غيّب الموت الداعية السعودي الشهير عبدالله بن صالح القصير، عن عمر ناهز 74 عاما، بعد صراع طويل مع المرض.
ومن المقرر أن يشيّع الجثمان، اليوم الخميس، من جامع الجوهرة، وسيدفن في مقبرة الشمال بالعاصمة السعودية "الرياض".
ويعد الشيخ عبدالله بن صالح القصير، من المشايخ الأجلاء الذين تركوا أثرا عظيما في العلوم الشرعية بالسعودية؟
ونعاه عدد من مشايخه وطلابه عبر حساباتهم على منصة "إكس"، يقول الداعية السعودي الدكتور عزيز العنزي: "رحم الله شيخنا العلامة الشيخ عبدالله القصير وغفر الله له وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وذويه وطلابه الصبر والسلوان، عرفته منذ عام 1408 هجرية تقريبا، كان رحمه الله باذلاً نفسه للعلم والتعليم والدعوة إلى الله في الداخل والخارج، وكان أسدًا من أسود السنة في دفاعه عن التوحيد، وعن بلاد التوحيد، بعلم وعدل، وكان مشايخنا يعرفون له قدره ومكانته، لا سيما سماحة شيخنا ابن باز رحمه الله، والذي كلفه في كثير من المهام نيابة عنه".
وأضاف: "كان الشيخ عبدالله القصير له خبرة واسعة بالفرق والجماعات، واطلاع كبير على حوادث التاريخ البعيد والقريب، فهو موسوعة تاريخية، ومستودع معلوماتي، وكان فقيها يفتي بالدليل، أؤتي عقلاً راجحاً، وبصيرة نافذة لا تخطيء في الغالب، ولا تكاد تخرج من مجلسه إلا بفوائد كثيرة، وعوائد أثيره، رحمه الله والحقه بالنبيين وأخلف على المسلمين خيرا".
وكتب سليمان الرحيلي أستاذ الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية: "رحم الله الشيخ عبدالله القصير رحمة واسعة وبارك في تلميذه الشيخ عزيز ونفع بعلمه وزاده قبولا".
من هو الشيخ عبدالله القصير؟
الشيخ عبدالله بن صالح بن محمد بن أحمد القصير، ينتمي إلى قبيلة عنزة من ربيعة، أحد القبائل العدنانية، وقد ولد في قرية الشقة العليا من قرى القصيم بالسعودية.
درس الشيخ الجليل الابتدائية في القرية، ثم انتقل إلى المعهد العلمي ببريدة لاستكمال الدراسة بالمرحلتين المتوسطة والثانوية.
واستقر بالعاصمة السعودية الرياض لطلب العلم، وتتلمذ على يد الشيخ الجليل عبدالعزيز بن باز لأكثر من 30 سنة.
وبعد الدراسة تفرغ لنشر الدعوة الإسلامية، شغل العديد من المناصب أهمها: مدير الدعوة والمساجد بالرياض، ومستشار الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد.
وترك العالم الجليل بصمة شديدة الوضوح في مجال الدعوة والخطابة، وعانى لسنوات طويلة من أمراض القلب.
شارك في تدريس القرآن الكريم ومحاضرات في أصول الفقه، والمرافعات الشرعية، والأحوال الشخصية، والثقافة الإسلامية في كلية الملك فهد الأمنية مابين عامي 1402-1404هـ.
كما شارك في تدريس محاضرات الثقافة الإسلامية بكلية الملك عبدالعزيز الحربية مابين عامي 1402- 1403هـ.
وشارك في تدريس محاضرات العقيدة الإسلامية والدعوة إلى الله تعالى في كليات الشريعة، وأصول الدين، والدعوة، ومركز التعليم المستمر وخدمة المجتمع بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية للفترة مابين 1413- 1418هــ.
ومثل الرئاسة العامة لإدرات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد ثم وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في حضور لجان محلية على أعلى المستويات لدراسة جملة من الأنظمة ذات الشأن وصياغتها بما يتفق مع الشريعة الإسلامية.
كما مثل مفتي عام المملكة العربية السعودية الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز في حضور بعض المناسبات واللجان خارج المملكة في عدد من الدول الإسلامية بشأن الدعوة الإسلامية العالمية، واللقاءات الرسمية.