساعدة في خفض أسعار المحروقات المرتفعة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عن طريق ضخ مزيد من النفط.

وقال مستشار رئاسي في الإليزيه إن أحد أهم البنود خلال زيارة رئيس الإمارات هو ”الإعلان عن ضمانات تقدمها الإمارات بشأن كميات إمدادات المحروقات (الديزل فقط) لفرنسا“.

وأضاف المصدر أن ”فرنسا تسعى إلى تنويع مصادر إمدادها على خلفية الصراع في أوكرانيا، وضمن هذا السياق يتم التفاوض على هذه الاتفاقية“، علما أن الإمارات لا تزود فرنسا بالديزل في الوقت الحالي.

كما سيتم توقيع مذكرات تفاهم وعقود في مجال الطاقة والنقل ومعالجة النفايات خلال الزيارة التي تستغرق ثلاثة أيام.

ونمت العلاقات بين البلدين بشكل كبير في السنوات الماضية.

والإمارات موطن للفرع الأجنبي الوحيد لمتحف اللوفر.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وقعت عقدا قياسيا بقيمة 14 مليار يورو لشراء 80 طائرة حربية من طراز رافال.

والإمارات هي موطن أكبر جالية من المغتربين الفرنسيين والفرنكوفونيين في منطقة الخليج.

وقالت السفيرة الإماراتية في فرنسا، هند العتيبة، إن ”صداقتنا مع فرنسا، المبنية على عقود من الشراكات العميقة عبر المجالات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، تجعلنا دائمًا نتفاءل بالمستقبل“.

ودعا بايدن، أمس السبت، نظيره الإماراتي لزيارة الولايات المتحدة، في لفتة ودية بعد شهور من العلاقات المتوترة على خلفية حرب أوكرانيا وقضايا أخرى.

وقالت الخبيرة في شؤون الخليج، آن غاديل، إن زيارة فرنسا ”لها بالطبع بعد رمزي للغاية وتوضح (..) العلاقة الشخصية الجيدة بين ماكرون والشيخ محمد بن زايد“، لكنها ”ستتمحور حول قضايا الطاقة في وقت تشعر الدول الأوروبية بالقلق من ارتفاع التضخم المدفوع بزيادة أسعار الطاقة“.

وتابعت: ”إنها أيضا إشارة إلى الولايات المتحدة (...) بمعنى: لسنا في عجلة من أمرنا للاستجابة لمطالب الولايات المتحدة بأي ثمن“.