واصل منتدى التوازن بين الجنسين الذي يعقد برعاية حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة فعالياته بالقمة العالمية للحكومات 2023 التي عُقدت في دبي بمشاركة وحضور عدد من رؤساء دول وحومات ولفيف من القادة بالقطاعين الحكومي والخاص والخبراء لاستشراف التحولات المستقبلية في مختلف المجالات.
فقد نظم المنتدى جلسة حوارية ثرية بعنوان "الشراكات بين الحكومة والقطاع الخاص من أجل التوازن بين الجنسين والتنمية الاقتصادية"، بحضور سعادة منى غانم المرّي، نائبة رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، وتحدث فيها كل من ماثيو لويس المدير العام لشركة راسل رينولدز أسوشييتس للاستشارات الإدارية، وإيلينا سيجيل المؤسس الشريك لشركة كيرني، وشريف فهمي المدير التنفيذي لشركة كامان للطائرات، وأدارتها عايشة فالياني أخصائي أول بمجلس الامارات للتوازن بين الجنسين.
وأكد المشاركون في الجلسة أن تحقيق مزيد من التقدم في التوازن بين الجنسين ليس مسؤولية الحكومات وحدها بل هو مسؤولية مشتركة بين الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص، لافتين إلى أهمية تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية التوازن وإشراك المرأة على أسس متكافئة بمختلف القطاعات.
وقال المشاركون في الجلسة إن مبادرة القطاع الخاص الإماراتي المتعلقة بـ "تعهد تسريع تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة"، الذي تم إطلاقها العام الماضي وتلتزم الشركات المنضمة إليه طوعياً بزيادة نسبة مشاركة المرأة في المناصب القيادية بالإدارتين الوسطى والعليا إلى 30% بحلول عام 2025 تمثل نموذجاً ملهماً للقطاع الخاص الإقليمي والعالمي، إذ تعكس الالتزام الطوعي للقطاع الخاص بتحقيق المستهدفات الوطنية.
وتم إطلاق هذا التعهد في يناير من عام 2022 كمبادرة مشتركة بين المجلس الاستشاري للقطاع الخاص بشأن أهداف التنمية المستدامة ومجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين واللجنة الوطنية لأهداف التنمية المستدامة، وانضمت إليه 56 شركة وطنية وعالمية كبرى تعمل في مجالات متنوعة داخل وخارج الإمارات، وقوبل بردود فعال إيجابية من القطاع الخاص المحلي.
وأعرب المشاركون في الجلسة الحوارية، والذين يمثلون شركات انضمت للتعهد عن اعتزازهم بالانضمام لهذه المبادرة الطوعية، مؤكدين حرص القطاع الخاص على دعم رؤية وتوجهات دولة الإمارات لتحقيق مزيد من النجاحات بملف التوازن بين الجنسين محلياً وإقليمياً، كما ثمنوا الجهود المكثفة لمجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين وشراكاته البناءة والمؤثرة مع القطاع والخاص لتحقيق هذه الرؤية التي تسعى لأن تكون الإمارات واحدة من أفضل دول العالم بهذا الملف.
وقال شريف فهمي المدير التنفيذي لشركة كامان للطائرات إن "كامان"، التي تربطها شراكات عمل جيدة مع دولة الإمارات، وتولي تعهد تسريع التوازن بين الجنسين في القطاع الخاص أهمية كبيرة، مشيراً إلى أن لديها برامج لتعزيز تواجد المرأة ورفع تمثيلها بمختلف الوظائف وعلى كافة المستويات إلى 50% عام 2025، مضيفاً أن "كامان" ملتزمة بمشاركة الملكية الفكرية والتقنيات المتقدمة لخلق وظائف عالية التقنية وبناء وتنمية القيمة المحلية في دولة الإمارات، مؤكداً على كفاءة المرأة الإماراتية في قطاعات الطيران وهندسة الطيران وهو ما تسعى الشركة للاستثمار فيه والاستفادة منه، حيث أننا فخورون بما حققته المرأة الإماراتية من نجاحات وإنجازات في قطاع الطيران بما في ذلك عملها كمهندسة وفنية وأيضاً في كقائدة طائرات الحربية والمدنية.
بدورها، أكدت إيلينا سيجيل المؤسس الشريك لشركة كيرني على المسؤولية الجماعية كعامل أساسي لتحقيق الازدهار في كافة المجتمعات والاقتصادات العالمي، وهو ما يتوفر بدولة الإمارات العربية المتحدة التي حققت مستويات متقدمة في التوازن بين الجنسين، مشيرةً إلى أن كيرني بصفتها إحدى الشركات الموقعة على تعهد تسريع الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة، تلتزم بمواصلة تعزيز التوازن بين الجنسين ليس فقط داخل الإمارات ولكن عبر مكاتبها الإقليمية وشركاتها على مستوى العالم.
ولفتت أن فريق قيادة التنوع والإنصاف والشمولية لدى كيرني هو القوة الدافعة لإيجاد حلول للتوظيف ودعم تنمية المرأة ونموها في مسيرتها المهنية، كما يوجد بالفعل عدد من المبادرات لدعم التوازن بين الجنسين، بالإضافة إلى أن الشركة تدير برنامج رعاية داخلية لإعداد وتأهيل النساء ليكن قادة شركات في المستقبل مع مساعدتهن على التفكير في مساراتهن المهنية ودعم تقدمهمن وتطورهن داخل شركة.
وأشادت إيلينا سيجل بمرتكزات تعهد تسريع التوازن بين الجنسين في القطاع الخاص والتي تشمل: ضمان المساواة في الأجور، وتعزيز التوظيف والترقية على أساس المساواة بين الجنسين بما في ذلك المناصب القيادية العليا، وتعميم منظور التوازن بين الجنسين في السياسات والبرامج الحاكمة للعمل بالشركات بما يدعم الموظفين، وضمان الشفافية وتزويد مجلس الإمارات بين الجنسين بالخطوات المحققة في كل شركة منضمة للتعهد، وقالت "التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص أمر أساسي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعهد القطاع الخاص الإماراتي بذلك نموذج عالمي رائع لتحقيق هذه المستهدفات العالمية، فهو يضع أسساً هامة للتوصل للحلول المناسبة للتحديات المعقدة بالقطاع الخاص".
من جانبه، أكد ماثيو لويس المدير العام لشركة راسل رينولدز أسوشييتس للاستشارات الإدارية على أهمية التنوع والشمول بين الكوادر الوظيفية على كافة المستويات وفي مختلف التخصصات كقيم أساسية في الشركة، وقال إن "راسل رينولدز" ملتزمة بهذا التنوع بين صفوف قيادتها وإكساب الموظفات مزيداً من الفرص والتأهيل، معرباً عن اعتزازه بأن شركة راسل رينولدز كانت من أوائل الشركات التي انضمت لتعهد تسريع التوازن بين الجنسين في القطاع الخاص وزيادة نسبة تمثيل المرأة في المناصب القيادية إلى 30% عام 2025، وأضاف :"نعتز ونفخر بإسهاماتنا في دعم طموحات دولة الإمارات بشأن التوازن بين الجنسين والعمل نحو مستقبل عادل ومنصف". وأضاف :"لدينا برنامج برنامج للمساواة في التوظيف والترقي والرواتب"، مؤكداً على أهمية دور المنظمات الدولية في الأخذ بيد البلدان التي لا تزال تعاني تحديات في التوازن بين الجنسين، مشدداً على دور القطاع الخاص والمجتمع بهذه البلدان للوصول لمستويات أفضل.
تجدر الإشارة إلى أن مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين حرص خلال القمة العالمية للحكومات 2023 على تعزيز شراكاته العالمية ضمن استراتيجية عمله التي تهدف لتحقيق ريادة دولة الإمارات وتأثيرها عالمياً في التوازن بين الجنسين وتعزيز حضور المرأة في المناصب القيادية والقطاع الاقتصادي، من خلال جملة من الفعاليات المكثفة، في حين تحظى جلسات وفعاليات كل من "منتدى التوازن بين الجنسين" و"منتدى المرأة في الحكومة" ضمن القمة برعاية سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين، وذلك في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة وقيادتها الرشيدة لملف المرأة والتوازن بين الجنسين، وانطلاقاً من حرص الدولة على مشاركة المجتمع الدولي الإنجازات والنجاحات التي حققتها في هذا المجال، وتأكيداً على نهجها المستدام في دعم الجهود الدولية الرامية لتسريع تحقيق الهدف الخامس من أهداف التنمية المستدامة المتعلق بالتوازن بين الجنسين وتمكين جميع الفتيات والنساء.
ويناقش المنتديان واقع وفرص تحقيق مزيد من التقدم في التوازن بين الجنسين والمشاركة الحكومية للمرأة في المنطقة والعالم من خلال جلسات حوارية تشارك فيها قيادات عالمية ومسؤولون من القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى ممثلي منظمات دولية صاحبة خبرات مميزة في سياسات النوع الاجتماعي.