أظهر "استطلاع أصداء بيرسون- مارستيلر السنوي التاسع لرأي الشباب العربي 2017"، والذي تم نشر نتائجه الأحد، إيجابية واضحة من جانب الشباب الخليجي حيال مستقبلهم وثقتهم بقدرة حكوماتهم على انتهاج السياسات الصحيحة لمواكبة احتياجاتهم، حيث أبدى 85% من دول الخليج ثقتهم بأن حكوماتهم كانت تسير في الاتجاه الصحيح خلال السنوات الخمس الماضية مقارنةً مع 52% فقط من مجمل الشباب العربي في المنطقة؛ وهو انخفاض كبير عن النسبة المسجلة منذ سنة فقط، حيث أشار حينها ثلثا الشباب العربي تقريباً وبواقع 64% إلى أن بلدانهم ماضية في الاتجاه الصحيح. كما عبر ثلاثة أرباع الشباب الخليجي "%78" عن اعتقادهم بأن أيامهم القادمة ستكون أفضل مقارنة مع 58% من الشباب العربي عموماً، فيما يرى 82% من الشباب الخليجي أن بلدانهم تمضي في الاتجاه الصحيح على الصعيد الاقتصادي مقابل 52% فقط في بقية أنحاء المنطقة. علاوة على ذلك، أشار 86% من الشباب الخليجي إلى أن حكوماتهم تنتهج سياسات تعود بالفائدة والخير على الشباب، فيما أيد هذا الرأي 57% فقط من الشباب العربي في منطقة الشرق الأوسط عموماً. وقال سونيل جون، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "أصداء بيرسون- مارستيلر": "تبدو نتائج "استطلاع رأي الشباب العربي" لهذا العام مشجعة بالنسبة لدول مجلس التعاون الخليجي، حيث يبدي شبابها تفاؤلاً كبيراً بمستقبلهم وثقة واضحة بأن حكوماتهم تنتهج السياسات المناسبة لتلبية احتياجاتهم؛ ولكن ذلك لا ينطبق بطبيعة الحال على بقية بلدان المنطقة"، موضحاً أن "إيجابية الشباب الخليجي تعتبر عاملاً يدعو إلى التفاؤل في منطقة الشرق الأوسط اليوم، كما يكشف عن تنامي تباين وجهات النظر، وهو ما ألهمنا عنوان استطلاع هذا العام: "منطقة الشرق الأوسط: انقسام وتباين". فيما قال روي حداد، مدير شركة "دبليو بي بي" في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: "يعطي استطلاع رأي الشباب العربي صوتاً لمن لا صوت له، ويتيح لفئة الشباب فرصة ايصال آرائهم وتوجهاتهم لشتى أنحاء العالم. كما يقدم لنا مؤشرات واقعية عن أفكار وتصورات الشباب العربي تجاه الماضي والحاضر والمستقبل. وبناء عليه، يعد الاستطلاع أحد الأدوات المهمة للحكومات والشركات، والمجتمع بشكل عام، إذ يوفر معطيات وبيانات دقيقة تتمحور حول الشريحة المجتمعية الأكبر في العالم العربي وهي فئة الشباب. وأظهرت نتائج الاستطلاع أن دولة الإمارات والسعودية تعتبران الحليفتين الأبرز لدول المنطقة برأي الشباب العربي لتتفوقا بذلك على القوتين الدوليتين الأكبر روسيا والولايات المتحدة. وأشار %36 من الشباب العربي في البلدان الستة عشر المشمولة بالاستطلاع إلى أن دولة الإمارات هي الحليف الأكبر لبلدانهم بزيادة قدرها 8 نقاط مئوية عن عام 2016، فيما قال 34% بأن السعودية هي الحليف الأكبر لبلدانهم "مقارنةً مع 31% في عام 2016". ويوضح الاستطلاع تراجع تأييد الشباب العربي للولايات المتحدة في عام 2017 بشكل ملحوظ، حيث يعتبرها 17% فقط حليف بلدانهم الأبرز بتراجع قدره 8 نقاط في النسبة المئوية عن عام 2016. ولأول مرة، زادت نسبة الشباب العربي الذين يعتبرون روسيا حليفهم الأول من خارج المنطقة بزيادة قدرها 12 نقطة في النسبة مئوية عن عام 2016. ويشير الاستطلاع إلى أن التهديد الذي يشكله تنظيم "داعش" - والذي تم تصنيفه العام الماضي كأبرز العقبات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط - أصبح أضعف اليوم ويعتبر إلى جانب البطالة العقبة الأبرز لنحو 35% من شباب المنطقة.