الكثيرون يتساءلون عن مصير حصى الجمرات بعد أن ينتهي حجاج بيت الله الحرام من رميها، أثناء أداء نسك الرمي بمشعر منى، ومع تعدد أدوار منشأة الجمرات، حيث تتساقط الحصوات على الشواخص الثلاثة الممتدة إلى أربعة طوابق في عمق يصل إلى 15 متراً.
وفي تفاصيل ذلك، وبعد انتهاء الحجاج من مناسك رمي الجمرات، تبدأ عملية وآلية التعامل مع الحصوات في أولى أيام الرمي وثاني الأيام وثالثها، لتتساقط بشكل عمودي باتجاه الأسفل وتستقر في قبو المنشأة، حيث تجتمع هذه الحصوات داخل عمق في الشواخص الثلاثة يصل إلى 15 متراً، وتقوم بعد ذلك عدد من السيور الآلية، بتجميع الحصى الملقى بواسطة الحجاج، وغربلته ورشه بالماء للتخلص من الأتربة والشوائب العالقة، قبل نقله إلى المركبات وتخزينه، والتعامل معه بعد انقضاء الموسم، فأطنان الحصى تقدر كميتها في مواسم الحج حسب أعداد حجاج بيت الله الحرام.
يذكر أن منشآت الجمرات في مشعر منى تستقبل حجاج بيت الله الحرام لرمي الجمار بتفويج منظم أعدت له خطط ومشروعات مرافق وتهوية وتكييف وصيانة وخدمات مرافق لمزيد من الراحة والتيسير على الحجيج في أداء المناسك.
وخصصت مسارات متعددة لتوزيع الحشود على الأدوار المتعددة لمنشأة الجمرات لضمان انسيابية حركة الحجيج بفضل الله تعالى ثم بجاهزية مشروع الجمرات بأدواره المتعددة، الذي شُيد بطريقة هندسية تراعي توزيع كثافة الحجيج في الرمي وتربطه بجسور للمشاة مع قطار المشاعر والمناطق المحيطة بمخيمات الحجاج في منى.
كما تم تزويد مشروع منشأة الجمرات بالمظلات العلوية، ومراوح التكييف المصاحب للرذاذ لتقليل درجة الحرارة، وإعداد السلالم المتحركة ومباني الخدمات وتخطيط المسارات الجديدة، ونشر كاميرات المتابعة لتعزيز آليات التحكم في تدفقات حركة الحجيج إلى جانب اللوحات والمنشآت الإرشادية والتوعوية والخدمات الإعلامية في إطار المرحلة الرابعة والأخيرة من مشروع المنشأة الحديثة للجمرات والأعمال المتعلقة بها.