كشفت تصريحات النائب عن التيار الأصولي المتشدد في مجلس الشورى الإيراني، جواد كريمي قدوسي، عن خلافات عميقة داخل أروقة النظام في طهران حول العلاقات المتوترة مع دول الخليج العربي، حيث اتهم حكومة حسن روحاني بالعمل على إعادة العلاقات مع العرب وأميركا بالعودة إلى معايير ما قبل الثورة الإيرانية عام 1979، معتبراً ذلك يخالف توجهات النظام العامة، على حد تعبيره.
وكشف قدوسي أن زيارة روحاني إلى عمان مؤخرا، جاءت لبحث إمكانية إطلاق مفاوضات مع دول مجلس التعاون قبل التوجه إلى بدء التفاوض مع أمريكا حول شؤون المنطقة، حسب ما صرح به خلال حوار مع وكالة " دانشجو" التابعة للطلبة المنتسبين لميليشيات الباسيج بالحرس الثوري.
وحول ما يتردد عن محاولات حكومة روحاني تخفيف التوتر بين طهران وجيرانها، قال قدوسي: "شاهدنا إصراراً من وزير الخارجية (جواد ظريف) وفريقه لعقد لقاءات مع المسؤولين السعوديين إلى درجة لوحظ أنهم أحزموا الحقائب من ثلاث إلى أربع مرات للتفاوض مع السعودية، لكن محاولاتهم باءت بالفشل".
وأشار هذا النائب اليميني إلى تصريحات مساعد وزير الخارجية في الشؤون العربية والإفريقية، حسين جابر أنصاري، حول "تجنب اتخاذ مواقف متشددة من السعودية"، قائلا إن ذلك "يخالف السياسات العامة للبلد، وإن النظام والشعب لديهم مواقف من السعودية"، ما يكشف هوة الخلافات بين حكومة روحاني ومنافسيهم من المتشددين حول العلاقات مع دول الجوار العربي.
وقال قدوسي إن الخارجية الإيرانية ذكرت أن "الأطراف الغربية حاولت التفاوض مع إيران حول قضايا خارج الملف النووي، وإن المفاوضات النووية كانت منصة الانطلاق لمفاوضات أخرى".
وكرر هذا النائب الإيراني تصريحاته حول "وجود اتفاقيات سرية أبرمتها حكومة روحاني مع أميركا تتضمن خطة لتعاون خليجي – أميركي – إيراني مشترك لإدارة المنطقة"، على حد قوله.
وكانت "العربية.نت" نشرت في 23 فبراير/شباط، تصريحات جواد كريمي قدّوسي، والتي قال فيها إن فريق التفاوض الإيراني وقع 7 اتفاقيات سرية مع أميركا والغرب سبقت الاتفاق النووي، زاعما أنها شملت "الاعتراف بإسرائيل ووقف دعم طهران للإرهاب والقبول بدور السعودية الإقليمي في المنطقة".
وأثارت تصريحات قدوسي وهو من أقطاب التيار الأصولي المتشدد والمقرب من الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، جدلا واسعا، بين البرلمان والحكومة التي نفت توقيع وفدها المفاوض على 7 بنود سرية مع أميركا والغرب، أثناء المفاوضات النووية مع مجموعة دول "1+5"التي أفضت إلى اتفاق فيينا الشهير في مطلع يوليو 2015.
وكان قدوسي قال في كلمة له بمسجد "إمام علي" في طهران، ونشرت عبر موقعه الرسمي على الإنترنت، وتداولته مواقع إيرانية، إن البنود شملت الاتفاق على " 1- تجميد برنامج إيران النووي 2- وقف برنامج تطوير الصواريخ والتجارب الباليستية 3- وقف دعم طهران للإرهاب في المنطقة 4- الالتزام بوقف انتهاكات حقوق الإنسان 5- الاعتراف بإسرائيل 6- القبول بدور السعودية الإقليمي 7- القبول بإدارة المنطقة بصورة مشتركة بتعاون دول الخليج الست وإيران وأميركا"، على حد تعبيره.
وزعم هذا النائب اليميني الذي يعتبر من أشد معارضي الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، أن "الأميركيين والغرب فرضوا هذه الاتفاقيات السبع خلال المفاوضات النووية كشروط لإنجاز الاتفاق الشامل".
وكانت الخارجية الإيرانية أصدرت بياناً شديد اللهجة ضد النائب جواد كريمي قدوسي، جاء فيه أن "هذه مزاعم لا أساس لها من الصحة، وأنها جملة من الافتراءات".