افتتحت وزارة الثقافة "مركز طارق عبد الحكيم" الذي يستند على إرثِ الموسيقار الكبير طارق عبد الحكيم، والواقع في منطقة جدّة التاريخية (البلد) المسجّلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو، وذلك في إطار جهودها في الحفاظ على الموسيقى، والفنون الأدائية، والتراث الثقافي غير المادي للمملكة.

ويتضمّن المركز متحفاً يُخلّد سيرة وإرث الموسيقار الراحل، ووحدات أبحاث وأرشفة تتيح للباحثين الاستفادة من محتوىً وأرشيفٍ موسيقي واسع. ويعرض المتحف مجموعة فنية تُعبّر عن ثراء التراث الموسيقي السعودي، وتُسلّط الضوء على إسهامات الموسيقار الراحل في مسيرة الفن بالمملكة، بحيث يتضمن المتحف مجموعة من متعلقات طارق عبد الحكيم الشخصية، وبعض المقطوعات الموسيقية، إلى جانب مواد مرئية وصوتية لطارق عبد الحكيم وهو يؤدي أغانٍ من ألحانه وغيرها من الأعمال الوطنية والفنون التقليدية. وقد نُقلت ملكية هذه المقتنيات إلى وزارة الثقافة لصالح المركز. كما يُعرّف المتحف الجمهور بأبرز محطات مسيرة الموسيقار الراحل عبر عرض مقابلات سجّلتها الوزارة مع كبار الشخصيات الفنية والاجتماعية التي عرفته، وواكبت مسيرته.

وأما وحدات الأبحاث والأرشفة التابعة لمركز طارق عبد الحكيم، والتي ستُفتتح في مرحلةٍ لاحقةٍ، فهي موجودة في مواقع متعددة في مدينة جدة، وتتضمّن مكتبة موسيقية كبيرة تشمل تسجيلات نادرة ومجموعة من الدراسات والمقالات المتخصصة في الموسيقى السعودية وموسيقى العالم العربي؛ لتُتيح للباحثين في هذا المجال الاستفادة من محتوى وأرشيف موسيقي واسع، وذلك ضمن مساعي مركز طارق عبد الحكيم لحفظ، وتوثيق تاريخ الموسيقى والتراث الفني في المملكة، ورفع مستوى الوعي به، وذلك عبر جمع وحماية وتوفير الوصول إلى المواد التوثيقية، ودعم البحث العلمي، وتنظيم ورش العمل، واستضافة مجموعة متنوعة من الندوات والمؤتمرات.

ويُعدّ طارق عبد الحكيم من رموز الثقافة السعودية حيث عُرف بعميد الفن السعودي، فقد كان مُلحّناً ومُغنياً، وباحثاً في الموسيقى، ومؤرخاً يجمع الوثائق والآلات الموسيقيّة، وكان مُهتماً بالفنون الأدائية، وقائداً لفرقةٍ موسيقيةٍ. ويأتي المركز الذي يحمل اسمه تقديراً للجهود التي قدمها في خدمة بلاده في مجالات الثقافة والموسيقى، والتي جعلته واحداً من الروّاد المؤثرين في صياغة الهوية الموسيقية السعودية.

وتهدف وزارة الثقافة من خلال تأسيس "مركز طارق عبد الحكيم" إلى الحفاظ على التراث الفني والثقافي الوطني، وتكريم روّاده، إلى جانب الإسهام في إثراء المشهد الفني والثقافي المحلي. وتسعى إلى أن يكون المركز منصة ملهمة، وجامعة للأجيال الجديدة من المهتمين بالموسيقى السعودية؛ يستمدون منها التاريخ والمعرفة الموسيقية، ويعتمدون عليها في بحوثهم ومشاريعهم الإبداعية.