كشفت ’هانيويل‘ وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن عن تفاصيل الشراكة الناجحة بين الطرفين في إطار تطوير عملية تحفيزية ناجحة لإنتاج البتروكيماويات. ويشمل هذا التعاون مشاركة علماء من شركة ’هانيويل يو أو بي‘ في مشروع مشترك مع أساتذةٍ جامعيين وباحثين من جامعة الملك فهد في الظهران كان قد بدأ عام 2011 في عملية فريدة لإنتاج مادة الباراكسيلين، وهي المركبات الأروماتية الأساسية المستخدمة في صناعة المنسوجات ومواد التغليف والحاويات.
وتتيح هذه العمليات الجديدة لمنتجي المواد الأروماتية وشركات التكرير إمكانية استخدام مجموعة أكبر من المواد الأولية الحالية بكفاءة تامة، وذلك مع زيادة إنتاج الباراكسيلين في مشاريعهم ومنشآتهم الصناعية في الوقت نفسه. ويجري إنجاز هذا العمل ضمن مختبر الأبحاث والتطوير الخاص بشركة ’هانيويل يو أو بي‘ في جامعة الملك فهد المجهز بأحدث التقنيات، بما في ذلك محطة تجريبية متطورة لفحص المحفزات.
وبهذا الصدد، قال جيم موشي، المدير العام لشركة ’هانيويل يو أو بي‘ في منطقة الشرق الأوسط: "لطالما تصدرت شركة ’هانيويل يو أو بي‘ مجال الابتكار التكنولوجي في المملكة لأكثر من 60 عاماً، ويجسد هذا التعاون مع جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التزامنا بدعم وتعزيز تنمية التكنولوجيا المحلية في المملكة. وتقدم زيادة قدرة إنتاج الباراكسيلين للمملكة فرصة كبيرة لتحقيق التنويع الاقتصادي عبر إنشاء المجمعات الصناعية وتعزيز قدرات وإمكانات الصناعات التحويلية فيها. ويشرفنا العمل بشكلٍ وثيق مع جامعة الملك فهد لدعم هذا القطاع في السعودية".
من جهته، قال الدكتور سليمان الخطاف، مدير مركز التميّز البحثي للتكرير والبتروكيماويات في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن: "تعد جامعة الملك فهد للبترول والمعادن من مؤسسات البحوث العلمية الرائدة، وتتميز بمستوى عالٍ من الخبرة في مجال تكرير النفط والبتروكيماويات، ولطالما تميّزت بقدراتها في حل المشاكل التقنية والعلمية المعقّدة وتحويل المعارف النظرية إلى ممارسات عملية، حتّى أنها احتلت المرتبة الأولى على مستوى العالم العربي ضمن تصنيف مؤسسة ’كواكاريلي سايمونز‘ العالمي للجامعات. وتأتي شراكتنا مع ’هانيويل يو أو بي‘ كمثال متميز على التعاون المستمر بين مؤسستينا لتعزيز إمكانات الجامعة في تنمية وتطوير المواد المحفزة وعمليات التحفيز والتسويق التجاري، وهو ما يعكس التزامنا المشترك بتحقيق الازدهار والرخاء الاقتصادي للمملكة العربية السعودية في المستقبل".
وإضافةً إلى توفير مصادر دخل جديدة أمام الشركات الصناعية المحلية، تساعد هذه الشراكة في تطوير المهارات التقنية وتنمية المواهب الهندسية في المملكة عبر جهود التدريب المشتركة.
وفي عام 2014، أطلقت شركة ’هانيويل يو أو بي‘ جامعة ’يو أو بي‘ في المملكة، وهي عبارة عن برنامج يقدم فيه أفضل علماء الشركة برامج أكاديمية على مستوى الدراسات العليا لطلاب جامعة الملك فهد في التحفيز في قطاعي التكرير والبتروكيماويات. وبالإضافة إلى ذلك، توفر الشركة دورات تدريبة صيفية لطلاب الهندسة الكيميائية في جامعة الملك فهد في مختبرها في وادي الظهران للتقنية.
وأضاف السيد جيم موشي: "انطلاقاً من مكانتنا كشركة عالمية رائدة في مجال التكنولوجيا، نلتزم بالسعي لإيجاد وتطوير المواهب الهندسية الرائدة في العالم. وتعد المملكة العربية السعودية موطناً للآلاف من العلماء والمهندسين الموهوبين والطموحين، ويوفر لهم برنامجنا أفضل الخبرات التدريبية التي يمكن أن يحصلوا عليها بهدف مساعدتهم كي يسلكوا مساراً مهنياً ناجحاً على المدى الطويل، وبالتالي المساهمة في صياغة ملامح القطاعات المحلية ورسم مستقبل بلادهم".
وتجدر الإشارة إلى أنّه بحسب الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات ’جبكا‘، وصلت الطاقة الإنتاجية لقطاع البتروكيماويات في المملكة العربية السعودية إلى 98.5 مليون طن سنوياً في عام 2016. وبتوفيره أكثر من 500 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة وما يصل إلى 108 مليار دولار من المنتجات في عام 2015، يعد قطاع البتروكيماويات ثاني أكبر قطاع في المنطقة ضمن فئة الصناعات التحويلية.