وصل المقرئ الكويتي محمود الرفاعي إلى بلاده، اليوم الأربعاء، عقب إفراج السلطات التونسية عنه، بعد توقيفه هناك والتحقيق معه على خلفية مشاركته في تنظيم مسابقة للأطفال لتحفيظ القرآن الكريم، في ولاية قفصة التونسية.
وكان في استقبال الرفاعي حشد من المواطنين، من بينهم النائب في مجلس الأمة الدكتور حمد المطر الذي تفاعل مع قضية الرفاعي منذ توقيفه حتى إخلاء سبيله.
ووثقت حسابات إخبارية كويتية لحظة وصول الرفاعي الذي أفرجت عنه السلطات التونسية فجر أمس الثلاثاء، بعد توقيفه في تونس لعدة أيام.
والرفاعي، هو أحد قارئي القرآن الكريم في دولة الكويت، وهو إمام مسجد محمد ناصر الهاجري في منطقة الزهراء، وحاصل على المركز الأول في مسابقة الكويت الكبرى العاشرة لحفظ القرآن الكريم وتجويده، والتي أقيمت برعاية الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد في مسجد الدولة الكبير.
وكشف الرفاعي في تصريح صحفي لوسائل الإعلام عن تفاصيل ما جرى له قبيل توقيفه في تونس، قائلاً إنه "توجَّه إلى تونس لحضور حفل تكريم لحفظة القرآن الكريم بقصد إلقاء كلمة تحفيزية على الحفظ والإتقان في أحكام التلاوة والتجويد".
وأضاف أنهم "فوجئوا قبل موعد الحفل بساعتين بإلغاء الحفل واستدعاء الجهة التي كانت منظمة للحفل، وبعدها تم استدعاؤه"، فيما أشاد المقرئ الرفاعي بتعامل السلطات التونسية معه عند توقيفه.
وقدَم النائب حمد المطر الشكر لوزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح، وقال في تصريح لحساب "المجلس" الإخباري: إن "اتصالات وزير الخارجية كانت متواصلة أثناء التحقيق مع الشيخ محمود الرفاعي وكان يزوِده بالمعلومات أولًا بأول ويقوم هو بإيصالها إلى ذوي الرفاعي".
وكانت وزارة الخارجية الكويتية أعلنت منذ بداية قضية المقرئ محمود الرفاعي، أنها تتابع القضية، إذ قال وزير الخارجية "أتابع شخصيًّا هذا الأمر، وسفارتنا في تونس ومحامي السفارة يتابعان القضية أولًا بأول"، بحسب ما نقلت صحيفة "الراي" المحلية.
وكانت السلطات التونسية أعلنت الأحد، توقيف مجموعة من الأشخاص، من بينهم المقرئ الرفاعي، في محافظة قفصة جنوب البلاد.
وأكد مصدر أمني تونسي لـ"إرم نيوز"، أن "توقيف المجموعة جاء بأمر من النيابة العامة، وذلك بقصد التحقيق معهم بتهمة ممارسة نشاط ديني دون ترخيص".
من جهتها، أكدت المحامية التونسية حنان الخميري، اعتقال المقرئ الرفاعي، مشيرة إلى أن "النيابة العامة في قفصة أحالته مع 5 أشخاص آخرين إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب بتهم إرهابية".
وأوضحت الخميري في تصريح صحفي، أن "حيثيات القضية تعود إلى تنظيم مسابقة للأطفال من بضع جهات لتحفيظ القرآن الكريم، في فضاء خاص بولاية قفصة، يوم الخميس الـ29من ديسمبر/ كانون الأول الماضي، من قبل مواطنين تونسيين أصيلي الجهة مقيمين في سويسرا، ويشرفون على جمعية لتحفيظ القرآن بقفصة واعتادوا تنظيم هذه المسابقة في السنوات الماضية".
وقالت الخميري إن "موكليها، وهم منظمو المسابقة، أعلموا السلطات المحلية والجهوية بتنظيم حفل تكريم الأطفال الفائزين في المسابقة، لكنهم فوجئوا باقتحام الأمن الفضاء الخاص (قاعة أفراح)، والقبض عليهم وإحالتهم إلى القطب القضائي لمكافحة الإرهاب (محكمة عليا مختصة بالنظر في قضايا الإرهاب)"، وفق تعبيرها.