قالت صحيفة الرياض السعودية اليوم الخميس، إن السعودية تواجه حرباً شرسةً للنيل من تطورها التقني.

ونقلت الصحيفة عن مختصون في الأمن المعلوماتي بتطور المملكة على مستوى تقنية المعلومات، وعلى جهود وزارة الداخلية ومركز المعلومات الوطني في التصدي لأي محاولة عابثة للنيل من هذا التطور الكبير، مؤكدين على ضرورة تدريب وتثقيف الموظف والمواطن بكل ما يخص أمن المعلومات.

مبالغ طائلة

وذكر أستاذ الإعلام الأمني في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية د.بركة الحوشان أنّ حماية المعلومات جزء من أنواع الأمن، والإرهاب أحياناً تكون أهدافه القرصنة والإضرار ببيانات المؤسسات والجهات، سعياً للحصول على فوائد مالية أو معلوماتية، مبيناً أنّ الهجمات تثبت أنّ المملكة مستهدفة وأننا لم نأخذ الاستعداد الكافي لأمن المعلومات، مضيفاً: "وسبق أن ذكر مختصين أنّ المبالغ المالية الكبيرة التي تصرف على أمن المعلومات تعطى لشركات لا تقدم لنا أمناً كافياً، إذ بإمكان أي ناشئ في القرصنة أن يخترق بعض المواقع، ومركز المعلومات الوطني لديه تعليمات وبرامج ويعطي دورات تدريبية للحماية من القرصنة، ولا بد الاستفادة منها بقدر أكبر، وعلينا أن نملك شبكة آمنة لكي لا نكون صيداً سهلاً، ولا نضحي بجهدنا ووقتنا"، مشدداً على أنّ المملكة تواجه حربا معلوماتية، حيث تسعى جهات عدة تعطيل مواقع تخدم الناس، من خلال زرع فيروسات للحصول على وثائق ومعلومات مهمة، وسبق أن استهدفت مواقع إيرانية وإسرائيلية الأمن المعلوماتي للمملكة ولم تنجح.

ضريبة التطور

وأوضح أستاذ تقنية المعلومات في جامعة الملك سعود د.عبدالرحمن المطرف أنّ الهجمات الإلكترونية العابثة التي تستهدف الجهات الحكومية في المملكة شر لا بد منه، مضيفا: "الناس تفرح في التقنية وتسعد بها وتنتفع منها ولا بد ندفع ضريبة المحافظة على أمنها وسلامتها، وهذا من الشر الذي وقعنا فيه، نسأل الله أن يحفظ بلادنا، ولكن الحمد الله مطمئنين لدينا جهات متخصصة متمكنة وعندها القدرة ليس فقط الرد، بل حتى التحصين، فهناك هجمات كانت قبلها وأقوى منها وقد تم تجاوزها"، مؤكّداً على الجهات الحكومية أن تكون جادة في البحث عن كافة السبل لتحمي وتقي أنظمتها من الوقوع لضحية لمثل هذه الهجمات المتوقعة.

وقال: إنّ نجاح المملكة في مواجهة الإرهاب والتطور المعلوماتي هدف لمحاولة للنيل منها واستهدافها، حيث تعد من مصاف الدول المتقدمة في التطور التقني المعلوماتي، وينبغي حيال هذا التطور الكبير أن يكون متلازماً بأمن معلومات متميز ومتقن، وعلى هيئة الاتصالات ومركز المعلومات أن يكون لها دور أكبر في عملية تثقيف مسؤولي أمن المعلومات في الجهات الحكومية الأخرى للسلامة والوقاية، لافتاً إلى أنّ المملكة تواجه حربا شاملة شرسة تبدأ من سرقة معلومات شخصية، إلى تعطيل منظومة على مستوى قطاع، ثم دولة، وعلينا أن نكون مدركين وواعيين لمواجهة ذلك.

خطوة جريئة

من جهته اعتبر خبير أمن المعلومات والمحقق الجنائي في الجرائم المعلوماتية م.فهد الدوسري أنّ تحذير هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات عن هجمات إلكترونية مختلفة يعد خطوة جريئة، ففي السابق ما كان يصل لنا تحذير إلا بعد وقوع الحدث في أسابيع، أما إن تضررت أي وزارة فهذا ليست مسؤولية الهيئة، بل مسؤولية الجهة التي وصل إليها الفيروس، داعياً الجهات الحكومية أن تشدد على أنظمة الفحص الأمني وتوفيره، ولا بد أن تبادر الجهات وتفحص لتكون جاهزة لمواجهة أي خطر.

وقال: إنّ المملكة مستهدفة منذ سنوات طويلة من الجماعات التخريبية، خاصةً النظام المالي والبترول، ومثل هذه الهجمات لا تعرف إلا عند إعلان الجهة التي رتبت لذلك، مطالباً بتوعية الموظفين بما يتعلق بأمن المعلومات، وكيفية تفادي رسائل الاصطياد الإلكتروني، لافتاً إلى أنّ المملكة استهدفت بشكل كبير ومنظم خلال السنوات الماضية، وتمكنت من تخطي ذلك، معتبراً أنّ الحرب المعلوماتية التي تواجهها المملكة لا تقل أهمية عن محاربتها للإرهاب المسلح.