اعتبر دبلوماسي أمريكي رفيع إيران "دولة راعية للإرهاب"، مؤكداً أنها تمارس سياسة خاطئة من خلال تأجيج الصراعات، والتدخل في العديد من سياسات المنطقة على نحو يخدم مصالحها.

وأكد القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في السعودية، كريستوفر هينزيل، أن "هناك تجاوزات وسياسات خارجية خاطئة تتبعها إيران تجاه دول الجوار وقضايا المنطقة"، مطالباً حكومة طهران بالالتزام بالقرارات الدولية والاتفاقات، ولا سيما فيما يتعلق ببرنامجها النووي.

وفي حديث لصحيفة "الحياة" السعودية، نشر الجمعة، لفت هينزيل إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وجهت أخيراً تحذيرات شديدة اللهجة إلى طهران بسبب مواقفها التي تشكل تهديداً كبيراً لأمن الشرق الأوسط واستقراره.

كما أكد القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية عمق العلاقات بين بلاده والمملكة العربية السعودية في جميع المجالات، وبخاصة في المجالين السياسي والاقتصادي، معرباً عن حرصه على مواصلة الشراكة وتطويرها بما يلبي طموحات الشعبين.

وأشاد هينزيل بالدور الحيوي للمملكة في العديد من القضايا بالمنطقة، وفي مقدمتها محاربة الإرهاب، مضيفاً: "إيران تعمل بشكل دائم وبكل الوسائل المتاحة لمهاجمة السياسة السعودية. العالم بأسره يعلم بأن إيران تتدخل في شؤون عدد من الدول، فمن لبنان إلى البحرين وإلى اليمن والعراق".

المسؤول الأمريكي قال إن العلاقات بين الرياض وواشنطن "نموذج يحتذى به على كل الأصعدة، وهذا ما تؤكده حكومتا البلدين دائماً وفي جميع المحافل العالمية". وأكد أنه "لا يوجد أي تغيير في السياسة الأمريكية تجاه السعودية".

وهناك تعاون وثيق بين البلدين في العديد من القضايا والشؤون الدولية، ويدعم أحدهما الآخر فيما يتصل بالمصالح الجوهرية، ومن أبرز مجالات التعاون: السياسة، والاقتصاد، والسياحة، ومكافحة الإرهاب، بحسب هينزيل.

وعن التعاون الاقتصادي بين البلدين، أوضح هينزيل أن السعودية "واحدة من أهم الأسواق للصادرات الأمريكية في المنطقة"، كما تحتل أمريكا المرتبة الأولى من حيث حجم الصادرات التجارية إلى المملكة، لافتاً إلى أن التبادل الاقتصادي بين البلدين يزداد عاماً بعد عام.

ووصف رؤية المملكة 2030 بأنها "نقلة نوعية ورائعة لمستقبل المملكة في جميع المجالات"، مؤكداً "هذه الرؤية تعني لنا الكثير، ويسعدنا أن نكون شريكاً أساسياً في مساعدة أصدقائنا السعوديين لتحقيق هذه الرؤية".

واعتبر هينزيل أن الشراكات والاتفاقات التي تم توقيعها بحضور ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة الأمريكية، "تعكس متانة العلاقة بين البلدين".

ومنذ وصول ترامب للحكم في يناير/كانون الثاني، تشهد العلاقات السعودية الأمريكية تقارباً ملحوظاً في مختلف القضايا، في حين يخيم التوتر على العلاقات بين واشنطن وطهران؛ بسبب سياسات الأخيرة التي تعتبرها واشنطن سبباً في زعزعة الاستقرار.

وهاجم ترامب إيران أكثر من مرة، وحذرها من مغبة تصرفاتها "التي تهدد استقرار المنطقة والعالم"، وقال مؤخراً: إن "كل الخيارات مطروحة في التعامل معها بما فيها العسكري".