جبال عظيمة تستقبلك من اليمامة، جهة الغرب، تلك التي خلدها شاعر العرب عمرو بن كلثوم في معلقته الشهيرة قبل أكثر من 1500 عام، بأبيات شعر تقول:
ألا هبي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الاندرينا
فأعرضت اليمامة واشمخرت كأسياف بأيدي مصلتينا
واليمامة لها تاريخ عظيم ومصدر حضارة وسط الجزيرة العربية، كما في حضارة طسم وجديس التي منها "زرقاء اليمامة" التي حذرت قومها قبل وقوع الكارثة. والقدية سلسلة جبلية تنوعت تضاريسها بشكل مهيب أعطاها جمالاً أخاذا في امتداد جبال العارض أو طويق كما يسميها.
ويتخلل "القدّية"، طريق "أبا القد" الذي يصل اليمامة و الرياض بالجهات الغربية وهو طريق للجمال وسمي "أبا القد"، نسبة لما يربط على تلك الجمال من القدود، وهي الحبال التي تقد قداً من مواد مختلفة.
وتعد اليمامة منذ عصور قديمة رابطاً مهماً يقع في وسط الجزيرة العربية وطريق مهم من طرق البخور الشهيرة التي كانت تخترق الجزيرة العربية رابطة الشمال بالجنوب والشرق بالغرب، كما تعد مركزاً تجارياً هاماً منذ عصور قديمة وهي الموقع الذي اشتهر بميرة اليمامة وهو منتج القمح الذي كان يمثل قطعه تهديداً كبيراً لمن يناله هذا العقاب
كما فعله "ثمامة ابن اثال الصحابي الجليل" حاكم اليمامة في ذلك الوقت من بني حنيفة، وهو من أوائل من فكر بفرض حصار اقتصادي في التاريخ، حينما هدد قريشا بقطع قمح اليمامة عن مكة ما جعل قريش تعيش في ضيق كبير، وهي القضية التي توسط فيها الرسول صلى الله عليه وسلم، بفك هذا الحصار عبر مخاطبته لثمامة بأن يطلق لهم ميرتهم.
سلسلة جبلية وهمزة وصل
يعد طريق "أبا القد"، الوحيد الذي يقطع هذه السلسلة الجبلية الهائلة الارتفاع، إذ إنه همزة وصل بين العاصمة الرياض وبقية بلدان نجد، حيث كان ممراً لقوافل الخيول والجمال المحملة بالبضائع.
وطريق "أبا القد"، يعد طريقا حلزونيا لا يتسع إلا لجمل واحد حتى تمَ شق طريق "الرياض – مكة"، بالقرب من طريق "أبا القد" الذي لا تزال بعض أجزائه حاضرة.
مشروع القدية الترفيهي
يرتكز المشروع الترفيهي، الذي كشف عنه ولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، أسفل جبال القدية على التاريخ والحضارة، إضافة إلى الاستفادة من التضاريس الجبلية لهذا المشروع سواء في مواضيع الترفيه أو السفاري والاستفادة من تلك المواقع والتشكيلات الجبلية.
مرتفعات نهاية العالم
و"القدّية"، تشكيلات من الجبال تطل من على ارتفاع شاهق، وتأتي امتداداً لـ "جبال طويق" التي يعتقد العلماء أنها تكونت قبل 135 مليون سنة، وتمتد تلك السلسلة أكثر من 1000كم، كما يعتقد أن المنطقة كانت مغمورة بالمياه في فترات زمنية سحيقة وتحوي على كثير من الأحافير، ووجدت بعض الحيوانات البحرية المتحجرة كالأمونايت.
يذكر أن تسمية هذه الحافات الصخرية بـ"نهاية العالم"، يعود لبعض الجاليات الأوروبية حين زيارتهم للموقع الذي يأسرهم بجماله الخلاب من الوهلة الأولى.